السعودية تواصل طائفيتها.. مرور 8 أشهر على اعتقال شاب عراقي لأنه صلّى على آل النبي ورفع صورة "الشايب"
انفوبلس..
منذ ثمانية أشهر، يقبع في سجون آل سعود بالمملكة العربية السعودية شاب عراقي يدعى "نور الدين زامل العكيلي" اختطفه الأمن السعودي من بين والديه العاجزين لا لشيء سوى لأنه رفع صوته بالصلاة على محمد وآل محمد وأظهر صورة صغيرة للشهيد أبو مهدي المهندس لتصويرها بهاتفه في المدينة المنورة قرب قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
وخلال الأشهر الماضية ناشدت عائلة المعتقل وأصدقاؤه الجهات المعنية بالتدخل لإنقاذ العكيلي من سجون آل سعود، ونشروا صورته ومعلوماته التي تفيد بأنه "من سكنة بغداد ويبلغ من العمر 21 عاما فقط، معتقل لدى السلطات السعودية منذ تاريخ 2023/11/27 والى يومنا هذا"، وأكدوا: "لم نرَ الحكومة تطالب به ولا وزارة الخارجية ولا هيئة الحج والعمرة تتحرك من أجله والسبب فقط لأنه التقط صورة تذكارية (لبروشر) صغير يحمل صورة الشايب في المدينة المنورة دون أن يبرزها أصلا".
وتساءلوا: "يعني المواطن إذا لم تنشر عنه صفحات التواصل الاجتماعي وتضج لأجله المواقع يُهمل بهذا الشكل ولا يسأل عنه أحد؟"، مضيفين إن "هذا المواطن لو كان من أي دولة خارجية وتم اعتقاله في العراق ألم تتحرك دولته لمعرفة مصيره وإنقاذه من السجن؟، ولو كان شخصية معروفة هل ستصمت الجهات المختصة أم ستتسابق لتصدر المشهد وتدّعي أنها التي أخرجته من السجن؟".
في اليومين الأخيرين، ظهرت والدة العكيلي بعدّة مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تناشد فيها الحكومة للتدخل وإنقاذ ولدها، وقالت: "ولدي ذهب معنا إلى العمرة أنا ووالده بسبب عجزنا حيث إن والده فاقد البصر وأنا بكلية واحدة، وفي المدينة المنورة قال اللهم صل على محمد وآل محمد وأخرج صورة صغيرة للشهيد أبو مهدي المهندس لتصويرها في هاتفه"، وتساءلت: "هل نحن في حرب مع السعودية؟ إن كان الأمر كذلك فأخبرونا كي لا نذهب إليها".
وناشدت رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني للتدخل والضغط من أجل إطلاق سراح ولدها من معتقلات السعودية.
وفي مقطع فيديو آخر خاطبت والدة الشاب المعتقل جميع أبناء المقاومة وقالت: "ولدي تم اعتقاله بسبب رفعه صورة (الشايب) وأنتم أولاد الشايب"، وأضافت إحدى أقاربه في الفيديو وقالت "أملنا بالحشد الشعبي الذي لولاه لما بقينا هنا في العراق بالتدخل وإنقاذ الشاب من السجن".
وتعتبر السلطات السعودية موسم الحج ومواسم العمرة فرصة ثمينة لاعتقال جميع من يخالف توجهاتها وتعد عملية اعتقال الشاب نور الدين العكيلي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في ظل قمعية السلطات السعودية من جهة، واضطرار المسلمين من كل بقاع العالم للذهاب إليها لتأدية فريضة الحج أو مناسك العمرة.
ولم تكن حادثة الخطف الأولى التي يتعرض إليها عراقيون خلال الفترة الأخيرة، حيث قامت السلطات السعودية أثناء تأدية مناسك الحج، باعتقال المحلل السياسي عماد المسافر، والحاج وليد الشريفي وغيرهم لأسباب طائفية وسياسات عدائية يتبعها نظام المملكة.
