فساد التجارة يضع "الرز العفن" في السلة الغذائية.. وتخصيصات الأمن الغذائي في "مهب الريح"
انفوبلس/..
شكا مواطنون من تسلّمهم، رزاً تايلندياً فاسداً، ضمن مفردات السلة الغذائية التي توزعها وزارة التجارة شهرياً، وأثار ذلك ردود أفعال شعبية رافضة في مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما بعد تخصيص قانون الأمن الغذائي، مبلغ 5 تريليونات دينار لدعم البطاقة التموينية لمدة ستة أشهر، ما يعني ان تكون مفردات السلة الغذائية من الدرجة الأولى، إلا ان ما تم تسلّمه من مواد غذائية لا تتناسب وتلك الأموال.
ويعود ذلك الى وجود مافيات فساد ترتبط بالوزير هي التي تسيطر على عقود وزارة التجارة، والتي اشترت باخرة من الرز التايلندي الذي رفضته دولة الامارات، فسارعت مافيات التجارة لشرائه بثمن بخس.
وزارة التجارة نفت من جهتها وجود رز عفن في السلة الغذائية، إلا انها سرعان ما اعترفت بوجود بعض أكياس الرز “عفنة”، والأمر لم يتوقف عند ذلك، فهي مازالت توزّع مواد غذائية بشكل عشوائي، أي انها تعلن عن توزيع وجبة، لكن معظم العراقيين لم يستلموا التي سبقتها، برغم مراجعتهم لوكيل الحصة التموينية.
التريليونات الخمسة يبدو انها سيتم تغييبها من قبل وزارة التجارة، عبر تلاعباتها بعمليات التعاقد والتجهيز، فما الجدوى من شراء الرز التايلندي الذي يستخدم كعلف وترفض شراءه معظم الدول ؟.
وزارة التجارة نفت اتهامات وردت في مقطع فيديو منسوب اليها، مؤكدةً صلاحية الرز للاستهلاك البشري. وقالت الوزارة في بيان: “تداولت بعض مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لاتهامات وردت، مدّعياً وجود تكتل وعفونة ورائحة غير مقبولة، في أحد أكياس مادة الرز المخصص للسلة الغذائية”.
وأضاف: إذ تنفي وزارة التجارة ذلك نفياً قاطعاً، وتؤكد صلاحية مادة الرز للاستهلاك البشري، فإنها تشدد على أن الفحوصات التي تجري في مختبراتها على مادة الرز دقيقة، ولا تسمح بمرور أية كمية من التي تم تداولها في بعض مواقع التواصل الاجتماعي.
ويرى المختص في الشأن الاقتصادي د. عباس الجبوري ان ملف البطاقة التموينية خلال السنوات الماضية، واجه فشلا كبيرا، برغم التخصيصات الجيدة خلال موازنات الاعوام الماضية، ومن ثم تم تقليص الأموال والمواد الموزعة على المواطنين، وتقليص عدد المرات التي توزعها.
وأوضح، ان الآليات القديمة الفاسدة نفسها المسؤولة عن التعاقد والتوزيع، على الرغم من تخصيص خمسة تريليونات دينار لستة أشهر، لكننا لم نشهد الجديد فيها، بل ان المواد الموزعة ليست من الدرجة الأولى.
وأشار الى ان تلك الحادثة سبقها توزيع الزيت ذات الرائحة الكريهة، متسائلاً: أين تذهب تلك الأموال، ولماذا لا توجد رقابة على عمل وزارة التجارة التي تستهين بالمواطن، وتقدم التالف له دون ان نرى ردود فعل من الحكومة ؟.
من جهته، أكد المختص بالشأن الاقتصادي جاسم الطائي ان توجّه العراق لاستيراد الأرز التايلندي ليس لجودته وإنما لرخص ثمنه، مبيناً أن سعر الأرز البسمتي الهندي من المنشأ يتراوح ما بين 750 الى 1300 دولار للطن الواحد وحسب نوع الرز وحجم الحبة.
وأوضح: "يقدر سعر الأرز التايلندي بـ500 دولار للطن الواحد، كما ان أغلب العوائل تقوم ببيع الأرز التايلندي عند استلامه عن طريق البطاقة التموينية واستبداله بالرز البسمتي، بسبب عدم صلاحيته للاستهلاك البشري وطول مدة تخزينه، وعدم مقبوليته من أغلب دول الخليج".