أيهدف لضرب الاقتصاد التركماني؟ حريق خان قيردار في كركوك يخلق أزمة كبيرة واتهامات تطال كرد المحافظة
انفوبلس..
فجر الأحد الماضي، اندلع حريق كبير في خان تجاري بمحافظة كركوك لتجار تركمان الْتهمَ أكثر 160 محلاً تجارياً، مع وجود العديد من الدلائل التي تشير إلى أنه كان حريقاً بفعل فاعل، ما دفع تركمان كركوك إلى المطالبة بتحقيق عاجل بسبب وجود شكوك بأن كرد المحافظة هم مَن افتعلوه، فيما طالبوا السوداني بالتدخل للتحقيق وتعويض المتضررين.
وأفاد عضو مجلس محافظة كركوك أحمد رمزي، بأن "حريق خان بير قدار في السوق الكبير جرى بفعل فاعل"، مبينا أن "المحال التجارية في السوق مراقبة عبر منظومة كاميرات وأن الخسائر المادية كبيرة".
وبيّن، أن "منفذي الجريمة قاموا بإحراق منظومة الإنترنت الموجودة بأعلى الخان حيث قُطع الاتصال مع كاميرات المراقبة التي تراقب المتاجر على مدى 24 ساعة"، لافتاً إلى أن "166 محلا تجاريا احترق بالحادث، وأن الخسائر المالية كبيرة، ونعمل على جردها".
وأكد العديد من أصحاب المحال المتضررة ما ذكره رمزي، مبينين، في تصريحات صحفية أعقبت الحريق، أن فرضية التماس الكهربائي مرفوضة تماما، لأن الجميع يفصلون الكهرباء وينزلون القواطع عند مغادرة محالهم.
وأضافوا، إن الحريق بفعل فاعل، وقام المجرمون بالتسلل من سقف القيصرية واستخدام مادة شديدة الاحتراق حيث لم تنطفئ النار حتى بعد 5 محاولات للدفاع المدني لإطفائها.
وبينوا، إن التجار الأكراد في المحافظة هم أبرز المتهمين بالحريق بسبب وجود تنافس كبير مع التجار التركمان ووجود تهديدات سابقة لضرب اقتصاد المكون التركماني في كركوك، لافتين إلى أن المتضررين بانتظار ظهور نتائج التحقيق والتعويض من الحكومة الاتحادية.
بدوره تفقد محافظ كركوك راكان سعيد الجبوري رئيس اللجنة الامنية العليا رئيس خلية الأزمة في كركوك، موقع الحريق في خان قيردار بالسوق الكبير بمدينة كركوك بعد أن عقد اجتماعا طارئا.
وتعهد الجبوري، "بالعمل على حسم كافة الإجراءات الرسمية لغرض إكمال معاملات المتضررين وإيصالها للحكومة الاتحادية والعمل على تعويضهم وإعادة الحياة للسوق".
وأكد أيضا، "مباشرة لجنة التحقيق عملها للوصول إلى النتائج"، داعيا في ذات الوقت "رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني للتدخل العاجل وإنصاف أصحاب المحال والعمل على تعويضهم، سيما وأنهم كانوا يستعدون لعيد الأضحى المبارك".
وفي السياق، طالبت الجبهة التركمانية العراقية، بضرورة إجراء تحقيق عاجل وشفاف لمعرفة أسباب وتداعيات هذا الحادث الذي ألحق اضراراً مادية بالغة بالعشرات من المحال التجارية.
وقال رئيس الجبهة التركمانية، حسن توران، في منشور على منصة إكس، إن “الخان تحوّل إلى رماد جراء حريق نشب فيه”، داعياً إلى إجراء “تحقيق عاجل جراء الحادث المروع الذي أثّر بشدة على التجار التركمان بالمنطقة”.
وأضاف في كلمة عاجلة له حول حادثة الحريق في خان وقيصرية قيردار: نعلن تضامننا الكامل مع أصحاب المحلات في خان وقصيرية قيردار بعد تعرضها الى حادثة حريق مفتعلة، لافتا إلى أن حادثة الحريق خرق أمني واضح، وهناك مخطط لضرب الاقتصاد التركماني، واستهداف أُسس التعايش بين مكونات كركوك.
وتابع: القيادة التركمانية في تواصل مع دولة رئيس الوزراء، وكافة الاطراف ذات العلاقة، لضمان تعويض عادل لكافة اصحاب المحلات المتضررة، مؤكدا أن هناك تساؤلات عديدة حول عدم اتخاذ أي تدابير أمنية رغم ورود تقارير أمنية بهذا الخصوص.
وطالب ببدء حملة إعمار وإعادة تأهيل خان وقيصرية قيردار بما يُليق بمكانتها التاريخية والثقافية، وعودة أصحاب المحلات الى ممارسة أعمالهم التجارية، مؤكدا في الوقت ذاته مواصلة كافة الجهود مع كافة الاطرف لضمان حقوق اصحاب المحلات التجارية.
ووجه النائب أرشد الصالحي كتاباً عاجلاً إلى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني للتحقيق بأسباب الحريق وتعويض المتضررين.
إلى ذلك وجّه محافظ كركوك، الخميس الماضي، بتشكيل لجنة بخصوص حريق قيصرية قيردار لمعرفة مسببات الحريق وحجم الأضرار وآلية تعويض المتضررين.
ونشب الحريق الساعة 3:30 فجر الأحد الماضي، في السوق الكبير وسط كركوك، وخلّف أضراراً مادية فقط دون خسائر بشرية، إذ تضرر أكثر من 160 محلاً، غالبيتها مخازن ألبسة، وسيطرت فرق الدفاع المدني على النيران خلال ساعتين.
واشتهرت كركوك بالخانات الأثرية، وهذه الأماكن كانت قديما كفنادق ومحال لتبادل التجارة، حيث توفر للمسافرين والتجار كل ما يحتاجونه من مأكل ومشرب وراحة، وقد أُطلق على هذه المنازل العديد من المسميات من أهمها الخانات.
ولأن مدينة كركوك من المدن التجارية منذ القدم فقد ضمت العديد من الخانات خاصة في أواخر العهد العثماني، وكانت هذه الخانات من أسباب نهضتها التجارية والزراعية، وكذلك واجهة معمارية، و لم تكن مجرد أماكن للمبيت.
وقد بلغ عدد خانات كركوك حوالي 21 خانا اندثر قسم منها، وبقى القسم الآخر شاخصاً الى اليوم يتميز بواجهة معمارية تدل على تاريخ المدينة وإرثها الحضاري.