الدوحة تشتعل بالأهازيج العراقية.. جماهير “أسود الرافدين” تخطف الأنظار في كأس العرب والعين على النجمة الخامسة

انفوبلس/..

في قلب العاصمة القطرية الدوحة، وتحديداً في إحدى الساحات المفتوحة التي تحولت خلال الأيام الماضية إلى ملتقى جماهيري نابض بالحياة، ارتفعت الأهازيج العراقية لتصبح محور الاهتمام في بطولة كأس العرب 2025. لم يكن الأمر مجرد تجمع بسيط لمشجعين ينتظرون مباراة منتخبهم، بل بدا أشبه باحتفال واسع رسم ملامح المشهد العربي في البطولة، حيث امتزجت الأصوات والطقوس والمشاعر، لتُقدّم الجماهير العراقية واحدة من أكثر اللوحات حيويةً منذ انطلاق المنافسات.

منذ ساعات الصباح الأولى، أخذت مجموعات كبيرة من المشجعين العراقيين تتجمع في الساحة القريبة من مناطق المشجعين الرسمية، رافعين الأعلام ومرددين هتافاتهم الشهيرة التي يعرفها كل متابع للكرة العراقية. “حيّوا العراقي… حيّوا”، هذه العبارة التي تُعد من أبرز الهتافات الوطنية في مباريات المنتخب، تحولت إلى نغمة مركزية ملأت المكان، وجذبت إليها عشرات المارة والزوار من مختلف الدول العربية الذين توقفوا للاستماع والمشاركة.

حضور لافت

الحضور العراقي كان لافتاً ليس في العدد فقط، بل في التنظيم العفوي وروح الحماسة التي ميّزتهم. فبينما كانت مجموعات من المشجعين تعبّر عن فرحتها بالرقص على الإيقاعات الشعبية، كان آخرون يصنعون دائرة كبيرة تتوسطها الأعلام، فيما سُمع صوت الطبل العراقي الذي اعتادت الملاعب العربية على سماعه في كل مناسبة كروية يشارك فيها “أسود الرافدين”. 

وما إن بدأت الهتافات ترتفع حتى انضم إليها مشجعون من دول عربية عدة، لا سيما من الخليج وبلاد الشام، حيث تفاعلوا مع الإيقاع العراقي السريع وتبادلوا الصور ومقاطع الفيديو مع الجماهير، التي لم تبخل في الترحيب بأي شخص اقترب منها.

مباراة السودان

ومع هذا الزخم الجماهيري، تتجه الأنظار في الساعة السابعة من مساء اليوم السبت نحو المباراة المرتقبة التي تجمع المنتخب العراقي بنظيره السوداني، ضمن منافسات الجولة الثانية للمجموعة الرابعة. 

ويدخل المنتخب الوطني المباراة متسلحاً بفوزه الأول على البحرين بنتيجة هدفين مقابل هدف واحد، وهي نتيجة وضعت “أسود الرافدين” في صدارة المجموعة برصيد ثلاث نقاط. هذا الانتصار منح اللاعبين دفعة معنوية كبيرة، ورفع سقف الطموحات الجماهيرية التي لا تخفي حلمها القديم الجديد: التتويج بلقب خامس يضاف إلى سجل العراق في البطولة.

أما المنتخب السوداني، الذي تعادل في مباراته الأولى مع منتخب الجزائر، فيدخل اللقاء برصيد نقطة واحدة، ويطمح لتحقيق فوزه الأول من أجل الإبقاء على حظوظه في التأهل. 

ويعتمد “صقور الجديان” على أسلوب لعب جماعي والتحامات بدنية قوية، الأمر الذي يجعل المباراة مواجهة تكتيكية مهمة للمدرب العراقي، خصوصاً في ضرورة السيطرة على وسط الملعب، وتحديدًا في الشوط الأول الذي غالبًا ما يشهد ضغطًا سودانيًا بهدف إرباك الخصم.

ويدرك المنتخب العراقي أن أي تعثر قد يضعه في موقف حرج في حسابات التأهل، خاصة أن المنافسة في المجموعة الرابعة تُعد من الأقوى، بوجود منتخبات تمتلك تاريخاً جيداً في البطولة. ولهذا، توجه المدرب العراقي في الأيام الماضية إلى تعزيز التركيز على العامل البدني، وتنويع الهجمات بالاعتماد على الأطراف التي تمثل نقطة قوة للمنتخب في هذه النسخة.

كما تعرض التدريبات الأخيرة أجواء عالية من الحماس بين اللاعبين، الذين أعلنوا عبر تصريحاتهم أنهم يسعون إلى تقديم أداء يليق بالجماهير العراقية التي رافقت المنتخب بأعداد كبيرة إلى الدوحة، فضلًا عن الملايين الذين يتابعون المباريات من داخل العراق وخارجه.

ويؤكد اللاعبون أن الدعم الجماهيري التاريخي الذي يحظون به يمثل “سلاحاً نفسياً” مهمًا يضاعف من عزيمتهم داخل الملعب.

وتكتسب مباراة اليوم أهمية مضاعفة بسبب الإرث التاريخي للعراق في البطولة، حيث سبق لأسود الرافدين أن توّجوا بأربع بطولات عربية (1964، 1966، 1985، 1988)، وهو رقم يجعلهم من أكثر المنتخبات العربية تتويجًا باللقب. ومع اقتراب الذكرى الأربعين لآخر تتويج عربي، يشعر الجمهور أن اللحظة باتت مناسبة لخطف “النجمة الخامسة” والعودة إلى منصات التتويج العربية من بوابة الدوحة.