إفتاء ديني يُغضِب أتباعاً للتيار.. الصدر يتفق مع الفياض بشأن "تقليد الميت ابتداءً"
انفوبلس/..
يجتاح الرأي العام العراقي، حالة من الجدل بعد ما أجاب المرجع الديني الشيخ محمد إسحاق الفياض، على استفتاء يتعلق بـ"تقليد الميت ابتداءً"، إذ استفزت الإجابة جانباً من اتباع التيار الصدري، رغم أن هناك مقطع فيديو قديم يعود لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، يكشف فيه اتفاقه مع الأول.
*نص السؤال
سؤال لسماحة الشيخ الفياض دام ظله:-
يُنقل عنكم بانكم تقولون بجواز تقليد الميت ابتداءً إذا ثبتت أعلميته، وقد نقل البعض بأنكم تقولون بجواز ذلك نظرياً لا عملياً.
وقد استند البعض إلى الفتوى الصادرة عنكم بجواز تقليد الميت ابتداءً، وأخذ يدعو لتقليد بعض من انتقل إلى دار الحق ابتداءً وتفعيل استلام الحقوق الشرعية وباقي شؤون المرجعية في المكتب وحول العالم.
ما رأي سماحتكم بذلك؟ وما هي وظيفة العامّي عندما يسمع مثل هذه الدعوى؟
*نص الإجابة
الجواب:-
تقليد الميت ابتداءً مشروط بشروط لا يتمكن العامي من إحرازها بل ولا بإمكان الطلبة من إحرازها.
نعم، بإمكان المجتهد إحراز هذا الشرط، ولهذا لا يجوز للعامي تقليد المجتهد الميت ابتداءً، ولا يجوز ترتيب جميع آثار التقليد على ذلك.
*استفزاز الصدريين
استفزت إجابة المرجع الفياض، بعض المنتمين للتيار الصدري، إذ أخذوا يهاجمون هذا الإفتاء، معتبرين أنه استهدافاً لهم، وبدا ذلك واضحاً في صفحات أنصار التيار على مواقع التواصل الاجتماعي.
واعتبر أنصار التيار إجابة المرجع الفياض حول التقليد الابتدائي، بأنها محاولة "لإبقاء الجمهور الصدري من دون مرجع"!
وكتب حساب "منهج الصمود" التابع للتيار، على فيسبوك ما نصّه: "الفتاوى المزاجية القادمة من الخارج والتي تعمل هناك ولا تعمل هنا، لا قيمة لها في الواقع العراقي".
بينما قال العضو في التيار، عصام حسين، في تغريدة عبر تويتر: "السيد مقتدى الصدر قبل ثماني سنين قال لا يجوز تقليد الميت ابتداءً، واعتبرها إشكالا لا مجال للخوض فيه والميل إلى فتاوى العلماء حول هذا الموضوع حصراً، لذلك على الزبابيك أن يعتنوا بدينهم وتقليدهم أفضل من أن يكونوا ناصحين لغيرهم جواز التقليد، خصوصاً أننا لا نعرف مرجعيتهم الدينية ومَن يقلدون ومَن مِن المراجع أعلم لديهم، ينتقلون بين المراجع حسب مصالحهم الشخصية وكأن المرجعية لديهم تحولت من التقليد إلى الاستثمار السياسي والكسب الاقتصادي".
يقول حامد السيد، المتحدث الرسمي لحركة وعي، في تدوينة عبر تويتر، "السيد الخامنئي لا رسالة عملية له ويجيز العمل بتحرير الوسيلة للسيد الخميني ابتداءً إلا بالمستحدثات.. المندسّون في إثارة عدم جواز تقليد الميت هم فئة خاصة كانت تحذرنا قبل أشهر من ضياع المكون الأكبر واليوم تحاول جعل أكبر فاعل اجتماعي شيعي كالتيار الصدري عِرضة للتصدّع والضعف".
*الصدر يتفق مع الفياض
وبالعودة إلى الوراء قليلاً، فإن هناك مقطعاً مصوّراً لمقتدى الصدر يكشف فيه اتفاقه مع إفتاء المرجع الفياض.
ويقول الصدر في المقطع المصور: "لا يجوز تقليد السيد (يقصد والده المرجع الديني محمد محمد صادق الصدر) ابتداءً".
ويضيف: "ابتعدوا عن الشبهات ولا تورطوا انفسكم والمجتمع.. هذا غير جائز والصدر والدي وليس والدكم ولا تتعاطفوا معه أكثر مني".
*رؤية المرجع الصدر
من جهته، المرجع الديني السيد محمد محمد صادق الصدر، يرى أن "البقاء على تقليد الميت دون إجازة الحي غير مُجزٍ، حينئذ خياراً يكون تقليدكم الجديد دون حجة شرعية".
*الأعرجي لا يختلف
القيادي في التيار الصدري، والأستاذ في حوزة النجف الأشرف، حازم الأعرجي، أكد هو الآخر على أنه "لا يجوز البقاء على المرجع بعد موته والرجوع إلى أعلم الأحياء".
*استغراب
في المقابل، ومع اتفاق المرجع الصدر ونجله مقتدى، على عدم جواز التقليد الابتدائي، استغرب كثيرون من مهاجمة أتباع التيار الصدري على المرجع الفياض، رغم أن إجابته كانت ضمن ذات السياق الذي أكد عليه الصدر!.
يقول الكاتب والصحفي مازن الزيدي، في تدوينة عبر تويتر، إنه "يتحمل طلبة وأبناء السيد محمد الصدر مسؤولية التغييب والتشويه المقصود لفتاويه الخاصة بالتقليد الشرعي؛ لأن الرجل لا يجيز تقليد المرجع الميت ابتداءً ويحرّم البقاء على تقليد الميت، لأنه ليس أعلم، إلا بتقليد أعلم الأحياء.. علماً أن آخر جيل يمكنه تقليده هو مواليد 1985 حسب الضوابط المعروفة".
بينما كتب حيدر البرزنجي، رئيس منظمة ألوان للحوار والثقافة، تدوينة على تويتر، جاء فيها: "الجهلة يتصورن أن المرجعية تغير فتواها من أجل غرض سياسي أو تسقيط طرف سياسي. لكن الحقيقة تكمن بعدم فهم للفتوى التي صدرت من المرجعية، ومحاولة للهروب من المأثور: عمل العامل بلا تقليد (مرجع بالشروط المذكورة في الرسائل العملية) باطل. من أنتم كي تفسروا فتوى المرجعية كما يحلو لكم وصاحب الفتوى ما زال حيّاً يُرزق، ألم تقرأوا (الرادّ عليهم كالرادّ على الأئمة)؟".
وتابع البرزنجي في تغريدة ثانية: "سألني البعض عن مصدر الحديث، الجواب مع المصدر: يقول الشيخ المظفّر في كتاب (عقائد الأمامية)
وعقيدتنا في المجتهد الجامع للشرائط أنه نائب للإمام عليه السلام في حال غيبته، وهو الحاكم والرئيس المطلق، له ما للإمام في الفصل في القضايا والحكم بين الناس، والراد عليه راد على الإمام والراد على الإمام راد على الله تعالى، وهو على حدّ الشرك بالله".
عقائد الإمامية - محمد رضا المظفر - ص 34 – 35.
1) الاحتجاج 2: 263 احتجاج أبي الحسن العسكري (عليه السلام) في أنواع شتى من علوم الدين، وسائل الشيعة 27: 131 الباب (10) حديث (33401) من أبواب صفات القاضي.
2) راجع أُصول الفقه للشيخ المظفّر 3: 18 المناط في حجّية الأمارة".