الإيدز يفتك بمدن الإقليم.. نوادي أربيل الليلية تتصدر الأسباب وبيوت "الدعارة" تُفاقمها

انفوبلس/ تقارير
بعد أن تحوّلت إلى وجهة ليلية تجذب الزوار من مختلف مناطق العراق بسبب تركيزها على النوادي الليلية وانتشار بيوت الدعارة فيها، ربما بدأت أربيل الآن بدفع الثمن بعد انتشار فيروس "الإيدز" المقلق وتغوله في صالونات التجميل والمساج والنوادي المذكورة، 3 إصابات جديدة والتوسع الجغرافي قادم، انتشار صامت أغلبه غير مكتشف وحكومة كردستان تتكتم، انفوبلس أعدَّت تقريرا مفصلا شرحت فيه أسباب ذلك الانتشار وردود الفعل والخطر القادم.
3 إصابات بالإيدز داخل صالونات التجميل
تشهد مدن إقليم كردستان العراق مؤخرًا عودة مقلقة لحالات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، وسط تقارير صادرة عن وزارة الصحة ومراكز الرعاية المجتمعية تحذر من تصاعد غير مسبوق في أعداد المصابين، خاصة بين فئات عمرية شابة.
وبهذا الصدد، أعلنت وزارة الصحة في اقليم كردستان، يوم الاثنين (26 أيار 2025)، تسجيل 3 حالات لمرض نقص المناعة المكتسبة (الايدز)، وهي لأشخاص أجانب مقيمين في الاقليم.
وقالت الوزارة في بيان تلقته "انفوبلس"، إنه “بعد إجراء الفحوصات المختبرية اليومية للعاملين في الأماكن العامة بهدف تنظيم أو تجديد الإجازة الصحية، تم تشخيص ثلاث حالات حاملة لفايروس HIV المسبب للإصابة بمرض الايدز، من قبل الفرق الصحية”.
وأضاف البيان، إن الحالات هي “لعاملات أجنبيات في صالونات تجميل النساء، وقد جرى إعلام الجهات المعنية بالأمر واتخذت الاجراءات اللازمة”.
ودعت الوزارة في بيانها “المواطنين الى الابتعاد عن الأماكن غير الرسمية، والسؤال في الأماكن العامة عن الإجازة الصحية للموقع، وفي حال وجود أي شك من عدم توفر الاجازة الصحية أو أي حالة سلبية، من الواجب الوطني والإنساني إبلاغ الفرق الصحية عن طريق خطوط الاتصال المباشرة أو صناديق الشكاوى”.
وتأتي هذه الحادثة لتسلط الضوء على التحديات المرتبطة بالرقابة على المؤسسات الخاصة، وضرورة تعزيز الوعي الصحي والإنساني في مواجهة الأمراض المنقولة، بما يضمن بيئة أكثر أماناً للمواطنين والمقيمين على حد سواء.
انتشار صامت وتوسع جغرافي
تتمركز أغلب الحالات في أربيل والسليمانية ودهوك، إلا أن تزايد الأعداد في المناطق الريفية والحدودية يعكس انتشارًا أفقيًا للمرض، لم يكن مألوفًا في السنوات الماضية.
وتشير التقارير إلى أن الكثير من الحالات تم اكتشافها صدفة أثناء التبرع بالدم أو عبر فحوصات طبية روتينية.
وقد أطلق مسؤولو الصحة في الإقليم حملة توعية مكثفة في المدارس والجامعات، إلى جانب فحوصات مجانية في بعض المراكز الطبية، إلا أن وصمة العار الاجتماعية المرتبطة بالإيدز لا تزال تشكل عائقًا كبيرًا أمام الحد من انتشاره.
أسباب الانتشار المتجدد.. الدعارة والنوادي الليلية كلمة السر
تشير شهادات ميدانية لموظفين في القطاع الصحي ومراكز التوعية إلى أن العديد من النوادي الليلية في أربيل أصبحت بشكل غير رسمي، نقاط التقاء لعلاقات جنسية مدفوعة، سواء عبر ما يُعرف بـ”مضيفات الترفيه” أو عبر زبائن يسعون إلى علاقات عابرة. هذه العلاقات غالبًا ما تتم دون وسائل وقاية، وفي ظل غياب فحوص طبية أو رقابة صحية على الطرفين.
وبحسب الشهادات، فإن الرقابة على الأنشطة التي تتم داخل النوادي لا تزال محدودة، بل ويُعتقد أن كثيرًا منها يعمل خارج الأطر القانونية أو بتواطؤ من بعض الجهات. ولا توجد حتى الآن آلية لفحص العاملين في هذه الأماكن طبيًا بشكل دوري، ما يزيد من احتمال نقل العدوى بشكل غير مرصود.
