اغتيال جديد في كركوك تزامنا مع معضلة تشكيل الحكومة المحلية.. مَن قتل نجل عدنان الجاوشلي؟
انفوبلس/ تقارير
بعد سنوات من مقتل ابنه صفوان، تعرض شيخ عشيرة الجاوشلي التركمانية عدنان الجاوشلي إلى محاولة اغتيال يوم أمس، أسفرت عن مقتل ابنه الثاني "عبد الهادي" إثر هجوم مسلح في كركوك، وبعد تضارب الأنباء عن سبب الحادثة، تمكنت انفوبلس من حسم الجدل والتوصل إلى أحد أطرافها الذي فنّد العديد من الروايات، فماذا قال؟ إليك تفاصيل تُكشف لأول مرة عن سبب الصراع الذي يعود لأكثر من خمس سنوات.
هجوم مسلح
يوم أمس السبت، أفاد مصدر محلي في كركوك، بمقتل نجل شيخ عشيرة تركمانية جنوبي المحافظة.
وقال المصدر بحسب وسائل إعلام تركمانية وعربية، بأن "سيارة شيخ عشيرة الجاوشلي التركمانية عدنان الجاوشلي تعرضت لإطلاق نار قرب سايلو المنطقة الصناعية جنوبي كركوك، ما أسفر عن مقتل نجله الذي كان بداخلها".
وأضاف المصدر، إن "الشرطة أخلت جثة نجل الشيخ الى الطب العدلي وهو (عبد الهادي عدنان) وفتحت تحقيقا بالحادثة".
الإبهام يلفّ الحادثة
ورغم مرور أكثر من 24 ساعة على الهجوم وعملية الاغتيال التي أودت بحياة نجل الشيخ التركماني عدنان الجاوشلي، إلا أن القضية لا زالت مبهمة إلى الآن، فمصادر تحدثت عن أن سبب الاغتيال يرجع إلى "خلافات اجتماعية" في حين أفادت أخرى بأن الـ"بي كا كا" يقفون وراءه.
بالمقابل، فنّدت مصادر أخرى الرأيين، وادّعت بأن الحادثة سياسية، كون عدنان الجاوشلي مؤيد لتحالف كركونا والذي يُعرف بشبه المعارض للعملية السياسية هناك، وكثير الاعتراضات على العملية السياسية، لاسيما مجلس المحافظة.
ما علاقة حزب العمال بالحادثة؟
في مطلع العام الحالي، تم اغتيال رئيس عشيرة البيّات التركمانية الشيخ حسين بهجوم مسيّر في مدينة كفري بمحافظة كركوك، واتهمت الجبهة التركمانية آنذاك حزب العمال الكردستاني بذلك.
واليوم، تركزت الأنظار أيضا صوب حزب العمال، وقالت مصادر لـ"انفوبلس"، إن تورط الحزب بعملية الاغتيال ليس ببعيد كونه يملك نفوذا كبيرا في تلك المناطق".
أما عن أسباب إقدام الحزب على ذلك (إن ثبت) فقالت المصادر إن الجاوشلي ليس مؤيدا للبي كا كا ودائم الانتقاد لهم، وهو ما قد يتخذه الأخير مبررا للفتك به بطريقة مستمرة.
مَن هو عدنان الجاوشلي؟
عدنان الجاوشلي، هو شيخ عشيرة الجاوشلي التركمانية في كركوك، ويميل سياسيا إلى تحالف كركونا، أما تاريخه فيقول أهالي كركوك، إنه ليس تحت عباءة أحد ظاهريا، لكن مبطناً فهو يملك جماعات من عشيرته شاركت في بعض المعارك القتالية لكنه لا يُفصح عنها بشكل رسمي.
ويضيف الأهالي، إن موقف الجاوشلي، من العملية السياسية، وداعش الإرهابي، ومحاولته التصدي للأخير، كذلك تأييده لتحالف سياسي دون آخر، كلها أسباب خلقت له أعداءً في كركوك وبات مستهدفاً منذ سنوات.
انفوبلس تتقصى وتحسم الجدل
بعد تعدد الآراء، وتضارب المصادر، تقصت انفوبلس عن أصل الحادثة وحاولت التوصل إلى أحد أطرافها، وبالفعل توصلت إلى أحد أقرباء القتيل وروى لها ما حدث بالتفصيل.
وبهذا الصدد، قال قريب عائلة القتيل لشبكة انفوبلس، إن "ما حدث هو خلاف عائلي بين عائلة الجاوشلي وأبناء عمهم"، مؤكدا أن "الخلاف قديم ويعود لسنوات".
وأضاف، إن الخلاف حدث قبل سنوات وليس الآن ونتج عنه آنذاك مقتل صفوان ابن الشيخ عدنان الجاوشلي، لكنه تجدد قبل يومين ونتج عنه مقتل ابن الجاوشلي الثاني "عبد الهادي".
وأوضح قريب عائلة الجاوشلي، إن "الخلاف تجدد قبل يومين، وكانت بدايته مشادة ثم تحولت إلى عراك بالأسلحة البيضاء أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص من الطرف الثاني (أي أولاد عم عدنان الجاوشلي).
وأكمل، إن "الطرف الثاني وبعد تعرض 3 أشخاص منه إلى إصابات منها بليغة، أقدم بعد يوم من ذلك على شن هجوم مسلح على ابن عدنان أسفر عن مقتله على الفور، ثم لاذوا بالفرار".
هل تم دفع الجناة؟
ويؤكد المتحدث أعلاه لشبكة انفوبلس، إن عملية الاغتيال ورغم كونها ناجمة عن خلاف عائلي، إلا أنها تحمل بعض البصمات السياسية.
ويوضح، إن الجنبة السياسية في الحادثة، تتلخص بأن الجناة على نقيض من توجهات الشيخ عدنان الجاوشلي بل وعلى خلاف مع الأشخاص الذين يدعمهم.
خلاصة
يتضح من التقرير وعلى لسان أحد المقربين من أطراف الحدث، إن عملية الاغتيال التي تعرض لها نجل الشيخ عدنان الجاوشلي، ناجمة عن خلافات عائلية قديمة تسبب اندلاعها قبل سنوات بمقتل الابن الأول للجاوشلي صفوان، وأن الجنبة السياسة حاضرة في هذا الخلاف منذ ذلك الوقت ولم تفلح الطرق السلمية في حلها بعد عقد العديد من المجالس التي باءت بالفشل جميعها.