الاحتجاجات الطلابية تتصاعد في العراق نصرةً لغزة.. إليك الجامعات التي انتفضت وسر منع التضامن في الفلوجة
انفوبلس/ تقارير
على غرار العالم، شهدت الجامعات العراقية وقفات تضامنية نصرةً لغزة كانت أشدها في كلية الإعلام بجامعة بغداد، الأمر الذي حظي بإشادات كبيرة سواء على الصعيد الشعبي أو السياسي المتمثل بوزارة التعليم. شبكة انفوبلس سلّطت الضوء على هذا الحراك وأعدَّت لائحة بأبرز الجامعات المنتفضة، كما تقصّت الشبكة عن أسباب منع إقامة وقفة تضامنية لغزة في كلية العلوم التطبيقية بالفلوجة والجهة التي عرقلت ذلك.
*جامعة بغداد
اليوم الخميس، نظّمت كلية الإعلام في جامعة بغداد، وقفة تضامنية مع أهل قطاع غزة، في مظهر من مظاهر الرفض للاعتداءات والانتهاكات والمجازر الصهيونية المتكررة التي يمارسها الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني.
وذكرت كلية الإعلام في بيان ورد لشبكة انفوبلس، أنها "نظّمت اليوم وقفة تضامنية مع أهل قطاع غزة، في مظهر من مظاهر الرفض للاعتداءات والانتهاكات والمجازر الصهيونية المتكررة التي يمارسها الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الأبيّ وحقوقه الأساسية" ،مبينة أن "ذلك جاء استجابة لنداء وزير التعليم العالي والبحث العلمي نعيم العبودي، حيث وجّه نداءً إلى الجامعات الحكومية والأهلية والمؤسسات الأكاديمية العراقية، لتنظيم وقفات النصر والتضامن والدعم لشعب فلسطين وأطفاله ونسائه وشيوخه ، الذين يواجهون تحالف الموت الصهيوني، فضلًا عن التعبير عن مؤازرة الأصوات الحرة في الجامعات العالمية التي نددت وشجبت جرائم الاحتلال".
وقال عميد كلية الإعلام عمار طاهر في كلمة له خلال الوقفة التي حضرها أعضاء الهيئة التدريسية والطلبة والملاك الإداري: "يتعرض أهلنا في غزة الكرامة والصمود لأبشع الجرائم الإنسانية بعد أن غدت المجازر اليومية والإبادة الجماعية حدثاً يومياً يُندى له جبين المجتمع الدولي فالعالم الذي يزعم أنه متحضر يدعم ويساند آلات الموت الصهيونية وهي تسحق بلا تردد الأطفال والنساء والشيوخ".
وأضاف: "لقد تحوّل الفلسطينيون إلى مجرد أرقام وإحصائيات في نشرات الأخبار المسائية بلا ناصر أو معين وحدهم يقفون في ساحات الموت ينتظرون في طابور الشهادة بمواجهة غير متكافئة إطلاقاً من حيث العدة والعدد لكنها تميل لصالحهم في مقاسات البطولة والبسالة وحب الوطن".
*رسالة للعالم أجمع
وتابع أنه "على الرغم من الماكنة الدعائية للدول الغربية والكيان الغاصب المسعور التي تعمل ليلاً ونهاراً على تشويه الواقع وقتل القضية، نرى صحوة إنسانية تجلّت بالأصوات الشريفة من كل أرجاء الدنيا وفي الجامعات الأمريكية، فقد تجمهرت لنصرة الشعب المظلوم وتآزرت لاسترداد حقه المهضوم".
وأشار إلى، أن "ما يصدر اليوم من صرخات في العالم عبارة عن رسالة واضحة وصريحة مفادها أن الصمت جبن وعار وأن السكوت ترخيص بالقتل وأن السماح بتجويع شعب كامل وقصفه وموته وصمة خزي لا يمحوها التاريخ"، مؤكداً أن "العراق حكومة وشعباً سارع في مساندة الأشقاء في محنتهم ولم يبخل أهله بالغالي والنفيس لإيصال الغذاء والدواء والحاجات الضرورية وهو المضحّي دائماً بشهادة كل الحروب التي خاضها العرب لطرد الصهاينة من القدس الشريف".
