البساتين المؤجَّرة في قضاء بلد.. سياحة ترفيهية أم "جنسية"؟.. لماذا يتم دفع 200 ألف دينار لقضاء نصف يوم فيها؟
انفوبلس/ تقارير
في الآونة الاخيرة ظهرت حالة سلبية في قضاء بلد بمحافظة صلاح الدين تمثلت بعرض البساتين للإيجار، لمجاميع من "السائحين الشباب" القادمين ـ في الغالب ـ من بغداد، ولمن لا يعرف بساتين القضاء، فهي بساتين عادية بسيطة ليس فيها ما يُغري ويجذب على شاكلة الطبيعة الخلابة في محافظة السليمانية على سبيل المثال، وبمختصر مفيد مجرد بساتين غير مزروعة بالكامل وممكن الاستعاضة عنها بحدائق الزوراء أو أبي نؤاس ببغداد، فلماذا تحمّل أعباء السفر والتكاليف المالية الباهضة؟ ولماذا باتت تستفز الأهالي حتى تدخلت الحكومة لإيقاف عملها؟ انفوبلس سلّطت الضوء على هذا الموضوع وستفصّل أسرار ملف تأجير البساتين في القضاء المذكور.
*200 ألف دينار لنصف يوم!
يصل سعر إيجار البستان إلى 200 ألف دينار في اليوم الواحد (من الصباح إلى العصر)، وهذا ما أثار العديد من التساؤلات، منها من ابتدع هذه الحالة، حالة عرض بساتين بلد للإيجار؟ ولماذا؟ ولماذا بلد بالخصوص؟ وكيف علم شباب (معين) دون غيرهم بها، ومن دون غيرها؟.
*تساؤلات دون أجوبة
يطرح مراقبون للشأن المحلي تساؤلات كمنت أغلبها بضرورة معرفة الغرض والمغزى لاستئجار بساتين بعيدة كل البعد عن العاصمة من قبل بعض الشباب المجهول من بغداد؟ أو حتى من غيرها؟.
ويكمل المراقبون تساؤلاتهم، "لماذا لم يغتنم مثل هذه الفرصة إذا كانت مُدرّة للمال ومربحة بشكل كبير أصحاب البساتين المحيطة ببغداد والتابعة لها والقريبة جدا بالقياس إلى قضاء بلد التابع لمحافظة صلاح الدين(نحو90 كم)؟". مردفين بالقول، "هذه التساؤلات يجب التوقف عندها لمعرفة وكشف خفاياها وتحليل الحقائق المستورة التي تقف خلفها مافيات الفساد الأخلاقي!".
*استفزاز البساتين للأهالي
يؤكد المراقبون، أن الجهات الحكومية الإدارية والأمنية المسؤولة عن القضاء يشهد لها بحُسن السيرة والسلوك والمهنية في العمل وعدم السماح بمثل هذه الممارسات الوضيعة التي تحدث في بعض الأحيان كخروقات، وتجري مداهمات بناءً على معلومات من الأهالي الرافضين لهذه الحالة.
ويكملون، "لماذا الرفض؟ بدأت التسريبات تصل إلى الأهالي بشأن وجود ممارسات لا أخلاقية داخل البساتين المستأجرة ـ التي ليست بالضرورة يعلم أصحابها ما يجري بداخلها ـ كون ظاهر الأمر مجرد سفرة سياحية وترفيه لمجموعة ـ أو مجاميع ـ من الشباب لا تتعدى بأقصى حالاتها الرقص والغناء والطعام.
*حفلات مجون ودعارة داخل البساتين!
يؤكد شهود عيان في القضاء، أن السفرة الظاهرية التي عنوانها "سياحة" سرعان ما تتحول داخل البساتين إلى "حفلات مجون ودعارة وسمسرة، فالشباب المستأجر يأتي على جنب ، ثم تلتحق به القافلة المشبوهة؟! مجموعة ـ أو مجاميع ـ من المنحرفين، لتتحول السفرة إلى حفلة خمر وعربدة.
ويكملون، "ليس ذلك فقط، بل إن حالة جديدة رافقت ذلك بإدخال مواد اصطناعية (جنسية) الهدف منها تسريبها إلى (القضاء) بشكل أو بآخر".
