أكثر من 450 بيتا تم تسليمها لعوائل الشهداء بمختلف أطيافهم.. تعرف على قصة تأسيس صندوق إسكان عوائل شهداء الحشد الشعبي
انفوبلس/..
فكرة تأسيس الصندوق كانت قد انطلقت من السيد محمود الفاضلي، أمين الصندوق الحالي، حيث بدأت بعرض صندوق التبرعات في الشوارع العامة، لدعم مجاهدي الحشد الشعبي مع وضع رايات الفصائل التي يتألف منها الحشد الشعبي، والتي تقاتل عصابات داعش الإرهابية حتى قبل تأسيس الحشد الشعبي في 2014.
يتحدث حيدر الساكني ـ أحد الأعضاء الأساسيين في إدارة ال صندوق ـ إن "الحافز الروحي للحشد الشعبي، ولصندوق إسكان عوائل الشهداء في مبادراتهم، لعب دورا في مواصلة العمل به"، حيث يؤكد الساكني، إنه بعد تصاعد نشاط الصندوق، ووصول أخباره الى المرجع الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله، كان يشيد بدور القائمين على الصندوق من الفتية والشباب، الذين طرقوا أبواب عوائل الشهداء الساكنين في دُور متهالكة أو عشوائيات، ويقومون ببناء المنازل للعوائل، تم توجيه دعوة الى الفريق الذي كان مكونا من 7 أشخاص لزيارة المرجع الأعلى، ليصل بعد ذلك عدد القائمين على الصندوق 35 شخصاً.
وأضاف الساكني، إنه في الزيارة الأولى للمرجع الأعلى وبيان آلية عمل الصندوق ونشاطه واستعراض خططه من قبل أمين الصندوق محمود الفاضلي، وعدد المنازل المنجزة، رفع المرجع يده داعياً لهم بالتوفيق والاستمرار بذلك، ومشيرا الى مواجهة الحرب الثقافية التي يتعرض لها البلد أكثر من حرب السواتر.
ويشيد فريق العمل، بأمين الصندوق محمود الفاضلي، الذي وصفوه بصاحب أفكار كبيرة، وكان سباقاً بالأعمال الخيرية التي كان أبرزها مجمعاً للنازحين "مؤسسة فدك الزهراء" قام بتهيئته قبل فتوى الجهاد الكفائي لإيواء النازحين من مختلف الطوائف.
الصندوق لجميع القوميات والطوائف
ومنذ إطلاق فتوى الدفاع الكفائي وتأسيس الحشد الشعبي، في 14 حزيران 2014، وبعد دخول عصابات (داعش) الإرهابية وتدنيسها أرض العراق، وقيام أهل بلاد وادي الرافدين بالدفاع عن مقدساتهم، وُلد مشروع صندوق إسكان عوائل شهداء الحشد الشعبي، والذي كان له الدور الكبير في دعم عوائل مُلبّي الفتوى حيث بلغ عدد الدُور التي تم توزيعها أكثر من (400) دار في عدد من المحافظات ولم تقتصر على ذوي الشهداء من قومية أو طائفة واحدة، وإنما شملت الكل دون تمييز.
المتحدث الإعلامي للصندوق، علي عبد الحسين الربيعي، ذكر في وقت سابق، خلال حديث صحفي، إن "مشروع صندوق إسكان عوائل شهداء الحشد الشعبي انطلق في بداية تأسيسه لإيصال كل ما يحتاجه المقاتل في سوح القتال من الدعم اللوجستي للقوات الأمنية والحشد الشعبي"، مبينا أنه "في إحدى الزيارات لعوائل شهداء الحشد في قضاء الرميثة التابع لمحافظة المثنى، وجدنا أن إحدى العوائل التي ضحّت بفلذة كبدها من أجل العراق تسكن في بيت لا يُليق بها".
وأضاف، "بعد الاطلاع كان علينا أن نعيد تأهيل هذه الدار، حيث تم التكفل بإعادة إعماره".
وأوضح، إن "صندوق الإسكان هو خاص بعوائل شهداء الحشد الشعبي، وأنه ليس لطائفة واحدة بل لجميع القوميات والطوائف التي لبَّت نداء المرجعية الدينية العليا".
وكشف، إن "عدد الدُور التي تم تقديمها لعوائل الشهداء بلغ (400) دار في عدة محافظات، كما بلغ عدد المتبرعين للصندوق (9) آلاف مشترك أي ما يعادل (90) مليون دينار عراقي شهريا"، منوها الى أن "الصندوق مستقل ولا يستلم الدعم المالي من أي جهة كانت، سواء دينية أو حزبية، او سياسية، حيث يكون التبرع حصرا من قبل الخيرين بمقدار (10) آلاف دينار عراقي شهريا".
وأشار إلى، أن "عمل الصندوق شمل أيضا تقديم السِلال الغذائية، وكسوة العيد للأطفال وبعض المنح المالية، فضلا عن متابعة الحالات الحرجة وتقديم كافة الخدمات الصحية والتكفل بالعلاج والعمليات الجراحية لعوائل شهداء".
وبين، إنه "في ظل الأزمة التي عاشها البلاد نتيجة تفشي جائحة (كورونا)، وبعد إطلاق فتوى المرجع الديني الأعلى بالتكافل الاجتماعي لدعم العوائل المتعففة، بادر صندوق إسكان عوائل شهداء بتشكيل خلية أزمة سريعة وتقديم السِلال والمواد الغذائية، كما تم تسديد بدل الإيجار لعشرات العوائل المتعففة، وتقديم كراسي متحركة لذوي الاحتياجات الخاصة".
أكثر من 450 وحدة سكنية
مدير عام دائرة شهداء الحشد الشعبي في مؤسسة الشهداء، طارق المندلاوي، ذكر أن العاملين في صندوق إسكان عوائل شهداء الحشد الشعبي حققوا تاريخا حافلا بالإنجازات لذوي الشهداء في بناء أكثر من 450 وحدة سكنية بشكل مجاني وتطوعي، لأبناء شهداء فتوى الدفاع المقدس.
ومع غُرة شهر رمضان المبارك، أعلن صندوق إسكان عوائل شهداء الحشد الشعبي تسليم الدار رقم 392 من أصل 462 دار الى عائلة الشهيد (أحمد حمزة ضاحي الخفاجي) في قضاء الكفل بمحافظة بابل، حيث أوضح الصندوق أن الشهيد أب لستة أيتام أصغرهم لم يرَ والده.
وبحسب ما ذكر السيد (حيدر الساكني)، أحد أعضاء فريق العمل، أن عمل الصندوق لم يقتصر على البناء فقط، بل تكفل خلال عام بـ 2023 بعلاج تسع حالات داخل وخارج العراق، والمشاركة في حملة زلزال سوريا، والتكفل بإيجار أكثر من ٣٠ عائلة متضررة من زلزال سوريا، بالإضافة الى توزيع أكثر من ١٠٠٠ سلة غذائية في شهر رمضان، وتوفير فرص عمل لـ ١١ عائلة بلا معين، مع تجهيز أكثر من خمسين عائلة شهيد بالمستلزمات الدراسية، وتجهيز غرف نوم لزواج عدد من الشباب، وشراء الأثاث والأجهزة الكهربائية لبعض العوائل المتعففة.