واختتم قائلًا: إن "وقفتنا تحمل رسالة للعالم أجمع وإلى إخوتنا في غزة أن دماءكم دماؤنا ونحن معكم في شدتكم فكلنا في المحنة سواء مهما عظمت الخطوب والرزايا وسنبقى نقاتل من مواقعنا بالكلمة والقلم لدحر الغزاة وإعادة الأرض".
*جامعة النهرين
أما في جامعة النهرين ببغداد، فقد رفع طلاب وأساتذة العلمين الفلسطيني والعراقي، ولافتات تدعو إلى "فلسطين حرة".
وقالت إحدى الطالبات، "ما يحدث مع أهالينا في غزة، أي إنسان لديه مبادئ لا يستطيع أن يتحمله، لذلك بالطبع يجب أن أكون من أول الحاضرين حتى نكون صوتا مسموعا".
وأعربت الطالبة عن فرحتها برؤية العلم الفلسطيني يرفع في الجامعات الأميركية خلال تحركات تنادي بحقوق الشعب الفلسطيني.
وأضافت، "هذا أمر إيجابي يفرحنا وجعلنا نتشجع أكثر ونسأل لماذا جامعاتنا لا تشارك أيضاً".
بدوره، قال عميد كلية الهندسة في جامعة النهرين جمعة سلمان، "نحن هنا لنقول لهم أوقفوا القتل ولنشكر الأصوات الحرة في العالم".
وأضاف سلمان، "لو حدث اقتحام جامعة كولومبيا في دولة أخرى، خاصة في دولة من العالم الثالث، لقامت الدنيا ولم تقعد". كما ندد بالمشاهد الصادمة والاقتحامات والتعديات الوحشية الوحشية في أرض الديمقراطية كما يدّعون".
*جامعة ذي قار
وقبل جامعتي بغداد والنهرين، نظمت جامعة ذي قار ومنتسبيها وقفة تضامنية لمساندة الحراك الجامعي العالمي المساند لغزة.
وقال طلبة وأساتذة الجامعة، "نعلن تضامننا مع الجامعات الأميركية المساندة للقضية الفلسطينية ونصرة غزة الصامدة.
وعقب هذه الوقفة، قدم وزير التعليم العالي والبحث العلمي، شكره إلى رئاسة وأساتذة وطلبة الجامعة، باعثا بذلك رسالة إلى باقي الجامعات للمشاركة أيضا.
*الجامعة الأميركية في بغداد
الجامعة الأميركية في بغداد هي الأخرى نظمت وقفة احتجاجية وتضامنية مع الشعب الفلسطيني.
وعبّر طلاب وأساتذة الجامعة عن دعمهم للحراك الجامعي العالمي، داعين إلى وقف العدوان الصهيوني على غزة بأسرع وقت.
بدوره، قدم وزير التعليم أيضا شكره إلى طلاب الجامعة والقائمين على لوقفة، مثمنا جهودهم في زيادة الضغط العالمي على الكيان الغاضب.
*منع التضامن مع غزة في الفلوجة
رغم البهجة التي ادخلتها الوقفات التضامنية مع غزة في بعض الجامعات العراقية ، إلا أنها سرعان ما تعكرت بعد منع إقامة وقفات مماثلة في الفلوجة بمحافظة الأنبار.
وقال مصدر مطلع لشبكة انفوبلس، إنه "تم منع اقامة وقفة تضامنية داعمة للتظاهرات بالجامعات الامريكية ضد الكيان الصهيوني في كلية العلوم التطبيقية بالفلوجة دون معرفة الأسباب".
وعقب ذلك، حاولت انفوبلس معرفة الأسباب التي قادت إلى منع هكذا وقفات، وتوصلت إلى أحد طلبة الكلية الذي قال إن رئاسة الكلية منعتهم من ذلك دون توضيحها الأسباب.
حاولت انفوبلس التواصل إلى معلومات أكثر، حتى وصلت وبحسب مصدر ثان إلى أن أسباب سياسية في الأنبار حالت دون الموافقة على منح إذن التضامن في الفلوجة مع غزة خشية من امتداها إلى باقي المناطق.
