الديوانية والفشل الذريع.. المحافظ السابق لم يكن السبب وميثم الشهد لم يغير الواقع رغم الميزانية الكبيرة.. أين الخلل؟
انفوبلس/..
تعاني محافظة الديوانية، من تهالك في البنى التحتية وعدم تطويرها منذ 20 عاماً، فضلاً عن اتهامات بالفساد تطال بعض مسؤوليها المحليين، إضافة إلى فشل الشركات التي تولّت ملف الخدمات هناك والتي تلكأت في إكمال مشاريعها على مدى الأعوام الماضية.
*محافظة منكوبة
يصف النائب باسم خضير الغرابي، الديوانية بالمدينة المنكوبة بسبب انهيار القطاع الخدمي.
وقال الغرابي، إنه "أطلق حملة (الديوانية مدينة منكوبة) بسبب تردّي القطاع الخدمي في مختلف مناطق مركز المحافظة، داعياً إلى اتخاذ إجراءات سريعة" تنقذ المحافظة من واقعها.
كما قالت الكاتبة والباحثة في قضايا حقوق الإنسان وداد الحسناوي، إن "الديوانية تعاني من الإهمال الحكومي الواضح من خلال الواقع الخدمي المُزري"، مبينة أن "أغلب الناس في المحافظة أعلنوا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أن المدينة أصبحت منكوبة ومعطّلة، هذه المدينة التي أعطت التضحيات والدماء الزاكية لتحرير العراق وهي تعجّ بالأيتام والأرامل ومن يسكنون المساكن "الهشّة" حيث إن بعض أحيائها لا تصلح للعيش الإنساني الكريم، بالأمس واليوم وهي تعاني من الإهمال، والبطالة، وسوء الخدمات".
*أسباب التردي
وتابعت الحسناوي، "الفقراء هم الأكثر تضرّرا حيث ينخفض معدل الالتحاق بالمدارس نتيجة الفقر وعمالة الأطفال، ناهيك عن صعوبة الوصول بسبب غرق الشوارع وحدوث وفيات بسبب الصعق الكهربائي الذي يحدث خلال الأمطار، كل ذلك بسبب الفساد والتعاقد مع شركات غير رصينة تُسهم بالخراب، وليس الإعمار لمدينة الديوانية، وعلى رئيس الوزراء وصُنّاع القرار والمعنيين برسم سياسات المحافظات، أن يتخذوا التدابير العاجلة لإنهاء معاناة الديوانية".
*زيارة السوداني
وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني قد أجرى، في 19/11/2022، زيارة إلى محافظة الديوانية، "للاطلاع على واقعها الخدمي والمعاشي".
وترأس السوداني اجتماعاً في مبنى محافظة الديوانية، خُصِّص لمناقشة الواقع الخدمي في المحافظة، بحضور وزراء الصحة والزراعة والمسؤولين المحليين. وقال، إن الديوانية "تتصدر المحافظات في نسب الفقر والبطالة، وفي ضعف النشاط الاقتصادي على مختلف المستويات"، مشيرا إلى أن زيارته ليست "خاطفة" بل زيارة عمل، تهدف إلى استعراض المشاكل ووضع الحلول والاستماع إلى المبادرات والمقترحات والخروج بتوصيات.
*سحب يد محافظ الديوانية
وبعد أيام من زيارته لها، أمر رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، بسحب يد محافظ الديوانية زهير علي الشعلان. وقال المكتب الإعلامي إن "ذلك جاء لوجود ملفات تحقيقية بحقه عن شبهات فساد إداري ومالي، يجري النظر بها من قبل المحاكم المختصة".
وقد كلّف السوداني مؤخراً، ميثم الشهد بمنصب المحافظ في الديوانية. وقالت مصادر مطلعة، إن "السوداني كلف الشهد بمنصب محافظ الديوانية بالاتفاق مع نواب المحافظة".
لكن الشهد هو الآخر، فشل حتى الآن بتغيير واقع المحافظة البائس.
يقول عضو مجلس سابق في محافظة الديوانية، رفض ذكر اسمه، إن "الأموال المخصصة لمحافظة الديوانية، ضمن قانون الأمن الغذائي والموازنة الثلاثية، تعتبر تخصيصات جيدة، كون المحافظة حُرمت في سنوات سابقة من حقوقها المالية".
ويردف كلامه، قائلاً، إن "موازنة الأمن الغذائي تُقدر ٤٧٠ مليار دينار وموازنة تنمية الأقاليم تزيد على ٦٥٠ مليارا، ناهيك عن المشاريع الوزارية والمركزية التي تُقر من العاصمة"، مشيراً الى أن "المشكلة لا تكمن في التخصيصات المالية، إنما تعود لسوء الإدارة والتخطيط من قبل الجهات المعنية في المحافظة".
ويضيف، إن "موازنة الامن الغذائي في عام 2022، لم تُنجز مشاريعها، وأغلبها لم تُحَل الى التنفيذ"، ويحمّل الحكومة المحلية مسؤولية الفشل في ذلك.
ويشير المتحدث الى، أن "الروتين المعقد واللامسوؤلية من قبل الموظفين والعاملين في المشاريع، قد حالا دون إنجاز هذه المشاريع في وقتها المقرر".
ويتابع: "كما أن هناك تلكؤا واضحا في طريقة ادارة المحافظة"، محمّلاً "قسم العقود في المحافظة مسؤولية عدم إحالة أغلب مشاريع الديوانية في موازنة الامن الغذائي. أما في ما يخص مشاريع الموازنة الثلاثية المقترحة، فهي ما زالت لدى الوحدات الإدارية، ولم يكتمل الى الآن استحصال موافقاتها، بالرغم من أن أغلب المحافظات باشرت رفعها الى وزارة التخطيط".
ويخلص المتحدث الى، أن "غياب الدور الرقابي لمجالس محافظات، سمح بتأخر المشاريع وعدم إنجازها. كما أن رقابة أعضاء مجلس النواب من ممثلي المحافظة، هي الأخرى معدومة تماما، ومرتبطة بمصالح حزبية وشخصية".