أيقونة المسرح العراقي ترحل عن عمر ناهز 67 عاما.. ماذا تعرف عن الفنانة العراقية إقبال نعيم؟
انفوبلس/ تقرير
فقدت الساحة الفنية العراقية والعربية الفنانة والمخرجة إقبال نعيم، وهي إحدى القامات التي أثرت في المشهد الفني لعقود بإبداعاتها المتنوعة، منذ بداياتها الأولى، كانت نعيم صوتًا مسرحيًا مؤثرًا، حيث جمعت بين الأداء الراقي والرؤية الإخراجية المبتكرة، لتصبح رمزًا من رموز المسرح العراقي ووجهًا مألوفًا في السينما والتلفزيون، فماذا تعرف عن أيقونة المسرح العراقي؟
تعتبر إقبال نعيم من أبرز الفنانات العراقيات اللواتي أثرَينَ الساحة الفنية بعطاءاتهن المتواصلة لأكثر من نصف قرن. قدمت الراحلة أعمالاً خالدة في المسرح، السينما، التلفزيون، والإذاعة، وتركت بصمة واضحة في كل مجال خاضته.
وفاتها
في خبر أحزن الوسط الفني العراقي والعربي، أعلنت نقابة الفنانين العراقيين اليوم الأربعاء 9 يوليو/ تموز 2025، وفاة الفنانة والمخرجة القديرة إقبال نعيم عن عمر يناهز 67 عامًا، بعد مسيرة فنية حافلة بالعطاء والإبداع تركت فيها بصمة بارزة على خشبة المسرح وفي الدراما العراقية والعربية.
حيث وجهت نقابة الفنانين العراقيين بيانًا جاء فيه: "ببالغ الحزن والأسى ننعى رحيل الفنانة الدكتورة إقبال نعيم، والتي وافتها المنية هذا اليوم، تاركة وراءها إرثًا فنيًا سيبقى حيًا في ذاكرة المسرح والدراما العراقية".
كما عبر العديد من الفنانين والمخرجين والكتاب والنقاد عن حزنهم العميق لفقدانها، مستذكرين إسهاماتها الكبيرة في المسرح والسينما والتلفزيون والإذاعة. كما تحولتمنصات التواصل الاجتماعي إلى ساحة لتبادل التعازي، ونشر صور وفيديوهات لأعمالها، والتعبير عن مشاعر الحزن والفقدان من قبل الجمهور ومحبيها.
واستذكر رواد مواقع التواصل الاجتماعي الفنانة الراحلة بكلمات مؤثرة، مشيدين بتجربتها الفنية الطويلة ومواقفها الإنسانية.
وتناقل عدد من الفنانين والمهتمين بالشأن الثقافي صورًا ومقاطع أرشيفية من أعمالها المسرحية، وعبّروا عن حزنهم لفقدان "أيقونة مسرحية" تركت أثرًا واضحًا في المشهد الفني العراقي، وسط دعوات إلى تكريمها بما يليق بإرثها الفني وسيرتها المهنية الطويلة.
ويُعد رحيل الفنانة إقبال نعيم يمثل خسارة كبيرة للساحة الفنية العراقية، إلا أن إرثها الفني الغني وأعمالها الخالدة ستظل حية في ذاكرة الأجيال، وستبقى شاهدة على عطائه وموهبته الفريدة.
من هي إقبال نعيم؟
ولدت الفنانة إقبال نعيم سلمان عام 1958 في بغداد، ونشأت في عائلة فنية كان لها تأثير كبير على مسيرتها الإبداعية، فهي شقيقة الممثلة عواطف نعيم التي تعد أيضًا من الأسماء البارزة في الساحة الفنية العراقية. منذ بداياتها، أظهرت إقبال شغفًا بالمسرح والفنون، لتصبح لاحقًا واحدة من أبرز الوجوه في المشهد الثقافي العراقي.
قدمت خلال مسيرتها العديد من الأعمال المسرحية المميزة التي نالت استحسان النقاد والجمهور، كما شاركت في السينما العراقية من خلال فيلم "حب في بغداد" الذي أُنتج عام 1987، بمشاركة الفنانين قاسم الملاك وفاطمة الربيعي، وكان أحد أبرز أفلامها وأكثرها شهرة.