وبهذا الصدد، قال مراقبون لشبكة انفوبلس، إن "القضية الفلسطينية هي قضية مشحونة سياسيا، وأي مدافعة عنها ستضع صاحبها بموقف متشنج من أميركا الداعم الأول للكيان في حربه على غزة، وهذا ما يتجنبه الحزب الحاكم في الانبار.
*التعليم تساند الحراك الطلابي
وزارة التعليم لم تغفل عن دعم الحراك الطلابي سواء في العراق وخارجه، إذ أكد وزير التعليم العالم والبحث العلمي نعيم العبودي إنه "منذ اللحظة الأولى لانطلاق طوفان الأقصى جسدت الجامعات العراقية وأساتذتها وطلابها موقفًا ثابتًا، بدعم فلسطين وشعبها".
وقال العبودي في تدوينة على منصة "إكس"، "وإذ نعبر عن المؤازرة لجميع الأصوات الحرة في الجامعات العالمية التي نددت وشجبت جرائم الاحتلال في غزة فإننا نجدد الدعوة إلى وقفات النصر والتضامن والدعم، لشعب فلسطين وأطفاله ونسائه وشيوخه، الذين يواجهون تحالف الموت الصهيوني".
لم يكتف الوزير بهذه المساندة، ونشر تغريدة اليوم الخميس، جاء فيها، "نشيد بموقف جامعاتنا العراقية في وقفتها وتضامنها مع الشعب الفلسطيني في مواجهة التوحش الصهيوني.. ولأننا جزء من ضمير هذه الأمة وتاريخها فإننا ثابتون في نصرة قضايا الأمة العادلة".
*السفارة العراقية في واشنطن تدخل على الخط
بدورها، اكدت السفارة العراقية في العاصمة الأمريكية واشنطن، اليوم الخميس، انها تتابع بقلق الأحداث الجارية في الجامعات الأمريكية، بما في ذلك الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين.
وذكرت السفارة في تدوينة لها على منصة (x)، تابعتها شبكة انفوبلس، أن "الحكومة العراقية حذرت مراراً من التداعيات الخطيرة للحرب الدائرة في غزة، التي يتعرض خلالها المدنيون من أطفال، و نساء، وشيوخ لقصف غير مقبول يخرق كل الأعراف الإنسانية والقوانين الدولية".
وأضافت: "يجب أن تحرك هذه الأحداث ضمائر الأحرار حول العالم للدفاع عن الحرية و العدالة".
وتابعت، أنه "في هذا الإطار، تتابع سفارة جمهورية العراق في واشنطن بعناية وقلق الأحداث الجارية في الجامعات الأمريكية، بما في ذلك الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين وتوقيف الطلاب والأساتذة وأعضاء هيئات التدريس"، داعية إلى "ضبط النفس والهدوء واحترام حقوق الإنسان والتعبير السلمي".
*1700 طالب معتقل في واشنطن خلال الاحتجاجات
وتتصاعد موجة الاحتجاجات الطالبية منذ أسبوعين في كبرى الجامعات الأميركية من كاليفورنيا غربا إلى الولايات الشمالية الشرقية، مرورا بالولايات الوسطى والجنوبية مثل تكساس وأريزونا، ضد الحرب في غزة وللمطالبة بقطع إداراتها روابطها بمانحين لإسرائيل أو شركات على ارتباط بها.
إلى ذلك، أفادت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية بأن عدد المعتقلين خلال الاحتجاجات في الجامعات في كافة أنحاء البلاد ارتفع إلى 1700.
واعتقلت الشرطة 15 متظاهرا في جامعة فوردهام و34 في جامعة ويسكونسن في ماديسون من بينهم أعضاء في الهيئة التعليمية.
وقال سامر العطعوط، أستاذ علم الاجتماع الذي وصف نفسه بأنه من أصل فلسطيني ومستشار لمجموعة العدالة الطلابية من أجل فلسطين، إنه وأعضاء هيئة التدريس الآخرين حضروا المظاهرة لحماية حق الطلاب في الاحتجاج دون تخويف أو التهديدات بالعنف.
وأضاف العطوط: "مع العلم أن الطلاب سيتعرضون لعنف ضابط مكافحة الشغب، جئت إلى هنا مع أشخاص آخرين لمنع حصول أي عنف من قبل الشرطة بحق الطلاب".