أمين ناصر خارج أروقة شبكة الإعلام العراقي.. كيف تحول من "مصحح" إلى مدير مكتب لبنان؟
انفوبلس/ تقارير
بعد سلسلة من الأزمات التي افتعلها، والإساءات التي قام بها، وعمليات الابتزاز الموثقة، وعدم تسديده ما بذمته من نثريات وسلف مالية، أقدمت شبكة الإعلام العراقي على إعفاء مدير مكتبها في بيروت أمين ناصر من مكتبه وطالبته بالاعتذار. انفوبلس سلّطت الضوء على الموضوع وتقصت عن ناصر وكيف تحول من "مصحح" إلى مدير وذكّرت بتاريخه بالتفصيل.. فمَن هو؟
من هو؟ وكيف تحول من مصحح الى مدير في لبنان؟
أمين ناصر مدير مكتب شبكة الإعلام العراقي في بيروت، تحوم حوله تُهم فساد وابتزاز واستغلال للمنصب، فضلاً عن تهم أكثر خطورة تتعلق بتسريبات لجهات معادية تحقق بها جهات أمنية.
وبحسب معلومات منشورة في مواقع عربية ومواقع التواصل الاجتماعي، فإن أمين ناصر "استغل منصبه في مكتب بيروت لصنع شبكة واسعة من العلاقات مع مسؤولين ورجال دين وأحزاب ورجال أعمال، واستثمر هذه الشبكة للتقرب من المسؤولين العراقيين الذين كانوا يزورون بيروت لأغراض العمل أو العلاج أو الزيارات الرسمية".
وتبين المعلومات، "كان أمين ناصر يحضر إلى المطار لاستقبال الفئات المذكورة أعلاه بدون دعوة منهم له، وغالباً ما كانوا يسألون بعضهم (منو هذا؟)، فيتملّق ويبادر لخدمتهم طيلة فترة مكوثهم في لبنان وحتى عودتهم، ومطعم الساحة شاهدٌ تاريخي على تملقه وتزلفه لأولئك المسؤولين" وفق ما تداولته الموقع المذكورة.
وتابعت، "الأدهى من ذلك أن أمين ناصر تقرب بذكاء ونعومة إلى وكيل المرجعية الشيخ حامد الخفاف، وهنا بدأت قوته تتضاعف، فوكيل المرجع أصبح بيده، فصار يؤمّن الاتصالات ومواعيد اللقاء بالخفاف بثمن، من هنا ظهرت حجم الثروة التي صار أمين ناصر يمسك بمفاتيحها، وهي ما حوّلته لاحقا من مصحح إلى مدير مكتب قناة العراقية في بيروت".
لم يتوقف أمين ناصر عند هذا الحد كما أظهرت المعلومات المنشورة، "بل فتح خط تواصل مع المدونين المثيرين للجدل من أمثال ستيفن نبيل وياسر الجبوري وغيرهم، وصار يغدق عليهم بالحوالات، وتقديم الخدمات لهم أو لأقربائهم في أي وزارة أو دائرة بالعراق، فتحول هؤلاء الى مأجورين له كما اعتادوا أن يكونوا لغيره، وصاروا يهاجمون سين بثمن وتوجيه من أمين ناصر، ويتوقفون عن مهاجمة صاد بثمن وتوجيه من أمين ناصر".
ويقول أحد المدونين عبر "فيسبوك"، إن "جميع المسؤولين العراقيين يعرفون حقيقة أمين ناصر ولكن لا أحد منهم يجرؤ على المساس به أو التعرض له أو إيقاف شبكة الابتزاز التي يديرها" ثم يردف بالقول: "يقال إن الإدارة الجديدة لشبكة الإعلام العراقي تشجعت وأقالت أمين ناصر من منصبه، وإذا صح هذا الخبر فهي خطوة عظيمة وشجاعة تستحق الإشادة، ولكن بنفس الوقت على شبكة الإعلام العراقي إن تتهيأ لموجة شرسة من التسقيط، لأن قرار طرده لن يمر بهدوء، وسيحرك أدواته وبيجاته ومدونيه للنيل من إدارة الشبكة وتشويه سمعتها، ولكن مهما كانت ردة الفعل فعلى أصحاب القرار في شبكة الإعلام العراقي أن يعلموا أنهم قدموا خدمة كبيرة للعراق سيشكرهم الله عليها".
إعفاؤه من منصبه، الأسباب والتفاصيل
بعد معرفة نبذة عنه، لابد الآن من الدخول في صلب الموضوع وهو إعفاء أمين ناصر من منصبه بسبب إساءته للمؤسسة وزملائه وكذلك عدم تسديد من بذمته من نثريات وسلف.
