الجهد الخدمي الحكومي يفصّل أعماله في 2023.. تعرف على تفاصيل الفريق وإنجازاته والمعرقلات التي يواجهها
انفوبلس..
فصّل فريق الجهد الخدمي والهندسي الحكومي، مساء أمس الأربعاء، أعماله المنجزة خلال عام ومشاريعه لما تبقى من العام الحالي والعام المقبل، فيما أكد أن هدفه تقديم الخدمات بجميع المناطق العشوائية ووقف تجريف الأراضي الزراعية ومنع التجاوز على أراضي الدولة مجدداً.
وهذا الفريق الذي شُكل بقرار من مجلس الوزراء خلال جلسته الثانية في الأول من تشرين الثاني عام 2022، برئاسة وكيل وزارة الإعمار والإسكان و17 وزارة وجهات ساندة، يهدف بشكل أساسي إلى معالجة الواقع الخدمي في المناطق التي تعاني نقص الخدمات، وأخذ الإجراءات بشأن التجاوزات التي تعيق عمل الفريق بإسناد الأجهزة الأمنية، ومتابعة مشاريع البنى التحتية المتلكئة واقتراح المعالجات، واقتراح مشاريع جديدة لتحسين الخدمات.
رئيس الفريق يوضح
وقال رئيس فريق الجهد الخدمي والهندسي جابر الحساني في كلمة له خلال مؤتمر صحفي لاستعراض إنجازات الفريق خلال عام، إن "الفريق تأسس مع تشكيل الحكومة الحالية وانطلاق المنهاج الوزاري وتم تحديد مهام عملنا بخدمة المناطق المحرومة وتقديم الخدمات البلدية للمناطق السكنية كالماء والمجاري والإكساء والتبليط وقطاعات التربية والصحة والكهرباء".
وأضاف، إن "الفريق يضم الجهات الحكومية كافة ومن بينها وزارات الإسكان والمالية والدفاع والداخلية والصناعة والحشد الشعبي وأمانة بغداد ودائرة عقارات الدولة والمحافظات ونقابة المهندسين وأساتذة الجامعات".
وتابع، إن "الفريق عقد عدة اجتماعات ناقش الصلاحيات والمهام ورفع تقارير إلى رئيس الوزراء وعملنا يرتبط بمكتب رئيس الوزراء وآلياتنا من ضمن الجهات المذكورة".
وواصل حديثه بالقول، "نقوم بأعمال التنفيذ المباشر بموجب قرار مجلس الوزراء حيث بدأنا بـ 3 مشاريع داخل العاصمة بغداد ثم زادت إلى 5 ثم 7 حتى وصلنا إلى 22 مشروعا في العاصمة في السنة الماضية 2022 وبدون موازنة والصرف عبر قانون الدعم الطارئ وبعض مخصصات الفريق ثم وصلنا إلى 92 مشروعا مختلفا وكذلك نقوم بتلبية مناشدات المواطنين والتوجيهات المباشرة من رئيس الوزراء".
وتابع، "بدأنا أيضا خلال العام نفسه 2022 بالعمل في 5 محافظات هي بغداد والمثنى وميسان والديوانية وصلاح الدين بأعمال تتعلق بالبنى التحتية والخدمات البلدية والصرف الصحي والتربية والصحة".
وفصّل بالقول، "في قطاع التربية ببغداد نفذنا أعمال تأهيل أكثر من 15 مدرسة ونحو 30 مدرسة في محافظتي الديوانية والمثنى، وساهم الفريق بإنتاج 40 ألف رحلة مدرسية بدايةً، ثم بجهود ومشاركة المتبرعين من الوزارات الأخرى وصل العدد إلى 200 ألف رحلة مدرسية، وفي الجانب الصحي أهّلنا 3 مستشفيات في بغداد واثنين في المثنى وميسان، كذلك عمل الفريق في محافظة كربلاء المقدسة بالمشاركة في تقديم الخدمات المباشرة خلال الزيارات المليونية، كما ساهمنا مع وزارة العمل في توسيع قاعدة الشمول للمستحقين إعانات شبكة الحماية الاجتماعية".
وأكد رئيس الفريق، إن "خدماتنا لامست حاجات مباشرة للمواطنين استهدفت أكثر من مليوني مواطن في بغداد والمحافظات الأخرى، ونطمح باستمرار الأعمال وتأهيل وتطوير المناطق والتجمعات العشوائية كافة لتصبح مناطق سكنية متكاملة ومخدومة أسوة بأقرانها".
وأكمل الحساني، إنه "في العام 2022 تم تخصيص 92 مليار دينار لعمل الفريق نقل 88 منها لسنة 2023 كما تم في خطة 2023 تخصيص 500 مليار دينار لتنفيذ حزمة مشاريع وصلت إلى 214 في بغداد وست محافظات".
وأوضح، إن "معدل العمل المنجز الذي نفذه الفريق في بغداد والمحافظات لعامي 22/23 يعادل إنتاج عدة وزارات وشملت الجهود التبليط وخدمات الصرف الصحي والكهرباء وخدمات أخرى بتعاون ودعم مباشر من قبل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني والذي عُزِّز باستثناءات من قرارات مجلس الوزراء وتوسيع صلاحيات التنفيذ".