*سرّ تحوّل القضاء إلى "متحرّر"
يقول المراقبون، إنه "في قضاء صغير مثل بلد يصعب أن تخفى الأشياء والحقائق، ففلان شخصية معروفة بحُسن السيرة والسلوك، وفلان مهنيّ معروف في مهنته، وفلان الشيخ الوجيه الذي تلجأ إليه الناس في بعض المشكلات، حتى أنه يوجد (منزل واحد) في القضاء مشخّص من الأهالي بأنه مشبوه! لدرجة أنه يُضرب به المثل السيئ عند الضرورة للتشبيه خلال الأحاديث العامة فيما بين الأهالي، إذن ما السرّ الذي يجعل القضاء (متحررا جدا) بين ليلة وضحاها؟.
*محاولات لتغيير الهوية
ويرى الكاتب والصحفي علي عزيز، أن "محاولات تغيير الهوية، وإثارة الفوضى، وتشتيت المقاييس وإشغال الناس لها غاياتها السياسية والمناطقية، وأطماعها الاقتصادية، كما أنها بالدرجة الأولى تهدف إلى سحب العقول البسيطة من أبناء القضاء وتطويعهم ـ شعورياً أو لا شعورياً ـ لتنفيذ أجندات بعيدة التصويب والتصور".
ويضيف عزيز، أن "جميع المؤشرات تدل على وجود ممارسات تهدف إلى تحطيم الجيل وخلق جيل آخر متهالك غير متماسك ولا يستند إلى أي معرفيّات وغير قادر على اكتساب وفهم الأخلاقيات الوطنية بالدرجة الأولى، وموروث أهله وأصله بالدرجة الثانية، وبالتالي نشوب جيل أو جيلين سيمثل بعد عقد أو عقدين من الزمان السواد الأعظم في البلد".
*مخططات مُريبة
ويطالب عزيز الأهالي بضرورة "الالتفات لمثل ما وصفها بالمخططات المريبة التي تحاول الزحف على الأقضية والنواحي المحيطة ببغداد وأن تقف موقفاً حازماً بوجه كل من تسوّل له نفسه تخريب هوية المدن والأقضية العراقية وعيث الفساد فيها".
ويختم الكاتب والصحفي حديثه بالقول، إن القاعدة تقول، "إذا أردتَ أن تبني بلدا، فعليك بتعليم أبنائه وشبابه وجيله الصاعد، وإذا أردتَ أن تخرّب بلدا فعليك بنشر الفساد الأخلاقي وإباحة المُغريات بلا ثمن أو قيد".
*إنذارات للمتجاوزين على البساتين
وفي وقت سابق، أكدت مديرية الزراعة في صلاح الدين، عن وجود حراك للحد من التجاوزات على البساتين واستخدامها خارج غرض الزراعة، مشيرة إلى توجيه إنذارات بهذا الخصوص.
وقال مدير زراعة صلاح الدين عباس طه، للوكالة الرسمية، إنه "تم تشكيل لجنة لمتابعة البساتين وإعطاء إنذارات للمزارعين ممن يستخدمون البستان لغير أغراض الزراعة"، مشيراً إلى أن "الإنذار يكون لمدة شهر".
وأضاف، إنه "تم توجيه بعض الإنذارات، فقد باشر عدد من الفلاحين بإعادة زراعة البساتين بالأشجار"، مشيراً إلى أن "اللجنة مستمرة بمتابعة التجاوزات على البساتين والحد منها".
*لجان فنية للمتابعة
وبشأن التجاوزات على الأراضي الزراعية، أوضح طه، إن "الأراضي التابعة للبلديات تتم متابعتها عن طريق رئيس الوحدة الإدارية ولجنة التجاوزات المشكَّلة، مؤكدا "وجود لجان فنية في الشُّعب الزراعية مهمتها متابعة التجاوزات على عقود الأراضي الزراعية".
وتابع، "لا يوجد أي عقد زراعي تم التجاوز عليه، وإنما هناك تجاوزات ضمن حدود البلدية والتصميم الأساسي".