كما يُلاحظ أن عددًا من العاملات في هذه النوادي يأتين من دول آسيوية أو من دول الجوار، حيث تكون نسب الإصابة بفيروس الإيدز أعلى من المعدل المحلي. وغالبًا ما تدخل هؤلاء العاملات بطرق قانونية أو شبه قانونية للعمل في قطاع الترفيه، دون إخضاعهن لفحوصات طبية دقيقة. وسبق أن تم تسجيل حالات إصابة بين هذه الفئة، ما يشير إلى دور محتمل في نشر العدوى محليًا.
وفي السياق، أرجع متخصصون في الشأن الصحي والاجتماعي أسباب هذا الانتشار المتجدد إلى عدة عوامل، أبرزها:ـ ضعف التوعية الجنسية: لا تزال الثقافة الجنسية محاطة بكثير من المحظورات في المجتمع الكردي، مما يحد من إمكانية نشر المعلومات الصحية الدقيقة بين الشباب. ومع غياب التربية الجنسية في المدارس، يعتمد الكثيرون على مصادر غير موثوقة للحصول على المعلومات، أو يظلون في جهل تام بخطورة الممارسات غير الآمنة.
ـ الهجرة والتنقل الإقليمي: يشهد الإقليم حركة نشطة من وإلى تركيا وسوريا، وهي مناطق سجلت أيضًا ارتفاعات في معدلات الإصابة بالإيدز. وتشير بعض التقارير إلى أن تهريب المخدرات والدعارة العابرة للحدود يسهمان في نقل الفيروس عبر الشبكات الإقليمية.
ـ تعاطي المخدرات بالحقن: رصدت تقارير أمنية وصحية انتشارًا مقلقًا لتعاطي المخدرات بالحقن بين الشباب، خاصة في الأحياء الفقيرة ومخيمات النازحين. ويشكل تبادل الإبر أحد أبرز طرق نقل الفيروس.
ـ العلاقات الجنسية غير المحمية: رغم محدودية الدراسات الميدانية، تؤكد شهادات ميدانية من داخل المجتمع أن عددًا من الحالات نتج عن علاقات جنسية غير محمية، غالبًا خارج نطاق الزواج، ودون فحص الطرف الآخر.
ردود الفعل
لا تزال ردود فعل المجتمع تتسم بالتحفظ، حيث ترتبط الإصابة بالإيدز في الثقافة المحلية بمفاهيم الخطيئة والانحراف، مما يدفع بعض المصابين إلى العزلة والرفض، ويقلل من فرصهم في الحصول على علاج أو دعم نفسي واجتماعي.
وبهذا الصدد، طالبت منظمات المجتمع المدني بـ”كسر حاجز الصمت”، وضرورة إشراك رجال الدين والمؤثرين الاجتماعيين في نشر الرسائل الوقائية، نظرًا لتأثيرهم القوي في الشارع الكردي.
المنظمات طالبت أيضا، بإغلاق النوادي الليلية وبيوت الدعارة في أربيل التي أصبحت تشكل بؤرة حقيقية لانتشار الايدز وغيره من الأمراض.
ناقوس خطر يتطلب استجابة جماعية
يشير هذا الانتشار المتجدد لفيروس الإيدز في إقليم كردستان إلى خطر حقيقي يهدد الصحة العامة، ويتطلب استجابة جماعية تتخطى الشعارات المؤقتة. فالمواجهة لا تكون فقط بالأدوية والإجراءات الطبية، بل تبدأ أولاً بتغيير العقليات وتكريس ثقافة التوعية والاحترام للإنسان المصاب بوصفه مريضًا لا مذنبًا.
ومع استمرار الأزمة، تبقى الأنظار معلقة على مدى قدرة حكومة الإقليم والمجتمع المدني في بناء منظومة متكاملة تحاصر المرض وتكسر صمته قبل أن يتحول إلى وباء يصعب احتواؤه
وفي السنوات الأخيرة، تحولت مدينة أربيل إلى وجهة ليلية مزدحمة تجذب الزوار من مختلف مناطق العراق وخارجه بسبب تنامي ظاهرة النوادي الليلية والحانات ومراكز الترفيه الليلية التي تنتشر بشكل ملحوظ، خاصة في الأحياء الراقية والمناطق السياحية، ولهذا يرى غالبية المختصين أن ذلك مرتبط بشكل وثيق بين تلك الأماكن وبين الارتفاع الملحوظ في عدد الإصابات بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز).