أمين عام كتائب حزب الله يؤشر جملة أمور بعد لقائه قيادات المقاومة.. تأكيدات على القدرة لإدارة معركة طويلة الأمد وانفوبلس تستعرض أبرز الإشارات التي ألمح لها
انفوبلس/ تقرير
أثار لقاء الأمين العام للمقاومة الإسلامية كتائب حزب الله الحاج أبو حسين الحميداوي، مع عدد من قيادات محور المقاومة من داخل العراق وخارجه في طهران عاصمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تفاعلاً كبيراً في الساحة العراقية والعربية، بعدما ألمح الى جملة أمور من بينها العمليات العسكرية.
يسلط تقرير شبكة "انفوبلس"، الضوء على أبرز الإشارات التي ألمح لها الحاج الحميداوي في اللقاء
*تفاصيل اللقاء
أكد الأمين العام للمقاومة الإسلامية - كتائب حزب الله في العراق أبو حسين الحميداوي أن جهود المقاومة الإسلامية منصبّة في الدفاع عن الشعوب المستضعفة وحماية مكتسبات الأمة، وهي بذلك تراعي التوقيتات، وتتفاعل مع التحديات الأساسية، وتدير قراراتها بحكمة وتدبُّر، ولا تسمح للمُسيَّسين والضعفاء أن يتدخلوا في حيثياتها.
كلام الحميداوي جاء، خلال لقائه مع قيادات محور المقاومة من داخل العراق وخارجه في عاصمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية طهران، وشدد خلال اللقاءات على جملة أمور، من بينها، أن تعليق العمليات العسكرية ليس نهاية الأمر، فالمقاومة تستطيع الاعتماد على قدراتها الذاتية لإدارة معركة طويلة الأمد.
وبحسب بيان صادر عن الدائرة الإعلامية للمقاومة الإسلامية كتائب حزب الله، قال الحميداوي: "أداء أهل العراق يجب أن يكون في معركة إسناد غزة فعالًا ومميزًا، ليتناسب مع ما صنعه أسلافنا باليهود عبر التاريخ"، مضيفًا: "أن انتصار الحركات التحررية يتماشى مع مصلحة القوى المناهضة للإمبريالية، لا سيما في غرب آسيا وشمال أفريقيا".
وبحسب خبير عسكري عراقي تحدثت لـ"انفوبلس"، إن كلام الأمين العام للمقاومة الإسلامية - كتائب حزب الله في العراق أبو حسين الحميداوي كشف أن المقاومة الإسلامية في العراق استعدت جيدا لكل الاحتمالات، ولديها قدرة واسعة ومسرح عمليات غني بالأهداف وقادرة على لإدارة معركة طويلة الأمد.
وتابع الخبير العسكري العراقي، أن تتابع العمليات العراقية في العمق الصهيوني دليل اقتدار وعلو همة واستعداد كبير للدخول في مواجهة طويلة الأمد إذا تطلب الامر، لافتا الى أن فصائل المقاومة العراقية ليست لقمة سائغة وتعرف جيدا كيف تتعامل مع المواقف.
كتائب حزب الله في عين العاصفة منذ أكثر من 10 أعوام وهي خصم الغرب الأبرز في العراق، وفق قول الخبير الذي أكد الحميداوي وجه رسالة مفادها، "إخوتنا في فلسطين المحتلة، معكم معكم لا مع عدوكم، شركاء في المصير والتضحية والمواجهة، الدم واحد والنصر بأذن الله حليف الصابرين".
*المقاومة الإسلامية في العراق تستهدف مطار "بن غوريون"
من جانبها، أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق استهداف مطار "بن غوريون" الإسرائيلي داخل الأراضي المحتلة، بواسطة الطائرات المسيّرة، مؤكدة في بيان لها، استمرارها في "دكّ معاقل الأعداء استكمالًا للمرحلة الثانية لعمليات مقاومة الاحتلال ونصرة أهل غزّة، وردًا على المجازر الصهيونية بحق المدنيين الفلسطينيين العزّل".
تجدر الإشارة إلى أن المقاومة الإسلامية في العراق نفذت، منذ بدء معركة طوفان الأقصى قبل أكثر من خمسة شهور، عشرات العمليات ضد مواقع عسكرية وأمنية واقتصادية حيوية صهيونية، من قبيل المطارات والمنشآت النفطية والثكنات والمواقع العسكرية ومراكز الاتصالات. وكان لتلك العمليات الأثر الكبير في إلحاق المزيد من الخسائر والارتباك والفوضى بالكيان الغاصب، وفي دعم المقاومة الفلسطينية وإسنادها وهي تواجه آلة التدمير الصهيونية المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية والعديد من القوى الدولية والإقليمية.
وفي 21 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ظهر اسم "المقاومة الإسلامية في العراق" إلى الواجهة عقب تبني فصائل مقلومة تنضوي تحته هجمات بصواريخ وطائرات مسيرة على مواقع عسكرية أميركية في سوريا والعراق، ردا على العدوان الإسرائيلي المدعوم من قبل الولايات المتحدة على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
*أبرز المحطات
شنّت "المقاومة الإسلامية في العراق" يوم 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 هجومين بطائرات مسيرة على "قاعدة عين الأسد الجوية" غربي العراق، و"قاعدة حرير الجوية" التي تضم قوات أميركية قرب مطار أربيل في إقليم كردستان العراق.
وفي 19 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 شنّت هجوما بطائرات مسيّرة على قاعدة "التنف" في سوريا، بالإضافة لهجوم صاروخي على القاعدة الأميركية في حقل الغاز الطبيعي التابع لشركة "كونوكو" في سوريا.
واستمرت بشنّ هجمات مشابهة على القواعد ذاتها، إلا أنها في 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 أعلنت بداية مرحلة جديدة "أشد وأوسع" تقول إنها "لنصرة فلسطين"، استهلتها في اليوم ذاته بقصف "أهداف إسرائيلية"، أحدها في مدينة إيلات أقصى جنوب فلسطين المحتلة على البحر الأحمر.
ثم أعلنت في 28 ديسمبر/ كانون الأول قصف ما قالت إنهما "هدفان إسرائيليان" داخل الأراضي العراقية والجولان السوري المحتل في عمليتين منفصلتين.
ويوم 28 يناير/كانون الثاني 2024 تبنّت هجوما استهدف "قاعدة البرج 22" التي تؤوي قوات أميركية شمال شرقي الأردن، وأدى الهجوم إلى مقتل 3 جنود أميركيين.
جدير بالذكر أن الحرب الاسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلَّفت عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً وكارثة إنسانية غير مسبوقة؛ ودمار هائل بالبنية التحتية ما أدى إلى مثول "الكيان الصهيوني"، للمرة الأولى منذ قيامها في عام 1948، أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تأكد استشهاد زهاء 32 ألف شخص بحسب مسؤولي الصحة الفلسطينيين، ويُخشى فقدان آلاف آخرين تحت الأنقاض، حيث تؤكد أرقام رسمية وجود أكثر من 8 آلاف شخص تحت الأنقاض التي خلفها العدوان الإسرائيلي.
"طوفان الأقصى" هو الاسم الذي أطلقته "حماس" على العملية العسكرية الشاملة، رداً على "الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني". ففي تمام الساعة السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي في فلسطين 7 اكتوبر، شنّت "حماس" اجتياحاً فلسطينياً لمستوطنات الغلاف المحاذية لقطاع غزة المحاصر، حيث اقتحم مقاتلون من كتائب عز الدين القسام البلدات المتاخمة للقطاع، في ظل غطاء جوي من آلاف الصواريخ التي أُطلقت من غزة باتجاه تل أبيب والقدس ومدن الجنوب.