وبالرغم من تكرار حالات الاختطاف من قبل قوات سعودية، فقد شهدت السفارة العراقية في السعودية، غيابا تاما لدورها في متابعة تلك القضايا التي تدخل في صلب مسؤولياتها وعملها، وأثار غياب السفيرة العراقية في الرياض صفية السهيل، الاستغراب، حيث تساءل مواطنون عراقيون، عن غياب دورها في حادثة الاختطاف لمواطني بلدها هناك.
واعتبر عضو مجلس النواب محمد الزيادي، في وقت سابق، اعتقال عراقيين من قبل السلطات السعودية، مخالفاً للقانون وسابقة خطيرة كونه يؤدي مناسك الحج، مشيرا الى أن أعضاء مجلس النواب خاصة المتواجدين في السعودية يتابعون مع سفيرة العراق لأجل إطلاق سراحهم.
وقال الزيادي، إن "قضية اعتقال المحلل السياسي عماد المسافر في السعودية وهو يؤدي مناسك الحج سابقة خطيرة، حيث إن اختلاف الآراء لا علاقة له بأداء شعائر الحج". مبينا، إن "مكة والمدينة ليستا مُلكاً للسعوديين بل لكل المسلمين في أنحاء العالم".
وأضاف، إن "كافة أعضاء مجلس النواب المتواجدين في السعودية متواصلون مع السفارة العراقية في الرياض، لأجل تحرك السفارة نحو إطلاق سراحه"، داعيا "السلطات السعودية الى الابتعاد عن السلوكيات السياسية ومواقف وآراء الآخرين خلال أداء مناسك الحج".
ولم تقدم السفيرة صفية السهيل، أي دور فاعل في متابعة القضايا المتعلقة باعتقال الحجاج العراقيين، المتواجدين في السعودية أثناء تأديتهم لمناسك الحج.
السفيرة العراقية في السعودية، صفية السهيل، ظهرت في تصريح صحفي، حاولت فيه تبرير جريمة اختطاف الحجاج العراقيين هناك، حيث أشارت الى أن بعضهم لديه نشر سابق في السوشيال ميديا تُجرّمه المملكة السعودية.
السياسة السعودية تجاه حجاج العراق، وبدوافع طائفية واضحة، باتت ظاهرة مستدامة لم تتغير، برغم تبجّح المسؤولين فيها بحسن العلاقة مع بغداد.
ويشير مراقبون للشأن السياسي، لعملية خطف تمارسها السلطات السعودية، منتهكةً حرمة الحج والأمان الذي أعطته من خلال إعطاء تأشيرة دخول للملكة، وبهذا هي تخالف الشريعة الإسلامية والقانون الدولي.
وأضاف المراقبون، إن "عملية الخطف جرت من الفندق وبدون أي إخطار او إبلاغ لهيئة الحج، لأن هيئة الحج والعمرة العراقية، هي المسؤول الأول عن أمن وسلامة الحجاج العراقيين، وتتحمل السلطات السعودية سلامتهم وعودتهم سالمين".
وتساءل مغردون في مواقع التواصل الاجتماعي، عن غياب دور السفيرة صفية السهيل في السعودية، مع أبناء البلد الذين يُعتقلون دون وجه حق بتهم واهية في المملكة، وانشغالها بصفقات النفط والعمولات التي تأتي إليها من هذه الصفقات.
يذكر أن صفية السهيل، هي إحدى ثمار سياسة المحاصصة السياسية، وكانت نائب في الكتلة السياسية التي يترأسها إياد علاوي في البدايات، ثم أصبحت سفيرة في عدة دول منها الأردن والفاتيكان وحالياً بالسعودية.
عاشت حياتها بين لبنان والأردن، عراقية بالاسم فقط ولهجتها لبنانية صرفة ولا تتقن اللهجة العراقية بشكل جيد، ولم تُقِم بالعراق حتى في فترة وجودها في مجلس النواب.