وأضاف، "لدينا خطط مستقبلية تؤكد على عدم بقاء أي منطقة عشوائية دون خدمات ولذلك وضعنا خطة متكاملة ونسعى لأن يصادق عليها رئيس الوزراء والمضي بها، وهي خطة طموحة تستهدف إيقاف تجريف الأراضي الزراعية ومنع التجاوز على المزيد من أراضي وعقارات الدولة".
دعم كبير من الحكومة
بدوره، قال مستشار رئيس الوزراء المستشار الفني لفريق الجهد الخدمي والهندسي ضياء الدين ناظم: إن "رئيس الوزراء مُطّلِع بشكل مستمر ويعقد اجتماعات دائمة مع الفريق لإيجاد الحلول الفورية لكل العقبات حيث تم إصدار أكثر من قرار لمجلس الوزراء لإنهاء المشاكل التي تعترضنا".
وأشار، إلى أن "الأعمال التي تم تنفيذها خلال عام 2022 كانت دون موازنة ولكن رئيس الوزراء دعم الفريق بــ 92 مليار دينار منها 15 ملياراً من مكتب رئيس الوزراء و70 مليارا على وزارة الداخلية خصصتها الحكومة السابقة لشراء الأثاث و7 مليارات من المنافع الاجتماعية لشركة الموانئ العراقية وتم تنفيذ 100 مشروع بهذا المبلغ خلال عام 2022 وبداية 2023 والأعمال التي نُفذت بحدود مليون ونصف المليون متر تبليط ومليون متر مربع (مقرنص) في بغداد والمحافظات".
وأضاف، إن "الفريق نفذ شبكات ماء بحدود 300 كيلومتر من الأنابيب مختلفة الأنواع وقام أيضاً بصيانة مجمعات الماء وشبكات مجاري بحدود 170 كيلومترا ونعمل على مضاعفة الكميات باستثمار المبلغ المخصص لميزانية 2023 والبالغ 500 مليار دينار ونستهدف تنفيذ 209 مشاريع للماء والمجاري والكهرباء".
وتابع، إن "الفريق نفذ أعمال تأهيل للمدارس تضمنت الترميم أو البناء بعد استحصال الأراضي، إضافة الى ترميم عدد كبير من المستشفيات".
تطوير العاصمة
بدوره، قال رئيس فريق الجهد الخدمي لمحافظة بغداد مدير عام شركة حمورابي عبد الرزاق المالكي: إن "المناطق التي دخلها الفريق وأُنجزت بالكامل 34 منطقة في المرحلة الأولى وتضمنت تنفيذ أعمال البنى التحتية والمجاري وتم إكمال جزء من الشوارع بالتبليط والمقرنص".
وأشار، إلى أن "الفريق نفذ في المرحلة الثانية 21 مشروعا وصلنا إلى مراحلها النهائية بنسب تتراوح ما بين 90-95% وتسلمنا في المرحلة الثالثة 60 منطقة ونعمل فيها حاليا لإكمال متطلبات البنى التحتية ومن المؤمل أن تبدأ مرحلة التبليط فيها ما بين الأيام 20- 25 من الشهر الجاري".
وتابع، إن "الأعمال التي ينفذها الفريق داخل كل منطقة تحتاج من سنة إلى سنة وستة أشهر وفق البرنامج الزمني، لكن الفريق قلّص المدد الزمنية إلى 3 أشهر وهناك مناطق أُنجزت أعمالها خلال 60 يوما".
خطة 2023
وفي الـ18 من شهر نيسان الماضي، أعلن فريق الجهد الخدمي المحلي لمحافظة بغداد، عن تخصيص مبلغ 600 مليار دينار ضمن خطة العام الحالي، فيما حدد موعد تنفيذها، مشيرا إلى أنه دخل حتى الآن إلى 36 منطقة في بغداد.
وقال رئيس فريق الجهد الخدمي المحلي لمحافظة بغداد عبد الرزاق المالكي، إن "عدد المناطق التي دخلها الجهد الخدمي بلغ 36 منطقة"، مؤكداً "إتمام أعمال الماء والمجاري وشبكات الكهرباء فيها".
وأشار الى أن "هناك نسبة كبيرة من أعمال التبليط في الأحياء الواقعة على جانبي الرصافة والكرخ"، مبيناً أن "المناطق التي تم اختيارها رُشِّحت بالاتفاق مع تشكيلات البلدية في الأمانة، وبحسب الكثافة السكانية ونسبة المحرومية".
وأضاف، إن "هناك اتفاقاً وتنسيقاً بين الأمانة ومحافظة بغداد والجهد الخدمي لإدراج الكثير من المناطق التي لم تدخل ضمن خطة المحافظة والأمانة"، لافتاً الى أن "الخطة تعتمد على إقرار الموازنة".
