اقليم الانبار.. أحمد أبو ريشة وعلي حاتم السليمان يتحركان بدعم "حلبوسي" لكن الرد جاء من عامرية الفلوجة
نغمة "إقليم الانبار" النشاز ترن مجدداً
أحمد أبو ريشة وعلي حاتم السليمان يتحركان بدعم "حلبوسي".. الرد جاء من عامرية الفلوجة
انفوبلس/..
من جديد، تعود بعض الشخصيات السُنية إلى إعادة تفعيل ملف إقليم الأنبار، بدعم من رئيس مجلس النواب المُقال بتهمة التزوير محمد الحلبوسي، في طموحات عالية ليصبح رئيساً عليه وسط دعم خارجي فاضح، لكن الرد جاء قوياً وسريعاً من عامرية الفلوجة ورفض هذه الأصوات النشاز بشكل مباشر.
*أجندات المشروع
كشف الشيخ عبد الرحمن حمد الدليمي أحد شيوخ ووجهاء محافظة الأنبار، عن الشروع بتنفيذ أجندة لتقسيم العراق تنطلق من المحافظة "تحت يافطة الأقاليم"، تقودها شخصيات سياسية وبعض الشيوخ.
وقال الدليمي، إن "أحمد أبو ريشة وعلي حاتم السليمان، كانا على رأس اجتماع سرّي بدعم خارجي حضرته شخصيات سياسية وعشائرية في منزل أبو ريشة، لبلورة موقف موحد للمُضي بمشروع إعلان إقليم الأنبار".
وأضاف، إن "الاجتماع شهد توظيف إمكانيات مالية كبيرة لتحقيق هذا المشروع وبدعم خارجي"، مشيرا إلى أن "رئيس مجلس النواب المُقال محمد الحلبوسي من أكبر الداعمين للمشروع، حيث أوعز بعقد الاجتماع في الرمادي ومن ثم الانتقال إلى باقي مدن الأنبار".
وتابع، إن "عدداً من الحضور رفضوا الفكرة، مما تسبب باندلاع مشادة كلامية أدت إلى انسحابهم من الاجتماع".
وأوضح، إن "عدداً من الشخصيات الوطنية المؤثرة في الشارع الأنباري رفضت المشاركة في الاجتماع، بعد أن أدركت بأنه يُدار بإرادة خارجية تهدف الى تفكيك النسيج المجتمعي وتقسيم العراق الى دويلات صغيرة ضعيفة يسهل استهدافها".
*رد سريع
ورداً على ذلك، عقد شيوخ ووجهاء محافظة الأنبار، أمس الأحد، مؤتمرا عشائريا لرفض الأصوات الداعية الى إقامة إقليم الأنبار بعد ساعات من تنظيم مؤتمر عشائري يدعو الى أقلَمة المحافظة بقيادة زعامات ساحات الاعتصامات.
وقال الشيخ عبد الحميد الحسن الدليمي، إن "شيوخ ووجهاء قضاء عامرية الصمود جنوبي مدينة الفلوجة، عقدوا مؤتمرا عشائرا رداً على اجتماع عشائري بقيادة أحمد أبو ريشة وعلي حاتم السليمان وعدد آخر من قادة منصات ساحات الاعتصام دعوا فيه الى مناصرتهم في مشروعهم الداعي الى إقامة الإقليم وبدعم من جهات خارجية".
وأضاف الدليمي، إن "المؤتمر جاء رداً على مؤتمر قادة منصات ساحات الاعتصام وهدد بعض الشيوخ بالبراءة عشائرياً على كل من يحضر هذه المؤتمرات التي تهدف الى تقسم البلاد الى دويلات متفككة تكون عرضةً للتدخل الخارجي".
وأوضح، إن "الترويج الى إقامة إقليم الأنبار بهذا التوقيت جاء بعد الإطاحة بمستقبل الرئيس المخلوع محمد الحلبوسي في مؤشر على أن هنالك طبخة سياسية بين المتخاصمين ربما تجعل من الأنبار ساحة لتصفية الحسابات"، محذراً من "مغبة الانجرار وراء المخططات الرامية الى تقسيم العراق الى دويلات متفككة تحت أي مسميات كانت".
وتابع الدليمي قائلا، إن "الدعوة إلى إقامة إقليم الأنبار إثر استهداف الحلبوسي وقيادات حزبه من قبل القضاء أمر مضحك ولا يُصدق ومن المعيب ترويج مثل هكذا مشاريع طائفية من قبل الحلبوسي وحزبه".
وطالب، الحكومة المركزية، بـ"ضرورة التحرّي عن الشخصيات السياسية والعشائرية التي تروّج لهذه المشارع لمآرب باتت معروفة لدى الجميع".
*تحذير من عودة أحداث ساحات الاعتصام
يقول الكاتب خالد القره غولي، في مقال له: "نحن الآن أمام عمليات تنقيب واضح في المنطقة أساسها مدى تبعية البعض من شيوخ العشائر من الأحزاب السياسية التي دخلت الأنبار بعد عام 2003 والاستعداد للانخراط في الحرب القادمة والإعلان عن إقليم جديد"، معتبرا أن "شعب الأنبارلا يحتاج إلى مجالس وتكتلات للعشائر ولا يحتاج الى إقليم من هذا النوع. وهؤلاء أنفسهم كانوا السبب في دمار الأنبار وتهجير أهلها. لا نحتاج إلى قرارات مشوشة ثانية وثالثة ورابعة وخامسة وسادسة كما حدث في الأعوام السابقة بل بحاجة إلى حكومة أنبارية وقيادات وطنية مقبولة من قبل العراقيين كافة".
