الخلافات تتفجر مجدداً داخل عشيرة صدام حسين.. تسريب صوتي لابن شيخ آل بو ناصر يتهجم فيه على صدام يُدخل العشيرة حالة إنذار.. آل عبد الغفور يُمجّدون الطاغية علناً و"يسحبون البيعة".. تعرف على التفاصيل
انفوبلس..
منذ تولي أحمد حسن البكر السلطة في العراق وهو من عشيرة "آل بو ناصر" وانتقالها إلى ابن عمه بالعشيرة صدام حسين بطريقة الانقلاب البارد، بدأت الخلافات تبرز وتتسع بين شيوخ العشيرة وبيوتها ولكن السطوة الديكتاتورية لصدام حسين خلال فترة حكمه حالت دون ظهور تلك الخلافات على الملأ، لكنها في الوقت ذاته عمّقتها أكثر وأوجدت العشرات من الخلافات الإضافية التي وصلت ذروتها بعد سقوط النظام عام 2003، حيث كان بعض أبناء عم صدام من عشيرته من أبرز المرحّبين بالقوات الأمريكية الغازية للبلاد.
خلال الآونة الأخيرة تفجرت خلافات جديدة بين بيوت العشيرة أدت بالبعض منهم إلى إعلان البراءة من شيخها "حسن الندا" وسحب بيعتهم له بسبب تسجيل صوتي انتشر لولده "فلاح حسن الندا" وشخص آخر يدعى "مناف علي ندا" وهم يذمون المقبور صدام حسين ويتجاوز على بيوت معينة في العشيرة بالقول: "كانوا فلاحين يعملون لدينا".
كما انتشر خبر مفاده تنفيذ حكم الإعدام بحق شخص يدعى "مقداد الصعب" بعد 16 عاماً قضاها في السجن، وهو أحد أبناء عشيرة آل بو ناصر والمتهم الرئيسي باغتيال شيخ العشيرة بعد السقوط وهو "محمود الندا" في عام 2006، والذي ذاع صيته بعد استقباله الأمريكان والترحيب بهم عند وصولهم إلى تكريت.
نبأ الإعدام وتسريب التسجيل الصوتي تسبب بغليان في بيوت عشيرة آل بو ناصر، حيث أصدر بيت "آل عبد الغفور" التابعة لعشيرة البيكات ضمن عشيرة آل بو ناصر بياناً أعلنت فيه "سحب البيعة" من حسن الندا ومجدّت فيه الطاغية صدام حسين بشكل علني.
آل عبد الغفور كشفوا في بيان عن اجتماع عقدوه وتمخض عنه ما يلي:
نظرا للسلوك غير المنضبط الذي تكرر مرارا من قبل فلاح حسن ندا ومناف علي ندا وتجاوزهم على رموز آل ناصر بصورة عامة والبيكات ومنهم آل عبد الغفور المتمثلة بشخص "الشهيد الرئيس" صدام حسين و"الشهيد" علي حسن المجيد بشكل مستمر على وسائل التواصل المتعددة لذا نحن آل عبد الغفور نعلن ونبين موقفنا الرسمي بعد تخاذل الشيخ حسن الندا باتخاذه الإجراءات الصحيحة والرادعة لكل من فلاح حسن ندا ومناف علي ندا لتجاوزهم سابقا وحاضرا لذا نقرر ما يلي:
1.إن حسن الندا الذي يشغل منصبه الاجتماعي الحالي بالمشيخة لم يعد يمثلنا بأي تثميل بالمحافل العشائرية والقبائلية والاجتماعية كافة.
2.سحب بيعة آل غفور لحسن الندا لمواقفه الركيكة والضعيفة تجاه المسيئين ولم ترتقِ إلى المستوى المطلوب ولأنه ليس أهلا لها.
3.هذا البيان لا يعني استيفاء حقنا العشائري لتلك التجاوزات الصادرة وسوف نلجأ الى الأعراف والتقاليد العشائرية لأخذ حقنا من المتجاوزين أياً كان وكل من يقف معهم او يؤيد سلوكهم سوف نقاضيه عشائريا.
4.على أفخاذ عشيرة البيكات أن يبينوا موقفهم الرسمي الواضح والصريح من تلك التجاوزات السابقة والحالية التي بُثت على شكل تسجيل هاتفي للمدعو فلاح حسن ندا وهو يستصغر أبناء عمومته بوصفهم بـ(الفلاحين لديهم).
5.يبقى آل عبد الغفور جزءا لا يتجزأ من قبيلة آل ناصر العريقة وعشيرة البيكات.
وبعد صدور بيان آل عبد الغفور، قام كل من "آل خطاب" و "آل حريمص" التابعين أيضاً لعشيرة البيكات ضمن عشيرة آل بو ناصر بإصدار بيانات مشابهة وبنفس النقاط، ما أدخل العشيرة بمنقطة نزاع كبيرة يمكن لها أن تتطور لمواجهات مسلحة أو اغتيالات متبادلة بين الأطراف المتنازعة بحسب مراقبين.