وفي التفاصيل، قررت شبكة الإعلام العراقي، يوم أمس، أعفاء مدير مكتب الشبكة في بيروت أمين ناصر من منصبه على خلفية تكرار الإساءة للمؤسسة التي يعمل فيها وعدم تسديد ما بذمته من نثريات وسلف مالية.
وجاء في التوصية التي أقرّتها الشبكة ووردت إلى انفوبلس، أنه "بناءً على توصيات اللجنة التحقيقية المشكلة بحق مدير مكتب شبكة الإعلام العراقي ببيروت، بسبب عدم تسديد المومأ إليه ما بذمته من نثريات وسلف مالية، وإساءته لزملائه والتشهير بمؤسسته عبر بصمة صوتية ورسائل نصية في مجموعة عامة، والتجني على الشبكة باتهامات لا أساس لها من الصحة، تقرر إعفاء مدير مكتب بيروت من منصبه واستمراره بممارسة عمله موظفاً في المكتب أعلاه".
كما طالبت اللجنة، بأن "يسدد المومأ إليه ما بذمته من التزامات مالية، ويقدم اعتذاراً لمن أساء لهم من زملائه في الشبكة"، كما قررت اللجنة أن "يستمر مكتب بيروت بأداء أعماله تحت إدارة مدير المكاتب الخارجية في الشبكة لحين تكليف مدير جديد له".
الأزمات التي تسبب بها
عُرف عن ناصر بافتعاله الأزمات بغية كسب الشهرة، حيث ادعى في مرات عديدة تعرضه للتهديد والابتزاز من أشخاص مجهولين، بهدف تناول اسمه بين الجماهير وبالتالي كسب تعاطفهم ومتابعتهم.
وفي شباط من العام الماضي، خرج ناصر بأزمة جديدة مفتعلة، بعد ادعائه بتعرضه للتهديد والابتزاز في لبنان دون الغوص بتفاصيل كثيرة بشأن طبيعة التهديد والجهة التي هددته أو ابتزته، حيث اكتفى بالقول بأن المتصل هدد بتعذيبه قبل قتله دون ذكر الأسباب، لتنهال عليه التعليقات من كل حدب وصوب، مذكريه برقم الأزمات التي افتعلها، قبل أن يقدم على حذف أغلبها.
وبتاريخ 27 تشرين الثاني من عام 2022، كشفت مخاطبات عن ابتزاز يمارسه مدير مكتب شبكة الإعلام العراقي أمين ناصر، بحق الملحق الثقافي العراقي في السفارة العراقية ببيروت بان حوشي خلف.
وانتشرت محادثة واتساب، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تُظهر قيام أمين ناصر بابتزاز الملحق الثقافي العراقي، عبر تهديدها بوزير التعليم العالي والبحث العلمي، نعيم العبودي، الذي ليس علاقة بالموضوع، وتم إقحامه من قبل أمين ناصر، لكي يُظهر نفسه بأنه محمي من جهات عليا.
ووفقاً للوثيقة، فإن بان خلف احتجّت على ابتزازها، عبر مخاطبة وزارة التعليم.
وقالت، إنه وردتنا رسالة صوتية من رقم غير معروف ورد فيها التالي: "مساء الخير دكتورة بان، معك أمين ناصر مدير شبكة الإعلام العراقية، أنا أحاول الاتصال بك لو سمحت اتصلي بي".
وبيّنت: بعد دقائق أرسل رسالة جاء فيها (سأخبر نعيم العبودي بأنك لا تُجيبين على الاتصال).
ويتحدث عراقيون مقيمون في لبنان عنه، أن أمين ناصر يتجسس على العراقيين وينقل أخبارهم إلى عباس إبراهيم مدير الأمن العام اللبناني، كما يلتقط الصور مع المسؤولين العراقيين الذين يزورون لبنان، كي يظهر نفسه بأنه متنفّذ ومحمي من قبل كبار المسؤولين.
ووفق مصادر مطلعة، فإن أمين ناصر هو أحد أبرز المنسّقين للكثير من المتّهمين بالفساد مع البنوك اللبنانية، إذ يقوم بإجراء تسهيلات لهم، فضلا عن مكتب شبكة الإعلام العراقي، شبه عاطل، وليس له نشاطات إعلامية بمستوى البذخ الذي يتمتع به والرواتب الكبيرة المخصصة له وتحوّل إلى وكر للعلاقات المشبوهة والتخادم الفاسد.