افتتاح مشروع رقم الطوارئ الموحد (911) في العراق.. "انفوبلس" تفصل كل ما تريد معرفته عنه
توحيد أرقام الطوارئ البالغ عددها 26
افتتاح مشروع رقم الطوارئ الموحد (911) في العراق.. "انفوبلس" تفصل كل ما تريد معرفته عنه
انفوبلس/ تقرير
افتُتح في العراق مؤخراً، مشروع رقم الطوارئ الموحد (911) بمديرية الاستجابة والسيطرة المركزي التابعة لوزارة الداخلية، بهدف توحيد جميع أرقام الطوارئ البالغ عددها 26 رقماً، وكذلك لضمان سرعة الاستجابة للحوادث والحالات الطارئة، ويسلط تقرير شبكة "انفوبلس" على كل ما تريد معرفته عن هذا المشروع والذي يعتبر الأول من نوعه في البلاد.
ويمثل هذا المشروع، الذي يُعد الأول من نوعه في العراق، نقلة نوعية في التحول الرقمي والاتصالات الحديثة، وفرض الأمن وتقديم الخدمات الشرطوية والإنسانية، وفق البيانات الحكومية الرسمية.
*السوداني يفتتح المشروع
افتتح رئيس مجلس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، يوم الخميس، مشروع رقم الطوارئ الموحد (911) في مديرية الاستجابة والسيطرة المركزي التابعة لوزارة الداخلية، بحسب بيان لمكتبه الإعلامي ورد لشبكة "انفوبلس".
ووجّه السوداني، نداءً إلى جميع التشكيلات، أكد خلاله أهمية هذا المشروع الذي يمثل أحد أهداف رؤية الحكومة في تطوير البنية التحتية الأمنية والخدمية، وتعزيز القدرة على الاستجابة السريعة للطوارئ، وتحقيق التواصل الفاعل مع المواطن على مدار (24) ساعة في اليوم، في الإبلاغ عن الحالات الطارئة والمشبوهة.
وأوضح رئيس مجلس الوزراء أن رقم (911) ليس مجرد خط ساخن، بل هو العمود الفقري لنظام الاستجابة الطارئ، وتم اعتماده ليكون مرجعاً موحداً من أجل توحيد جهود جميع مفاصل وتشكيلات وزارة الداخلية، وباقي الوزارات الخدمية والأمنية، بما يضمن تحسين الأداء، وزيادة الأمان وترسيخ ثقة المواطن بالمؤسسات الأمنية.
يُشار إلى أنه جرى استحداث مديرية (الاستجابة السريعة والسيطرة المركزية/ 911) في وزارة الداخلية، بقرار مجلس الأمن الوطني رقم (1) لسنة 2024، بهدف توحيد جميع أرقام الطوارئ البالغ عددها 26 رقماً، برقم واحد هو 911، بهدف ضمان سرعة الاستجابة للحوادث والحالات الطارئة، مثل الحوادث المرورية والحرائق والجرائم، إضافة إلى استلام المعلومات الأمنية والشكاوى والاستفسارات وإحالتها إلى الجهات المختصة، وإنشاء (51) محطة استجابة فرعية في عموم العراق، بكوادر متخصصة تجيد عدة لغات مستخدمة في العراق.
وجاء ذلك مع افتتاح رئيس مجلس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، الخميس ايضا، مركز الأمن السيبراني التابع لوزارة الداخلية. وأكد وقتها رئيس الوزراء دعم الحكومة في مجال تطبيق الأمن السيبراني، الذي بات يمثل مفصلاً مهماً من مفاصل العمل الأمني، مشيراً إلى أهمية مواكبة القوات الأمنية للتطورات التكنولوجية الحديثة، وأن يكون العراق متقدماً في مجال الأمن السيبراني.
وهذا جاء بالتزامن مع احتفال الشرطة العراقية في التاسع من كانون الثاني/ يناير 2025 (الخميس)، بالذكرى 103 لتأسيسها، حيث تأسست بعد عام واحد من تأسيس الجيش في العراق، بشكله الحديث. وساهمت الشرطة العراقية بمختلف حقبها الزمانية بأشكال مختلفة من الأدوار، وكان لها دور واضح في مواجهة الإرهاب الذي لم تكن مسؤولية مواجهته محصورة على قوات الجيش ومكافحة الإرهاب والحشد فقط بل خاضت حتى قوات الشرطة الاتحادية والمحلية معارك مع تنظيم داعش في المناطق التي احتلها.
*تعليق وزارة الداخلية
وبحسب حديث سابق لمدير العلاقات والإعلام في الوزارة، اللواء خالد المحنا، فإن إطلاق الرقم الموحَّد يهدف إلى تسهيل تقديم الخدمات الأمنيَّة، لاسيّما أنَّ هناك أرقاماً عدَّة من بينها لشرطة النجدة أو الاستخبارات أو المكافحة وغيرها من مديريات وزارة الداخليَّة، لذا يحتاج المواطن إلى حفظها جميعاً، وبالتالي يصعب عليه في كثير من الأحيان الاتصال بها.
