أهالي بعقوبة يعتصمون لإزالة برج اتصالات تسبّب بـ"انتشار السرطان".. آسياسيل تحت طائلة القانون
انفوبلس..
أدخل أحد أبراج شبكات الهاتف المحمول التابعة لشركة آسياسيل، أهالي محافظة ديالى في حالة من الإنذار بعد حدوث عشرات حالات الإصابة بالأمراض السرطانية لسكان المنطقة المحيطة بالبرج، ما دفعهم إلى الاعتصام والمطالبة بتفكيك البرج ونقله وتعويض المصابين.
وفي أواخر أيام الشهر الماضي، كشف مسؤول حكومي عن منعطف جديد في قضية أبراج الاتصالات في محافظة ديالى، حيث بدأ العديد من المواطنين وذوي المصابين بالسرطان، يتهمون الأبراج بالوقوف وراء إصابات السرطان المسجَّلة في بعض المناطق.
وقال قائممقام قضاء بعقوبة عبدالله الحيالي، إنه "وبعد تسجيل 24 حالة إصابة سرطانية في منطقة المفرق غربي بعقوبة واتهامات الأهالي للأبراج الخاصة بالاتصالات تابعة لشركة هاتف نقال، فضلا عن تقديم البيئة تقريرا يؤكد بأن البرج تحول الى برج رئيسي رغم أن الموافقات كانت على أنه محطة ثانوية"، مشيرا الى أن "ذلك أثار الرأي العام خاصة مع كثرة حالات الاصابة بالمرض في مناطق عدة من المحافظة".
وأضاف، إن "قائممقامية بعقوبة أعدَّت مخاطبة رسمية لهيئة الإعلام والاتصالات بإجراء تقييم شامل لملف أبراج الاتصالات الخلوية في بعقوبة وبقية مناطق ديالى بالإضافة الى فتح أبواب الشكاوي لأي منطقة لديها شكوك بأن الأبراج تقف وراء إصابات السرطان في السنوات الأخيرة".
وأشار الحيالي الى، أن "أبراج (السرطان) موضوع خطر جداً وهناك مخاوف من أن تؤدي مخالفات فنية في الترددات ونصب الصحون في زيادة الإصابات لكننا ننتظر موقفا حاسما من قبل الجهات ذات العلاقة لتقديم تقرير تفصيلي يعطي الحقائق للأهالي خاصة وأن بعض المصابين بالسرطان توفَّوا في الأشهر الماضية".
وفي يوم الجمعة الماضي، كشف الحيالي بأن عدداً من الأُسر عرضت منازلها للبيع في بعقوبة، هرباً من إصابات السرطان التي سببها أحد أبراج الاتصالات غربي المدينة.
وقال قائممقام بعقوبة، إن "عدداً من الأُسر في حي (المفرق) غربي بعقوبة، بدأت ببيع منازلها والانتقال إلى مناطق أخرى بعد تزايد الإصابات بالأمراض السرطانية وتسجيل 32 إصابة، والتي تبين أن سببها أحد أبراج الاتصالات التابع لشركة (آسياسيل)".
وأضاف الحيالي، إن "تقرير البيئة الموقَّع من 6 خبراء وفنيين أكد تسبب هذا البرج في منطقة المفرق، بأمراض سرطانية بعد تحويله من برج ثانوي إلى برج بث رئيسي وزيادة أطباق الالتقاط".
وطالب قائممقام بعقوبة، هيئة الإعلام والاتصالات بـ"التدخل وتقييم عمل وخطر أبراج الاتصالات في ديالى، لحماية السكان من الأمراض السرطانية وتبعاتها الوخيمة على الواقع الصحي في بعقوبة وعموم المحافظة".
وتفجرت أزمة برج الاتصالات المسرطِن في بعقوبة خلال الأيام الماضية، ما دفع محافظ ديالى إلى إطفاء البرج بناءً على مطالب الأهالي، إلا أنه عاد للعمل مرة أخرى.
ورفضت مديرية بيئة ديالى ومكاتب شركة آسياسيل للاتصالات، الإدلاء بأي تصريح أو تعليق حيال الأزمة، منذ تفجرها ولغاية الآن.
ويوم السبت الماضي بدأت قرابة 100 أُسرة في منطقة المفرق غربي بعقوبة اعتصاما سلميا أمام برج للاتصالات تسبّب في تفشي الإصابات بالأمراض السرطانية في الأشهر الماضية.
المعتصمون رفعوا 3 مطالب رئيسية، أبرزها تفكيك برج الاتصالات ونقله الى مكان آخر ومطالبة الشركة التي تديره بصرف تعويضات مالية لجميع المصابين بالأمراض السرطانية وإجراء تحقيق شفاف عن أسباب تغاضي الشركة عن خطورة تحويل البرج من محطة ثانوية الى رئيسية في منطقة سكنية كبيرة.
هيئة الإعلام والاتصالات دخلت على مسار الملف وطالبت الشركة باتخاذ الاجراءات كافة التي من شأنها المحافظة على البيئة والصحة وتطبيق ما ورد في توصيات البيئة حيال معالجة الإشكالية خاصة مع وجود تقارير مؤكدة تظهر خطورة تحويل البرج الى محطة رئيسية وسط زقاق شعبي.
وعلى الرغم من عدم وجود تقارير علمية مؤكدة تثبت العلاقة بين حالات السرطان وأبراج الاتصال، فإن الحكومة العراقية قررت عام 2019 إلزام شركات الاتصال بعدم نصب أي أبراج لشبكاتها داخل الأحياء السكنية، غير أن كثيراً من الشركات تحايلت على القرار، في سبيل المنافسة بينها على تقوية بثها داخل المدن.
وسبق وأن احتج سكان محافظة ميسان على وجود تلك الأبراج، مطالبين بإخراجها للسبب ذاته.
وفي يوم السبت الماضي، أعلن قائممقام بعقوبة مباشرة شركة آسياسيل للاتصالات، برفع أحد أبراجها في أطراف المدينة، وذلك بعد اعتصام للأهالي ودعاوى قضائية ضد الشركة.
وقال قائممقام بعقوبة عبد الله الحيالي، إن "شركة آسياسيل أرسلت وفداً فنياً لرفع أحد أبراجها الرئيسية من حي المفرق غربي بعقوبة، وذلك بعد تسببه بأمراض سرطانية ووفيات بين السكان".
وأضاف الحيالي، إن "رفع البرج جاء نتيجة لاعتصام مفتوح أقامه الأهالي قرب البرج ودعاوى قضائية أقامتها إدارة بعقوبة ضد شركة آسياسيل في محاكم بعقوبة، وما زالت مستمرة لحين إنصاف المتضررين من البرج وتعويضهم".
وأشار إلى أن "شركة آسياسيل ارتكبت مخالفة قانونية بنصب برج رئيسي في الأحياء السكنية، فيما يقضي القانون بنقل الأبراج الرئيسية خارج المناطق السكنية".
وكشف الحيالي، عن تلقي شكاوى جديدة من السكان في حي (التحرير) شرقي بعقوبة، تفيد بتسجيل أمراض سرطانية جراء أحد أبراج الاتصالات وأن التحقيقات والكشف مستمر من قبل الجهات المعنية، داعياً شركات الاتصالات إلى "الحفاظ على أرواح المدنيين والالتزام بضوابط نصب أبراج الاتصالات في الأماكن المخصصة".
وأكد قائممقام بعقوبة، مطالبة شركات الاتصالات بتقييم مواقع أبراجها والتقصّي من عملها حفاظاً على أرواح السكان من الأوبئة السرطانية الفتاكة".