استفتاء انفوبلس.. المولات العراقية في ميزان الجمهور… من يتصدر خريطة التسوق؟
انفوبلس..
في وقت تحوّلت فيه المولات التجارية إلى فضاءات اجتماعية واقتصادية تتجاوز فكرة التسوق التقليدي، أعلنت شبكة انفوبلس نتائج استفتائها الجماهيري لاختيار أفضل مول تجاري عراقي لعام 2025. الاستفتاء، الذي شهد مشاركة واسعة وتفاعلاً لافتاً، عكس ملامح الذائقة العامة للمواطن العراقي، وكشف عن موازين جديدة للمنافسة بين المراكز التجارية في بغداد والمحافظات، حيث لم تعد المساحة أو عدد المتاجر وحدها معيار التفوق، بل التجربة الكاملة التي يعيشها الزائر.
أظهرت النتائج النهائية للاستفتاء تصدّر الحارث مول في محافظة كربلاء، بحصوله على نسبة 32% من مجموع الأصوات، ليحلّ في المركز الأول بوصفه المول الأكثر تفضيلاً لدى الجمهور العراقي لعام 2025. هذا التقدّم يعكس، وفق متابعين، قدرة المول على ترسيخ حضوره كوجهة متكاملة للتسوّق والترفيه، وجذب زوّار من داخل المحافظة وخارجها.
وجاء بغداد مول والمنصور مول في المركز الثاني بشكل متقارب، بعد أن حصل كل منهما على نسبة 21% من الأصوات. وتُظهر هذه النتيجة استمرار ثقل العاصمة بغداد في المشهد التجاري، مع احتفاظ مولاتها الكبرى بمكانة راسخة في الوعي العام، رغم تصاعد المنافسة من مراكز تجارية في محافظات أخرى.
أما تايم سكوير مول في محافظة البصرة، فقد حلّ في المرتبة التالية بنسبة 16%، في مؤشر على الحضور المتنامي للمولات الجنوبية، وقدرتها على فرض نفسها كلاعب مهم في سوق التسوق والترفيه، مستفيدة من الكثافة السكانية والحراك الاقتصادي المتزايد في المدينة.
في المقابل، أظهرت النتائج تراجع نسب التصويت لكل من بابلون مول وزيوونة مول، إذ حصل كل منهما على نسبة 5% فقط، وهي أرقام تعكس فجوة واضحة في التفضيل الجماهيري مقارنة بالمتصدرين، وتفتح باب التساؤل حول أسباب هذا التراجع، سواء على مستوى الخدمات أو التجربة العامة للزائر.
وشارك في الاستفتاء 2183 مصوّتاً، وهو رقم يمنح النتائج وزناً معنوياً مهماً، ويجعلها مؤشراً على اتجاهات الرأي العام، لا سيما أن التصويت جاء من شريحة متنوعة من الجمهور، تشمل متسوقين، وعائلات، وشباباً، اعتادوا ارتياد هذه المولات بوصفها جزءاً من نمط حياتهم اليومي.
-
استفتاء انفوبلس.. المولات العراقية في ميزان الجمهور… من يتصدر خريطة التسوق؟
وتشير قراءة معمقة للنتائج إلى أن التفوق لم يعد مرتبطاً فقط بالموقع الجغرافي أو حجم الاستثمار، بل بعوامل أكثر تعقيداً، من بينها سهولة الوصول، وتنوّع العلامات التجارية، وجودة الخدمات، ومستوى النظافة والتنظيم، إضافة إلى عنصر الأمان والراحة النفسية، وهي عناصر بات الجمهور العراقي يوليها اهتماماً كبيراً.
ويرى مختصون في الشأن الاقتصادي أن تصدّر مولات من خارج بغداد، مثل الحارث مول في كربلاء، يعكس تحوّلاً في الخريطة التجارية، ويؤشر إلى انتقال الثقل تدريجياً نحو المحافظات، التي باتت تستقطب استثمارات كبيرة في قطاع المراكز التجارية، وتنافس العاصمة في تقديم تجربة تسوق متكاملة.
في المقابل، يؤكد متابعون أن استمرار بغداد مول والمنصور مول في المراتب المتقدمة يدل على قدرة بعض المراكز العريقة على الحفاظ على مكانتها، رغم مرور الزمن وتغير أذواق الجمهور، مستفيدة من موقعها، وتاريخها، وتكيّفها النسبي مع متطلبات السوق.
وتؤكد شبكة انفوبلس أن هذا الاستفتاء يندرج ضمن نشاطها الإعلامي الهادف إلى قياس نبض الشارع، وتسليط الضوء على القطاعات التي تمس الحياة اليومية للمواطن، بعيداً عن التقييمات الرسمية أو التقارير النظرية. فالمولات، بحسب الشبكة، لم تعد مجرد مشاريع تجارية، بل فضاءات اجتماعية تعكس تحولات المجتمع، وأنماط الاستهلاك، وتغير مفهوم الترفيه.
كما شددت الشبكة على أن نتائج الاستفتاء لا تمثل تصنيفاً فنياً أو حكماً نهائياً، بل قراءة جماهيرية تعكس الانطباع العام وتجربة الزائر، وهو ما يمنحها قيمة مختلفة، ويجعلها أداة مهمة لفهم توقعات الجمهور وتوجهاته.
ويرى مراقبون أن هذه النتائج تحمل رسائل واضحة لإدارات المولات، مفادها أن المنافسة في السنوات المقبلة ستكون أكثر حدة، وأن الحفاظ على الصدارة يتطلب استثماراً مستمراً في جودة التجربة، لا الاكتفاء بالبنية التحتية أو الأسماء التجارية.
وفي المحصلة، تعكس نتائج استفتاء “أفضل مول تجاري عراقي لعام 2025” مشهداً متحركاً، تتداخل فيه العوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ويحتكم في نهايته إلى ذائقة الجمهور. وبين مول يتصدّر بثقة، وآخرين يسعون للحاق، يبقى صوت الزائر هو الحكم الفصل في رسم خريطة التسوق والترفيه في العراق، في مرحلة تبدو أكثر تنافسية وتحوّلاً من أي وقت مضى.