التجارة "تدغدغ" مشاعر العراقيين بالصمون المدعوم
أنفوبلس/..
بعد ان فشلت في ادارة أزمة الطحين، والسيطرة على أسعاره في الأسواق المحلية، برغم تعهداتها بضخ كميات كبيرة من الطحين، إلا انها فشلت في هذا المشروع، ومن أجل تجميل صورتها أمام الرأي العام، تعهّدت وزارة التجارة بإطلاق مشروع “رغيف الخبز المدعوم” بالتعاون مع القطاع الخاص، من خـلال ضـخ كميات كبيرة من الحنطة والطحين إلى الأســواق، وإحياء الأفـران والمخابز الحكومية.
هذه الخطوة، وان كانت متأخرة، إلا إنها جيدة لتخفيف المعاناة عن المواطن، وهي تحتاج الى آليات عديدة في مقدمتها تأهيل الأفران الحكومية التي توقفت عن الانتاج منذ سنوات، فضلاً عن توفير التيار الكهربائي لتلك الأفران لأنها تعمل على الكهرباء، وعوامل أخرى قد لا تستطيع الوزارة توفيرها .
وقُوبلت هذه الخطوة بترحيب شعبي وسط شكوك في نجاحها، بسبب وعود التجارة العديدة للعراقيين والتي لم يتحقق منها شيء، فالوزارة لا تمتلك خط انتاج للطحين الأبيض، وإن وجد فهو لا يغطّي تلك الأفران والتي تعد على اصابع اليد ، وخطة الوزارة تقضي بطرح ما يقارب 300 ألف طن من الطحين والحنطة من خلال الشركة العامة لتصنيع الحبوب، والتنسيق مع أصحاب الأفـران والمخابز في جميع المحافظات لشراء الطحين تجارياً بأسعار أرخـص من الأســواق المحلية، وضخ كميات كبيرة من الحنطة عبر الشركة العامة لتجارة المواد الغذائية بالتعاون مع القطاع الخاص.
وبرغم تسويق كميات كبيرة من الحنطة، إلا انها لا تكفي للاستهلاك المحلي، وتبقى خطة الوزارة التي تفاءل بها العراقيون، محط شكوك بسبب عدم قدرة الوزارة على تنفيذها بالكامل.
وزارة التجارة أكدت في تصريحاتها، انه سيتم الإعلان عن دعم الأفران والمخابز بالطحين خلال الأسبوع الحالي للحيلولة دون ارتفاع الأسعار، إلى جانب تفعيل الأفران والمخابز الحكومية، وبيع 15 صمونة بسعر ألف دينار، بدلاً من 8 صمونات أو 6 أرغفة خبز بهذا السعر.
وبينت، أنَّ الــوزارة تعمل باتجاهين، أحدهما التعاون مع القطاع الخاص لتأمين الطحين العادي والصفر في الأسـواق المحلية، وكذلك منافسة الشركات التي تعمل على احتكار المـادة ورفع أسعارها، لافتاً إلى وجود خزين استراتيجي جيّد في المخازن يكفيّ لتجهيز السلة الغذائية بست مواد كاملة مع الطحين بدفعة واحدة.
من جهته، أكد الخبير الاقتصادي أياد المالكي ان خطة وزارة التجارة ظاهرها جيّد، وباطنها تصريحات للاستهلاك الإعلامي، لان الوزارة أعلنت ان الاسبوع الحالي ستنفذ خطتها، ولم نلمس شيئاً على أرض الواقع.
وأوضح، ان وزارة التجارة تسعى لتجميل صورة الحكومة أمام العراقيين بعد أشهر من الفشل في السيطرة على الأسواق المحلية وكبح الأسعار، وما نراه هي تصريحات بعيدة عن أرض الواقع، فمازال المواطن يعاني من الارتفاع المستمر للأسعار وخاصة المواد الغذائية.
وتابع: ان أزمة الخبز كما يسمّيها الاقتصاديون هي واقع حال ولم تستطع الوزارة معالجتها، فسعر كيس الطحين الذي يُوزع في الحصة التموينية يباع في الأسواق السوداء بأكثر من 35 ألف دينار وبالتالي ارتفعت أسعار الصمون والخبز، ممّا أثار غضب العراقيين.