ويضيف، إن "العملية السياسية الأنبارية لن تصل بالشعب الأنباري إلى برِّ الأمان طيلة (20) عاما ماضية لأن معاناة الشعب الأنباري تزداد يوما بعد يوم بسبب (البعض) من شيوخ العشائر ورجالات الدين والساسة الذين حولوا الشعب إلى دكتاتور رافض الديمقراطية المزعومة التي لم يتحقق له شيء يذكر ونصبت له حكومة ديمقراطية مزيفة مِنَ المستفيدين من تفاقم الصراع بين السلطة (العشائرية السياسية الاقطاعية) الحاكمة والتكتلات والأحزاب (السُنيّة) الفاشلة".
ويتساءل: "لماذا يحشر البعض من هؤلاء أنفسهم في زوايا ضيقة لا يتمكنون الخروج منها فينقلب أول كلامهم على آخره، ومنهم سياسي عشائري عجيب يستبدل تصريحاته مع كل وجبة أملاً في استعطاف واسترضاء سادته هنا في الأنبار وهناك في أمكنة أخرى مشبهاً : اعتبار أنَّهم غرباء والغريب قد يُعاب على أفعال كثيرة لا يَحسِبُ لها حساباً، والغريب برأي الكثيرين لا ينوي للمدينة التي يسكن فيها إلا الخراب".
*تحركات سابقة للحلبوسي
في نيسان 2023، كشفت مصادر سياسية عراقية عن تحركات مكثفة يجريها رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، لإنشاء إقليم سُني في العراق على غرار إقليم كردستان، ويدّعى إقليم الأنبار، من خلال عقده لقاءات عدة لاسيما مع شيوخ العشائر السُنية في المدينة غربي البلاد، لدعم المشروع.
بحسب المصادر، فقد التقى الحلبوسي، عدداً من شيوخ عشائر المحافظة التي تقع غرب العراق وتحدها 3 دول (السعودية، الأردن، سوريا)، وتحدث معهم عن مشروع إقليم الأنبار، وضرورة المُضي في إعلانه خلال المرحلة المقبلة.
أشارت أيضاً إلى أن من بين الحاضرين خلال اللقاء، الشيخ طارق خلف عبد لله الحلبوسي، والشيخ أحمد الساجر الملاحمة، والشيخ أحمد تركي مصلح شيخ البو فراج، والشيخ أحمد عبود عيادة شيخ البو جليب، إضافة إلى شيوخ آخرين يتجاوز عددهم الـ20 شيخاً.
*"ورقة سياسية"
من جهته، أكد طه عبد الغني العضو السابق بمجلس المحافظة والقيادي في تحالف "الأنبار الموحد"، أن موضوع إقامة الإقليم السُني في العراق "سمعنا عنه حديثاً بالفعل يجري من بعض الشخصيات القريبة من السياسيين السُّنة، حول إقامة الإقليم في الوقت الحالي".
وعن الهدف من طرح فكرة إقامة الإقليم، أكد عبد الغني أنه "ليست له علاقة بخدمة مدينة الأنبار، وإنما جاء نتيجة ضغط السوداني، الذي حصل نتيجة فتح ملفات فساد في الأنبار تتعلق بجهات مدعومة من قوى سياسية متنفذة بشكل كبير في المحافظة".
اعتبر كذلك أن إحياء فكرة إقليم الأنبار جاء "وسيلة للضغط على الحكومة الاتحادية في بغداد، وتحديداً على رئيس الحكومة، بالتالي فإن ما يحصل للمساومة ومحاولة تخفيف الضغط المتعلق بملفات الفساد في الأنبار".
حول فكرة الإقليم السُني في العراق بالنسبة إلى الأهالي السُنة لاسيما في الأنبار، قال عبد الغني إنها لا تلقى قبولاً في الوقت الحالي إلا ممن يتحدثون عنها، وهم جهات وأحزاب معينة.
كذلك نفى عبد الغني وجود مؤشرات لوجستية وترتيبات متعلقة بإعلان مثل هذا المشروع الضخم في الأنبار.
*مشروع بدعم إماراتي
لم يكن طرح موضوع إقليم الأنبار جديداً، فقد أُثير عام 2020، بعدما استضافت العاصمة الإماراتية أبوظبي اجتماعاً لعدد من الشخصيات البرلمانية ورجال الأعمال السُّنة؛ للتباحث في موضوع إقامة إقليم سُني في العراق.
وتناقلت وسائل الإعلام المختلفة حينها، أحاديث حول علاقة وثيقة بين الحلبوسي والإمارات، وعن زيارات سرية قام بها المسؤول العراقي وقتها لأبوظبي، ولقائه شخصيات مهمة، حتى قبل وصوله إلى رئاسة البرلمان.
يعكس ذلك طموحاً قديماً للحلبوسي في هذا الصدد، أحياه مؤخراً بحسب ما أكدته مصادر.
سبق كذلك أن قدمت الإمارات دعماً سخياً إلى الحلبوسي من أجل إعادة إعمار محافظة الأنبار التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش منذ عام 2014 إلى 2017، وتهيئتها لتكون إقليماً منفصلاً، بحسب المصادر ذاتها.
وعلّق حينها السياسي العراقي البارز عزت الشابندر على تواصل الإمارات مع الحلبوسي حول مشروع الإقليم، بقوله عبر "تويتر"، إن "الدول العربية الصديقة والمعنية بوحدة العراق، لا تتحمل وترفض الإيحاء بمسؤوليتها عن اجتماعات مشبوهة لشخصيات عراقية نيابية وغير نيابية، تبحث مشروع أقلمة العراق على أساس طائفي باتجاه تقسيمه".