أزمة غابات الموصل تصل بغداد.. توجيهات "عليا" تضع حداً لـ"مودة" الاستثمارات
انفوبلس/ بغداد
أزمة في نينوى بسبب غابات الموصل، فرغم نفي وزارة التربية إحالة تلك الغابات للاستثمار، يصرّ نواب المحافظة على التصعيد، الأمر الذي قاد إلى تدخل السوداني فيه لحله، فهل حُلّ؟ وما علاقة التربية أصلاً بالغابات تلك؟ إليك كامل التفاصيل في سياق التقرير الآتي.
كيف بدأت القصة.. ثم الأزمة؟
بدأت قصة غابات الموصل التي تحولت لاحقا إلى أزمة، بعد نداء من مدير بلدية الموصل عبد الستار الحبو، عبر تدوينة على صفحته الشخصية على "فيسبوك"، إلى أهالي نينوى، بعنوان "انقذوا غابات الموصل".
وجاء في تدوينة الحبو التي اطّلعت عليها شبكة انفوبلس، "انقذوا غابة الموصل من الأيادي التي تمتد لتدميرها، وادعموا المحافظ وبلدية الموصل اللذين يبحثان عن كل متر أرض غير مزروع لتتم زراعته وجعله ينبض، وخير دليل غابة المهندسين وتل الرمان وباب الجديد وباب شمس الذي هو تحت التطوير وزراعة أكثر من 50 ألف شجرة في هذا الموسم و50 ألف شجرة العام الماضي".
وتابع، "حيث سبق وأن تم تحويل غابات الموصل 800 دونم باسم بلدية الموصل بأمر رئاسي لغرض تطويرها (باستثناء المخيم الكشفي أرض وقطعة أرض لغرض أبحاث إعدادية الزراعة ومشتل واحد للبستنة)".
وأكمل الحبو، "ورغم العبثية الحاصلة فيها إلا أننا كبلدية استطعنا وبدعم من المحافظ شخصياً وجهود الشباب، من إعادة تعويض الغابة وزراعة الأشجار التي قطعت في الفترات السابقة والتي أُحرقت بفعل فاعل، وفي نفس الوقت، لعمل متنفس كبير لأبناء مدينة الموصل وكذلك لمنع العبث في الغابة الجنوبية، حيث تم تخصيص مبلغ من قبل المحافظ لإطلاق أكبر متنفس وهو بارك الغابة الجنوبية بمساحة 130 دونما كجزء من الغابة".
ما علاقة وزارة التربية؟
الجميع يعلم أن اتهامات لوزارة التربية بوقوفها وراء هذه القصة، وعن علاقة الوزارة بهذه الغابات، قال الحبو: "للأسف وبقدرة قادر ظهرت القطعة مسجلة باسم وزارة التربية، ولا نعرف كيف سُجلت وظهر ذلك بعد تحرير مدينة الموصل من عصابات داعش".
وتابع، "ومع ذلك وقبل المباشرة تم أخذ موافقة وزير التربية من قبلي شخصياً، ومن قبل مدير عام التربية الأسبق خالد الشاهين وبحضور مدير القانونية والأملاك في التربية، وقد تم عمل محضر بذلك، وقد خصص المحافظ عبد القادر الدخيل مبلغ المرحلة الثانية من المشروع ليكون أجمل وأفخم بارك على مستوى كل المحافظات العراقية، لتقوم وزارة التربية ضاربة عرض الحائط موافقاتها وإقامة دعوى على البلدية والمحافظة" مبينا أن "الغاية من هذه الدعوى إزالة الغابة و(البارك) الذي هو قيد التنفيذ ومنحه فرصة استثمارية سكنية وكأن هذه الغابة هي شوكة في عيونهم ويجب إزالتها".
وأكمل الحبو، "ومن هنا، أدعو أبناء مدينة الموصل الأصلاء، ورجال القانون، الوقوف مع المحافظ والبلدية لإيقاف هذه الإجراءات، وإنقاذ الغابة التي أسسها الأجداد من عمالقة رجال نينوى، ليهدمها المنتفعون والانتهازون الذين يحزنهم أن يروا نينوى متعافية وشامخة".
التربية تنفي
بعد حديث الحبو أعلاه، نفت وزارة التربية الأنباء المتداولة حول إحالتها قطعة أرض من غابات الموصل إلى الاستثمار.