إلى جانب عملها الفني، أولت اهتمامًا كبيرًا للجانب الأكاديمي، حيث حصلت على شهادة الدكتوراه في الفنون المسرحية من كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد في يناير 2010، لتجمع بين الإبداع الفني والدور الأكاديمي في دعم وتطوير المسرح العراقي.
ولطالما رأت إقبال أن "الفن مرآة المجتمع" و"صناعة جمال الإنسانية". وكان الأطفال دائمًا في قلب اهتماماتها؛ إذ كرّست جهودها للمسرح المدرسي والطفلي، لما فيه من قدرة على تنشئة الأجيال وتشكيل مستقبل فني مبدع.
وتُعد إقبال نعيم رمزًا للصمود والمثابرة في وجه التحديات، حيث استمرت في عطائها الفني رغم الظروف الصعبة التي مرت بها العراق. مكانتها كفنانة واعية ومثقفة جعلتها مصدر إلهام للأجيال الشابة، وقد رسخت اسمها كإحدى قامات الفن العراقي التي لا يمكن تجاهلها.
مسيرة إقبال نعيم الفنية الحافلة بالإنجازات
إقبال نعيم التي بدأت مسيرتها في سبعينيات القرن الماضي، شاركت في العديد من الفرق المسرحية المحلية مثل المسرح الفني الحديث والمسرح الشعبي، قبل أن تلتحق بالفرقة الوطنية للتمثيل، وخلال هذه الفترة، أخرجت العديد من المسرحيات التي لاقت نجاحًا واسعًا، محليًا وعربيًا ودوليًا، وحصدت من خلالها جوائز مرموقة جعلتها إحدى أبرز الأسماء في الساحة الفنية العراقية.
كما اشتهرت الفنانة إقبال نعيم بوعيها الفني العميق وحضورها المسرحي القوي، وكانت من الممثلات اللواتي يمتلكن القدرة على تجسيد الشخصيات ببراعة وإتقان، ما جعلها محط تقدير الجمهور والنقاد على حد سواء.
*جوائز وتكريمات بارزة للراحلة إقبال نعيم
حصلت الراحلة على عدة جوائز تقديرًا لإبداعاتها، من أبرزها:
جائزة أفضل ممثلة عن مسرحية الرهن من المركز العراقي للمسرح عام 1985.
جائزة أفضل ممثل دور ثاني عن مسرحية ألف أمنية وأمنية عام 1987.
جائزة أفضل عمل متكامل عن مسرحية ترنيمة الكرسي الهزاز في مهرجان قرطاج المسرحي عام 1987.
جائزة أفضل إخراج وتمثيل وأزياء عن مسرحية الريشة الذهبية في مهرجان مسرح الطفل الأردني عام 2002.
*تعاونها مع كبار المخرجين العراقيين
عملت نعيم مع نخبة من أعظم مخرجي العراق، من بينهم:
الدكتور عوني كرومي
الدكتور صلاح القصب
الفنان عزيز خيون
الدكتور فاضل خليل
*وقدمت معهم مجموعة من الأعمال المسرحية الخالدة مثل:
خيط البريسم (1987)
في أعالي الحب
سيدرا
هيروسترات
أعتذر أستاذي لم أقصد ذلك
أعمال سينمائية وتلفزيونية مميزة
*لم يقتصر عطاء إقبال نعيم على خشبة المسرح، بل امتد أيضًا إلى السينما والتلفزيون والإذاعة، حيث شاركت في أفلام مثل:
حب في بغداد
ستة على ستة
وعلى الرغم من رحيلها، إلا أن إرث الفنانة العراقية إقبال نعيم سبظل حاضرًا في ذاكرة الأجيال. فأعمالها الفنية ستبقى مصدر إلهام للممثلين الصاعدين، وشاهدًا على فترة ذهبية من الفن العراقي. إن الفراغ الذي تركته الفنانةفي الساحة الفنية كبير، لكن عزاءنا هو ما خلفته من فن راقٍ ومؤثر.
ورحيل إقبال نعيم خسارة لفن العراق، لكنّ ذكراها باقية في الأعمال التي خلّفها، وعلى خشبات المسرح التي صعدت إليها، ومن الأجيال التي أثّرت في مشوارها. تبقى مسيرتها رسالةً ثابتة بأنّ الفن الحقيقي لا يُمحى، وأنّ المسرح قادرٌ على بناء الإنسان والمجتمع، طالما بقي فيه من يؤمنون بقوته وجماله.