وتابع، إن "الخطة السابقة خُصِّص لها مبلغ 15 ملياراً كمرحلة أولى و70 ملياراً كمرحلة ثانية من قبل رئيس الوزراء وتحويلها الى خدمات فريق الجهد الخدمي"، منوهاً بأن "الخطة المقبلة ستتضمن تخصيص 600 مليار دينار ضمن موازنة العام الحالي، وستشمل فقرات تأهيل أبنية ومد شبكات ماء ومجارٍ وشبكات كهربائية".
وأردف، إن "النسبة الأكبر ضمن المبالغ المخصصة ستكون لأعمال الطرق بالإضافة الى فقرات أخرى ضرورية منها مراكز صحية وتأهيل المدارس"، مبيناً أن "تنفيذ الخطة سيكون فور إقرار الموازنة وورودها الى الجهد الخدمي".
خصوم الحشد يمنعون الخدمات عن الناس
ويُعد الحشد الشعبي من أنشط الجهات الساندة لفريق الجهد الخدمي والهندسي الحكومي، حيث أكد عضو الفريق وكيل وزير الكهرباء نزار قحطان التميمي، مطلع العام الحالي، إن الحشد الشعبي يمثل رأس الحربة بعمل الفريق.
وقال التميمي في بيان، إن “فريق الجهد الخدمي يعمل منذ فترة بحي الكوفة شرقي بغداد وإكمالنا شبكات الصرف الصحي والماء والكهرباء، واليوم آليات الحشد الشعبي تعمل على إكساء شوارع الحي”، مؤكدا إن “الحشد الشعبي يمثل رأس الحربة بعمل الفريق”.
وبسبب نشاط الحشد الشعبي الكبير، ورفض بعض الجهات لهذا الدور لعدم رغبتها بتوسيع قاعدة الحشد الشعبي الجماهيرية على حساب قواعدها، يواجه الفريق الحكومي بين الحين والآخر العديد من المضايقات والمعرقلات، ولعل آخرها ما حدث في "قطّاع صفر" بمدينة الصدر بتاريخ 21/9/2023.
وبعد مرور أقل من 24 ساعة على مباشرة الجهد الخدمي الحكومي بقيادة الحشد الشعبي أعماله الخدمية في مدينة الصدر بداية من (قطّاع صفر) قامت مجاميع مسلحة بمنع آليات العمل من الدخول إلى المنطقة.
مصدر حكومي أفاد بأن مجاميع مسلحة أقدمت على منع آليات الجهد الخدمي والهندسي من دخول أحد القطاعات في مدينة الصدر شرقي العاصمة بغداد لإعادة تأهيله.
وأبلغ المصدر، بأن تلك المجاميع منعت دخول الآليات من العمل في قطاع صفر بمدينة الصدر، والأهالي يضغطون من أجل السماح للآليات بتعبيد الشوارع وتحسين الخدمات الأساسية.
ولم يُشِر المصدر إلى الجهة التي تنتمي إليها تلك المجاميع، وسبب إقدامها على فعلتها تلك.
أهالي مدينة الصدر أبدوا امتعاضهم ورفضهم لتصرفات تلك المجاميع وطالبوا الحكومة بالتدخل لردعهم والسماح للجهد الخدمي بالعمل وتحسين واقع المدينة المُزري وخصوصا في بعض مناطقها التي تفتقر للخدمات الأساسية.
مدير مديرية التموين والنقل وممثل هيئة الحشد الشعبي لفريق الجهد الخدمي والهندسي الحكومي أعلن، انسحاب الجهد الخدمي من مدينة الصدر ولن يكون الحشد فتيلاً للفتنة.
وقال في تدوينة له: نعتذر من أهالي مدينة الصدر وخاصة في قطاع صفر، قررنا أن ينسحب الجهد الخدمي للحشد الشعبي حتى وإن كان وجوده معنيّ بالأعمال الخدمية، فنحن لن نكون فتيلاً للفتنة مهما كانت الأسباب، جئنا لخدمتكم وانسحبنا خوفاً عليكم.
مصادر محلية كشفت عبر عدة قنوات أحدها حساباتها الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعية هوية المسلحين الذين أقدموا على منع إيصال الخدمات إلى مدينة الصدر، مبينين بأنهم تابعون لسرايا السلام، الجناح المسلح للتيار الصدري.
وقال أحد المواطنين بأن القيادات الصدرية في مدينة الصدر يرون بأن أية أعمال تُقدم في المدينة ستوضح نقطتين أساسيتين، الأولى هي أن أبناء المدينة سيرحبون بأية جهة توصل لهم الخدمات وتساعدهم على تسهيل حياتهم، وهذا ما ترفضه تلك القيادات، خصوصاً إذا كان مقدم الخدمات تابعاً للحشد الشعبي وذلك بسبب العداء الأزلي من قبل التيار الصدري تجاه الحشد. والثاني فإن الناس سيتساءلون عن أسباب عدم وجود خدمات في مناطقهم على الرغم من سيطرة التيار الصدري على أغلب المفاصل الرئيسية في مدينة الصدر، وهل أن الحياة الصعبة التي يعيشها السكان هي نموذج يُراد له الاستمرار وقمع أية محاولة لتحسينه؟
أحد المعلقين كتب: الصدريون في مدينة الصدر "لا يرحمون ولا يتركون رحمة الله تنزل".