بيان آل عبد الغفور، جرى تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصاً في الأوساط التكريتية، حيث نشره مدون يدعى "العباس التكريتي" يدّعي في صفحته أنه نجل وطبان إبراهيم التكريتي (الأخ غير الشقيق لصدام حسين) والذي شغل منصب وزير الداخلية في العهد السابق.
"العباس" قال في صفحته بموقع "أكس" تعقيباً على بيان سحب البيعة: "حيو البوغفور، خطوة جبارة لم يجرؤ عليها أحد، عمامنا شيوخ البو خطاب نطالب نحن شباب البو خطاب شيوخنا بموقف واضح وصريح لا يقل عن قيمتنا العالية، اصبحت التجاوزات تطال كبيرنا زعيم الأمة صدام حسين، التسجيلات واضحة والتخاذل كارثي، كافي سكتنا عالهمرات الچانت تفوج بنصنا، اسحبوا مشيخة حسن الندا".
وفي المكالمة التي تسرب تسجيلها الصوتي، يتحدث فلاح حسن الندا عن حوادث سابقة خلال فترة مراهقة وشباب صدام حسين، ويقول إنه في إحدى المرات عندما كانت بعض بيوت العشيرة يعملون كفلاحين لدى بيت الندا، قام جده بكسر يد صدام حسين لأنه كان غير ملتزم بكلام والدته ولديه فرس يستخدمه للتجوال والتجاوز على الآخرين فقام جد فلاح بضربه وكسر يده لتأديبه.
وبحسب رواية الندا، فإن صدام حسين قام بعد أيام بالتهجم على جدته (زوجة من قام بكسر يده) وجرح يدها بآلة جارحة وقال لها إن هذا رداً على كسر يده من قبل زوجها، ولكنها قامت بإخفاء الموضوع في حينها لكي لا يتطور ويصل الأمر إلى قتل صدام حسين بسبب تهجمه على امرأة.
الندا وصف صدام حسين بـ"الشخص الحقود" خصوصاً وأن جده قام بمراضاته بعدما كسر يده واشترى له فرسا جديدا، لكنه بقي حاقداً وحاول رد ما جرى له لجدته.
يذكر أنه في عام 2018، وجه عدد من أقارب صدام انتقادات لما جاء في مذكرات حفيدته، حرير حسين كامل، بعد نشرها لمذكرات تخص العائلة تضمنت تفاصيل خلافات العائلة.
وأصدر وجهاء «فخذ آل عبد الغفور»، وهو الفخذ الذي ينتمي إليه صدام حسين ضمن قبيلة البوناصر، بيانا يهاجم مذكرات حفيدته، ويصفها بـ«الكذب والتدليس وتزييف الحقائق ومهاجمة شخصيات من آل عبد الغفور لغاية تريد حرير حسين كامل أن تصلها»، حسب البيان الذي انتشر على الصفحات الشخصية لبعض أقارب صدام، كما تم توزيعه على عدد من الصحف العراقية والعربية، ويقصـد البيان محاولة تبرئة حسين كامل من مسؤولية انشقاقه عن النظام.
وفي حديث صحفي قال أحد وجهاء فخذ آل عبد الغفور الناصري، إن أكثر ما أزعج أبناء العائلة هي التفاصيل الخاصة بحادثة انشقاق حسين كامل إلى حين مقتله، إذ قال المتحدث إن حرير حسين كامل «أرادت تبرئة والدها من تهمة الخيانة وفي الوقت نفسه أرادت تبرئة جدها صدام وعمّيها عدي وقصي من عملية قتله، وهذه أمور لا يمكن التوفيق بينها، من خلال ذكر معلومات مزيفة كما فعلت في كتابها».
وتحدث الوجيه العشائري من آل عبد الغفور عن تفاصيل تخالف ما ذكرته ابنة حسين كامل في مذكراتها، تخص إرسال وفود للتفاوض إلى العاصمة الأردنية عمان لمحاولة إقناع حسين كامل بالعودة، وقال إن جهود الوساطة العائلية من خلال إرسال أطراف من العائلة للقاء حسين كامل في الأردن ظلت متواصلة، رغم رفض حسين كامل للقائهم لعدة أشهر، واستهدفت هذه الوساطات تفادي ما حصل بعد ذلك من تطورات أدت لمقتله.
وكان عدد من كبار قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية في حكم صدام ينتمون لفخذ آل عبد الغفور، ومنهم جمال مصطفى السلطان الذي تولى ملف العشائر في السلطة العراقية، وهو زوج حلا بنت صدام حسين، وكذلك شقيقه كمال مصطفى السلطان أحد قادة الحرس الجمهوري، وكلاهما معتقل في سجون الحكومة العراقية، وكانا ضمن قائمة الـ55 التي أصدرتها الولايات المتحدة لأبرز المطلوبين من مسؤولي الحكومة العراقية السابقة.