أرض الرافدين يزداد عطشها.. توضيح لأبرز مسببات "شح المياه" في العراق
انفوبلس/..
لم تعد الحروب وحدها وسيلة لإهلاك الشعوب قط، ولم يقتصر خراب البلدان على العمليات الإرهابية مطلقا، حيث الحروب تنوعت والهلاك بات له الكثير من المصادر، وما يؤكد ذلك، تعرض العراق للجفاف الذي ضرب أنهره وحوّلها إلى أراضٍ قاحلة.
منظرٌ حزينٌ لدجلة!
وتسبب الجفاف بهلاك أبرز موارد العراق المائية، وفي مقدمتها بحيرتي حمرين وساوة.. جفافٌ بات يهدد العراقيين بأن كنوز بلاد الرافدين في طريقها للتلافي شيئا فشيئا، فما غفل عنه الإرهاب قد لا يغفل عنه مخربو الداخل، وبالتالي سيكون جفاف "حمرين وساوة" ما هو إلا بداية الطريق الذي سيفترش مجددا أمام ذلك الشاب المتلاعب فوق أنغام دجلة الحزينة.
وتفاعل ناشطون ومدونون عراقيون مع مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، لشاب يعبر نهر دجلة راكضاً من دون أن تغمره المياه، ما يظهر الجفاف غير المسبوق الذي حصل في النهر.
البحثُ في الأسباب!
وشهد العراق مؤخراً، تراجعاً كبيراً في مناسيب نهري دجلة والفرات، خاصة في المحافظات الجنوبية، مما دفع بمنظمات حقوقية ونقابات إلى التحذير من آثار كبيرة على القطاع الزراعي واحتمال توقف بعض محطات مياه الشرب في تلك المحافظات.
سبب هذه المشكلات في شح المياه، هو سياسة تركيا وإيران، وخصوصاً الأخيرة.. هذا ما يؤكده المدير العام للمركز الوطني لإدارة الموارد المائية، حاتم حميد، حين شدد على إيجاد الحلول لـ "شح المياه" في العراق.
ويقول حميد في حديث صحفي تابعته شبكة انفوبلس، إن "هناك مشكلات مع دول المنبع بخصوص الإطلاقات المائية، وخاصة مع إيران"، لافتاً إلى أن "شح المياه ليس في العراق فحسب، إنما هو موجود في تركيا وسوريا وإيران أيضاً".
ويضيف حميد قائلاً: "في مثل هذه الظروف، يجب أن تكون هناك اجتماعات متواصلة لغرض وضع المشكلات على الطولة، وإيجاد الحلول لها".
تحذيرات من القادم!
وتصاعدت حدة التحذيرات في العراق، من جفاف البحيرات والمسطحات المائية، وسط انخفاض تدفق المياه من دول الجوار، وذلك بعد جفاف بحيرة ساوة والملقبة بـ"لؤلؤة الصحراء"، في محافظة المثنى بشكل تام، وهو ما أثار ضجة واسعة.
"التجاوزات مشكلة أخرى نواجهها"، هذا ما يقوله الخبير البيئي حسن مهدي، حين كشف أسباباً أخرى أدت إلى تضرر البحيرات في المحافظات الجنوبية.
مهدي ذكر في حديث له، أن "من المشكلات التي نواجهها، هي قيام الفلاحين بإنشاء بحيرات أسماك متجاوزة تؤثر على سير الخطة الصيفية وخاصة المقبلة".
وتعد بحيرة ساوة التي يبلغ طولها 4.47 كيلومترات وعرضها 1.77 كيلومتر، من البحيرات المغلقة، وليس فيها مصادر مياه من الأنهر، فهي تتزود من المياه الجوفية وتتغذى بالدرجة الأساس على الترشيحات من نهر الفرات، فهي بحيرة ملحية طبيعية.
ويواصل العراق خساراته لأكثر الأهوار والبحيرات تميزاً بسبب الجفاف الذي ضرب البلاد خلال العامين الماضيين، خاصة بعد اختفاء "هور أبو زرك" الذي تبلغ مساحته نحو 118 كم وتحول إلى أرض جرداء.
ويمتد هور أبو زرك من قضاء الإصلاح شمالاً وصولاً إلى مدينة الفهود جنوبا، ويتميز عن بقية الأهوار بنوعية مياهه العذبة بما يضفي على طبيعته رونقاً خلاباً تجلى من خلالها النمو الكثيف للعديد من النباتات المائية والبرية، إضافة إلى إنتاجه الغزير من الثروة السمكية.
ولدى العراق نحو 22 بحيرة مختلفة الأحجام، لكن أبرزها، هي: ساوة بالمثنى، والرزازة في محافظة كربلاء، والحبانية بمحافظة الأنبار، وحمرين في محافظة ديالى، ودربندخان في محافظة السليمانية، حيث تتغذى على أنهار البلاد.
ويستهلك سُكان العراق -البالغ عددهم نحو 40 مليون نسمة الآن- ما يُقدر بـ 71 مليار متر مكعب من المياه. وعام 2035 سيصل عدد السكان إلى أكثر من 50 مليوناً، ومن المتوقع أن تنخفض المياه السطحية إلى 51 مليار متر مكعب سنوياً بعد إكمال كل المشاريع خارج الحدود.