أزمة الكهرباء في العراق: سوء الإدارة والفساد يبددان المليارات دون حلول
الاتهامات تتراشق
أزمة الكهرباء في العراق: سوء الإدارة والفساد يبددان المليارات دون حلول
انفوبلس/..
تواجه منظومة الكهرباء في العراق أزمة متفاقمة ألقت بظلالها على حياة المواطنين، حيث تتكرر شكاوى الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي وضعف ساعات التجهيز، في ظل تبادل الاتهامات بين الوزارات المعنية والجهات الرقابية.
*اتهامات
حمل عضو لجنة الطاقة والكهرباء النيابية، النائب كامل العكيلي، وزارة النفط مسؤولية تردي واقع الكهرباء في العراق، فيما أشار الى وجود جهات رقابية على عقود وزارة الكهرباء وسيتم استجواب وزيرها قريباً.
وقال العكيلي، إن "انتاج العراق للطاقة الكهربائية تراجع من 29 ألف الى 14 ألف بسبب انقطاع الغاز الإيراني نتيجة الصيانة الحاصلة لديهم وتمددت الى بداية الشهر الأول من العام القادم والاتفاق مع تركمانستان على توريد الغاز الينا عبر إيران لم يكتمل بسبب عدم اكتمال إجراءات فتح الحساب وتحويل الأموال إليهم".
وأضاف، أن "وزارة النفط لم تعمل على الاستفادة من الغاز المصاحب المحلي عبر جولات التراخيص الأولى والثانية وبدأت بالأمر في الجولتين الأخيرة لذلك هي من تتحمل تردي الواقع الكهربائي في العراق مع وزارة الكهرباء"، مشيرا الى انه "تم جمع تواقيع نيابية لاستجواب وزير الكهرباء بداية الفصل التشريعي القادم ووافق عليه رئيس المجلس وهناك جهات رقابية تتابع عقود الوزارة".
وتابع، أن "الحل الأمثل لزيادة الإنتاج الكهربائي هو الذهاب نحو الاستثمار وتعتمد الحكومة العراقية على النقل فقط والسوداني ماضي بحل هذه الازمة خلال السنوات القادمة لأنها تراكمية".
*تحذير
انتقدت لجنة الكهرباء والطاقة النيابية، اليوم الأربعاء، أداء وزارة الكهرباء في إدارة ملف الطاقة، محذرة من استمرار التدهور في المنظومة الكهربائية ما لم يتم تغيير السياسات الحالية.
وقالت عضو اللجنة سهيلة السلطاني، إن “لجنة الطاقة على تواصل مستمر مع الكوادر العليا في الوزارة، وقد حذرت مرارًا من تكرار انهيار المنظومة الكهربائية وضعف ساعات التجهيز، سواء في فصل الصيف أو الشتاء، مشيرة إلى أن السبب الرئيسي لهذا الوضع هو فشل الإدارة وعدم تقديم حلول جذرية للأزمة”.
وأوضحت السلطاني أن “تدهور قطاع الكهرباء يعود إلى سوء اختيار الكوادر القيادية في الوزارة، مطالبة بتعيين أصحاب الخبرة والكفاءة لتجاوز حالة الإخفاق المستمر”.
وأضافت أن “غياب التنظيم والتخطيط السليم أدى إلى تدهور الوضع بشكل ملحوظ، حيث تتحمل الوزارة مسؤولية إهدار مليارات الدولارات سنويًا دون تحقيق تقدم ملموس في قطاع الكهرباء”.
وأكدت السلطاني أن الوضع الحالي أصبح “مأساويًا” في ظل انقطاع التيار الكهربائي في أغلب المحافظات لساعات طويلة، حيث تصل معدلات التجهيز اليومية إلى 7 أو 8 ساعات فقط، يقابلها انقطاع يتراوح بين 5 إلى 6 ساعات.
وأشارت إلى أن “الوزارة فشلت في الوفاء بوعودها بتحسين منظومة الكهرباء خلال فصل الشتاء الحالي، مما دفع المواطنين للاعتماد بشكل كبير على المولدات الأهلية لسد العجز”.
يُذكر أن العراق يعاني منذ سنوات من أزمة مزمنة في قطاع الكهرباء، رغم التصريحات المتكررة من الجهات المسؤولة بإيجاد حلول جذرية لتحسين المنظومة.
وشكا مواطنون، مؤخراً، من قلة ساعات إمداد الطاقة من شبكة منظومة الكهرباء، فيما طالبوا الوزارة بإيجاد حلول جدية لهذه الأزمة، ووضع حد للفساد وهدر المليارات على العقود السنوية والمحطات التي يتجاوز عددها الـ 36 محطة في بغداد فقط.
وتعد أزمة الكهرباء هي واحدة من أبرز الأزمات التي شهدتها البلاد منذ الغزو الأميركي عام 2003، ولم تتمكن من تجاوزها، على الرغم من إنفاق نحو 41 مليار دولار في هذا القطاع، وفقا لتقارير رسمية.
وفي فبراير شباط 2024، قال الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد، إنه مع الأسف الشديد دخل الفساد في الكهرباء، هذا السبب الرئيسي للأزمة وأنا لا أخفيه، مشدداً على حاجة شبكة الكهرباء في البلاد إلى عملية تطوير شاملة.
ومنذ العام 2003 ولغاية اليوم، لم تشهد الطاقة الكهربائية في العراق أي تحسن ملحوظ، وتتجدد دائماً التظاهرات في مدن الوسط والجنوب، احتجاجا على تردي تجهيز الطاقة.