الأزمات الاقتصادية تزيد معاناة الأكراد وترفع معدلات الفقر والبطالة
انفوبلس/..
تشهد محافظة السليمانية مثل باقي المدن الأخرى في إقليم كردستان أزمات اقتصادية متكررة ومفتعلة من قبل حكومة الإقليم ، فأسواق المدينة تشهد ركودا جراء تأخر صرف رواتب الموظفين فضلاً عن أزمة المحروقات وارتفاع أسعارها بشكل كبير، حيث وصل سعر اللتر الواحد من البنزين إلى أكثر من 1200 دينار عراقي , ما أدى إلى قطع الطريق الرابط بين كركوك والسليمانية, بعد أن تجمع سائقو المركبات أمام قائمَّقامية السليمانية، ما تسبب بشَلِّ وتعطيل الحياة العامة في المدينة، وارتفاع اُجور النقل الخاص والعام, وهذا المشهد يتكرر في جميع مدن الإقليم ، وسط تذمر كبير من المواطنين المحتجين الذين طالبوا بتدخل المركز لحل مشكلة ارتفاع أسعار الوقود.
الازمات الاقتصادية وسياسة حكومة الإقليم فاقمت نِسَبَ الفقر والبطالة في ظل ارتفاع كبير بأسعار المواد الغذائية والتأخير المتعمد لرواتب الموظفين بعد اعتماد حكومة الإقليم على الأموال التي ترسلها بغداد، أما مبيعات نفط كردستان فتذهب لجيوب الفاسدين دون أن يتم توزيع شيء منها , والسليمانية عانت كثيرا من سياسة حكومة بارزاني بسبب اختلاف الرؤى السياسية ما بين أربيل والسليمانية وقطع الرواتب على الأخيرة ، الامر الذي فاقم معدلات الفقر.
وزارة النفط الاتحادية تعهدت من جهتها بتزويد الإقليم بمليون و80 ألف لتر بنزين يومياً، وكذلك تزويد الإقليم بـ 150 مليون لتر من النفط الأبيض وبمبالغ زهيدة بينما حكومة الإقليم تبيعها بأسعار مرتفعة, ما فاقم مشكلة الوقود في بغداد بسبب عدم دراسة القرارات الارتجالية من قبل حكومة الكاظمي وأثرها على المحافظات الأخرى.
عضو برلمان إقليم كردستان أحمد دبان أكد أن معدلات الفقر ارتفعت بنسبة كبيرة جدا في إقليم كردستان خلال الأشهر الماضية.
وقال دبان إن “ارتفاع معدلات الفقر في الإقليم يعود لجملة أسباب أهمها تأخير توزيع الرواتب والاستقطاعات العالية التي تفرضها حكومة الإقليم، فضلا عن ارتفاع سعر الدولار، يقابله، غلاء الأسعار بشكل كبير”.
وأضاف أن “فرص العمل قلت بنسبة عالية، نتيجة توقف أغلب المشاريع الاستثمارية، إثر عدم استقرار السوق وانعدام السيولة المالية”.
وأشار إلى أن “حكومة الإقليم لم تقم بأي خطوات إصلاحية، وهي تقف موقف المتفرج على الوضع الكارثي للمواطنين”.
وعبر مواطنون في كردستان عن امتعاضهم من سياسة حكومة الإقليم والأزمات المتكررة التي أدت الى ضعف المستوى المعيشي في محافظات كردستان , فقد سجلت أسعار البنزين ارتفاعا جديدا أدى الى شلِّ الحركة اليومية في السليمانية ,حيث وصل سعر لتر البنزين 1200 دينار ، فيما عمد بعض أصحاب المركبات الى بيع سياراتهم بسبب عدم القدرة على توفير سعر الوقود الحالي.
وبهذا الشأن يرى الخبير الاقتصادي إياد المالكي أن “ما يحدث في الإقليم من أزمات متكررة وآخرها زيادة أسعار البنزين الى 1200 دينار ، سببه حكومة الإقليم كونها تنتج كميات كبيرة من النفط ولديها مصافي تكرير “.
وأوضح أن “بغداد تزود الإقليم بأكثر من مليون لتر يوميا من البنزين وبأسعار شبه مجانية، وما يحدث هو سيطرة الأحزاب الكردية الرئيسية على الثروات وحرمان الشعب الكردي منها”.
وتابع: أن “هذه الازمة ليست الأخيرة وستستمر لإشغال الشعب الكردي عن السرقات التي تقوم بها حكومة الإقليم لثروات كردستان , وما يحدث من احتجاجات ستقمع من قبل الأمن الكردي كما يحدث في بغداد والمتضرر الرئيسي هو المواطن الذي يعاني البطالة وارتفاع أسعار البضائع والسلع”.