وذكرت الوزارة في بيان ورد لشبكة انفوبلس، إنه "بعد تداول خبر إحالة غابات الموصل إلى التجريف والاستثمار من قبل وزارة التربية، نود الإيضاح بأن هذه الأخبار عارية عن الصحة ولا يمكن للوزارة المساس بالمساحات الخضراء والإرث الموصلي العريق".
وأضافت، أن "الوزارة أرسلت رسائل اطمئنان إلى أهالي نينوى الحبيبة، مؤكدة أنها تعمل ومنذ أسابيع طوال على تخصيص قطع أراض تصلح لبناء مجمعات سكنية تليق بالتربويين نظير جهودهم المقدمة في خدمة العملية التعليمية في عموم محافظات العراق، وكما وفرنا أراض سكنية للتربويين في المثنى، شرعنا العمل بالمثل في نينوى، علماً أن وزارة التربية حريصة كل الحرص عند اتخاذ هكذا خطوات الالتزام بالكشوفات والإجراءات القانونية التي لا تؤثر على الغابات".
وتابعت التربية، "كما تنوه الوزارة، إلى أنها قامت بتحويل كتاب وارد إليها من قبل الهيئة الوطنية للاستثمار بشأن قيام إحدى الشركات بتطوير منطقة الغابات بشكل لا يتعارض مع الخطط العمرانية أو البيئة المحيطة".
أزمة رغم نفي التربية
رغم نفي وزارة التربية، أصرّ نواب ومجلس محافظة نينوى على التصعيد، إذ دعا عضو المجلس نينوى محمد هريس الشمري، مجلس المحافظة والحكومة المحلية في نينوى، للوقوف على حيثيات القضية ومنع قطع أشجار غابات الموصل الذي اعتبره بـ"الأمر المرفوض".
وقال الشمري في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، إن "منح هيئة الاستثمار 240 دونماً لإنشاء وحدات سكنية ومحال تجارية من منطقة غابات الموصل، أمر مرفوض، ومجلس محافظة نينوى أصدر قراراً قبل عدة أشهر، يمنع تغيير جنس الأراضي الخضراء في عموم محافظة نينوى".
بدوره، أصدر تحالف "العزم"، بياناً، أعرب فيه عن "رفضه" لأي إجراءات أو محاولات من شأنها المساس بغابات الموصل.
وذكر إعلام التحالف في بيان ورد لشبكة انفوبلس، إنه "يؤكد تحالف العزم في نينوى رفضه القاطع لأي إجراءات أو محاولات من شأنها المساس بغابات نينوى والمساحات الخضراء فيها، تحت أي عنوان أو ذريعة، بما في ذلك المشاريع الاستثمارية أو غيرها، لما تمثله هذه المناطق من أهمية بيئية وحيوية لأبناء المحافظة".
من جهته، دعا النائب عن محافظة نينوى أحمد الجبوري، إلى إلغاء تعاقد لوزارتي الدفاع والصناعة العراقيتين، في إطار "تطوير عقاري" لأرضين في مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، وذلك بالتزامن مع ضجة إحالة أرض في غابات الموصل إلى الاستثمار من قبل وزارة التربية، القضية التي أثارت دود فعل غاضبة في نينوى مؤخراً.
إلى ذلك، أعرب عضو مجلس محافظة نينوى هشام الهاشمي، عن رفضه للإجراءات التي تقوم بها وزارة التربية، والتي تهدف إلى إزالة مشروع “بارك الغابة الجنوبية” المقام على 130 دونمًا من غابات الموصل، رغم حصول البلدية على الموافقات الرسمية من وزير التربية ومدير عام التربية في نينوى.
السوداني يتدخل
توالت الأزمة بالتفاقم، الأمر الذي أدى إلى دخول رئيس الوزراء محمد شياع السوداني على خطها.
إذ كشف محافظ نينوى، عبد القادر الدخيل، أمس الاول الخميس، عن توجيه لرئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، يمنع إقامة أي فعاليات سكنية داخل منطقة غابات الموصل السياحية.
وقال محافظ نينوى، في كتاب الى وزارة التربية، ورد لشبكة انفوبلس، ان السوداني "وجه من خلال الاتصال الهاتفي به، بمنع إقامة أي فعاليات سكنية داخل منطقة غابات الموصل السياحية، حيث تعتبر الرئة البيئية الوحيدة للمدينة ولها دور أساسي في الحفاظ على الهواء النقي وتقليل التلوث وتحسين المناخ المحلي".