ويقول المحنا، إنَّ المديريَّة خصَّصت معدات متطورة تقدّم الاستجابة السريعة للمتصل على مدار الساعة وستتمّ متابعة الشكاوى المقدَّمة واتخاذ الإجراءات القانونيَّة الآنيَّة بحقِّ المُشتكى عليه وفق السياقات القانونيَّة، مبيناً أنَّ الرقم الساخن لا يقتصر على تقديم الشكاوى فقط بل يشمل استقبال المعلومات التي يُدلي بها المواطنون بشأن كلِّ ما يهدِّد الأمن والسلم المجتمعي.
ويؤكد مدير العلاقات والإعلام في الوزارة، إنَّ الوزارة استكملت جميع الاستعدادات ومن بينها إدخال الضباط والمراتب في دورات احترافيَّة بمجال استقبال الاتصالات، لافتاً إلى أنه سيكون هناك ربط شبكي بين جميع مديريات الوزارة.
الى ذلك، يبين العميد الحقوقي حسين علي مدير إعلام شرطة الرصافة، إن "مشروع الخط الساخن المجاني 911 من المشاريع الاستراتيجية التي تديرها مديرية الاستجابة والسيطرة في الوزارة والرقم سيختزل خدمات النجدة والإطفاء والإسعاف الفوري والأسرة والطفل ومكافحة المخدرات وغيرها".
ويضيف، إن "فكرة الخط الساخن الموحد عملت عليها الدول المتقدمة وستزود بموجبها جميع دوريات النجدة في العراق بجهاز GPS الخاص بتحديد المواقع وكذلك الخدمة مزودة بأجهزة تعقب، حيث وبمجرد تسلم الشكوى أو الإبلاغ من المواطنين سيتم تحريك أقرب دورية نجدة من مكان صاحب الشكوى ما يوفر سرعة كبيرة في حالات الطوارئ".
ويتابع، إن "الخط الساخن 911 سيوفر عبر مديرية الاستجابة والسيطرة مركزية في إدارة حركة دوريات النجدة في الاستجابة للمواطنين حيث سيتيح لمتلقي الشكوى القدرة على توجيهها نحو الدورية القريبة من مكانها، وكل سيارة نجدة ستجهز بكاميرات وكذلك رجال الشرطة لتوثيق عملياتهم المستجيبة لنداء المواطنين والتأكد من الاستجابة".
وضعت الهواتف الساخنة أو ما يسمى أرقام الطوارئ كنظام عالمي للتواصل بشكل فوري وسريع للإسعاف أو تقديم خدمات طبية أخرى أو للإبلاغ عن مخالفات ومنها ما يرصد بشكل عيني لإبلاغ السلطات، الا أن هذا الخدمة في وقت سابق تترنح في العراق بسبب تفشي الفساد وسوء المتابعة والإهمال عند الكثير من المؤسسات سواء الخدمية والأمنية وحتى الصحية منها.
وطبقًا للنظام العالمي للطوارئ تأتي أرقام الإغاثة والدفاع المدني والإسعاف في طليعة الأرقام التي يجب أن لا تتوقف طيلة 24 ساعة، تليها أرقام السلطات الأمنية والجهات الخدمية والاجتماعية الأخرى.
ورصدت شبكة "انفوبلس" في تقرير سابق حالات تذمر عدد من المواطنين فيما يتعلق بتقديم الشكاوى على أصحاب المولدات الأهلية في العاصمة بغداد والمحافظات أو ما يتعلق بأسعار صرف الدولار واستغلال بعض المصارف والمضاربين للمواطنين بهذا الشأن وغيرها من القضايا.
وفي وقت سابق من العام 2023، كشف عضو مجلس النواب هادي السلامي، عن أن ما نسبته 50% من الهواتف الساخنة في الدوائر العراقية "مغلقة". وقال السلامي، إنه "من خلال اتصالاتنا بالهواتف الساخنة في مؤسسات الدولة يمكن القول بأن أكثر من 50% منها "مغلقة" لكن بالمقابل هناك هواتف مفتوحة ونشطة على مدار الساعة وخاصة الأجهزة الأمنية والدفاع المدني بالإضافة الى النزاهة والإسعاف".
وأكمل النائب، إن "أغلب الهواتف الخاصة بالشكاوى في مراكز الوزارات مغلقة رغم دورها الهام"، لافتا إلى أنه "أثار موضوع الهواتف الساخنة في لقائه الاخير مع رئيس الوزراء محمد السوداني، حيث تم التأكيد على ضرورة ان يكون هناك مكتب للشكاوى في كل المحافظات مع هواتف ساخنة للاستجابة للمواطنين والاستماع لهم خاصة وان هناك بالفعل مكتبًا رئيسيًا في المنطقة الخضراء ولكن اغلب الناس ليس بمقدورهم الوصول إليه".