السيد داغر الموسوي في سطور.. مَن هو؟ وهل اقتبس صباح عطوان شخصية سيد مرهج في مسلسل "أمطار النار" منه؟
انفوبلس/ تقارير
تمرُّ علينا اليوم الذكرى السنوية الخامسة لشهادة مجاهد الأهوار الكبير السيد داغر الموسوي، آمر اللواء السابع (المنتظر) في الحشد الشعبي، والذي يُعد من أهم قادة الفتوى وفرسانها من الذين لبَّوا فتوى الجهاد دفاعا عن مدن العراق من التنظيم الإرهابي. انفوبلس سلّطت الضوء على هذه الذكرى وفصّلت سيرة الشهيد العطرة، وهل اقتبس صباح عطوان شخصية سيد مرهج في مسلسل "أمطار النار" منه.
*مَن هو؟
داغر جاسم كاظم شبيب الموسوي، قائد عراقي كبير ويُعد من أبرز المعارضين لنظام البعث المُباد وخصوصاً موقف الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988). شغل منصب الأمين العام لحركة سيد الشهداء المنضوية تحت قائمة التحالف الوطني والتي تغير اسمها إلى حركة الجهاد والبناء. ثم شغل منصب آمر اللواء السابع في الحشد الشعبي إبّان فتوى الجهاد الكفائي.
*سيرته الجهادية
كان الشهيد من أبرز المقاومين الذين قارعوا نظام البغي الصدامي إبان الحقبة العفلقية المظلمة التي جثمت على صدر الشعب العراقي طيلة أربعة عقود من الزمن حيث قاد العمليات البطولية في أهوار العراق حيث شهدت تهولها وأقنيتها صولة هذا الرجل الهاشمي البصري ضد أزلام الطغمة البعثية الباغية.
يُعد السيد داغر الموسوي من الرجال المخلصين الذين واكبوا الخط الجهادي لسماحة المرجع الشهيد أية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (رضوان الله عليه) ومن المقربين منه .
لبَّى نداء الجهاد وفتوى المرجعية الدينية العليا للدفاع عن أرض الوطن، وعُرِف بشجاعته وحبه للعراق.
وفي تاريخ 26 يونيو 2014 أسس اللواء السابع – لواء المنتظر- المنضوي تحت إمرة قيادة الحشد الشعبي ليكون آمراً له حتى وفاته بحادث سير على طريق ذي قار - البصرة بتأريخ 16 فبراير 2019، وحققت قيادته للواء السابع انتصارات مهمة في عمليات تحرير مناطق جرف النصر في محافظة بابل، واليوسفية الواقعة جنوب العاصمة بغداد، والنباعي ومكيشيفة وسامراء وفك حصار مدينة بلد في محافظة صلاح الدين، ومحاصرة وتطويق مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين، ومنطقة الحضر في محافظة نينوى، ومسك الأرض في منطقة الحدود العراقية السورية، إضافة إلى بسط اليد على منطقة الثرثار الحيوية في محافظة الأنبار.
*مجاهد الأهوار الكبير
يُعرف الشهيد القائد بأنه مجاهد الأهوار الكبير، حيث انضم الشهيد القائد في الثمانينيات إلى فيلق 9 بدر المناوئ للنظام البعثي آنذاك أو ما يُعرف بمنظمة بدر في منفاه بإيران ليعمل مع رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق آية الله السيد محمد باقر الحكيم أواسط الثمانينيات، وكان يتردد بين المناطق الحدودية في مناطق الأهوار ما بين إيران والعراق وتحديدا ضمن حدود مسقط رأسه بمحافظة البصرة، وقد تعرض للملاحقة من أجهزة البعث ما جعله يذهب متخفياً لفترة في محافظة كربلاء المقدسة، وبعد اندلاع الانتفاضة الشعبانية عام 1991 شارك فيها. ومع قمع حكومة البعث للانتفاضة عاود الرجوع إلى إيران والعمل ضمن المعارضة مجدداً ضد حكومة المقبور صدام آنذاك.
*رحلته من الأهوار إلى كربلاء المقدسة
بعد جفاف الأهوار، انتقل مقر قيادة عمليات السيد الشهيد داغر الموسوي إلى محافظة كربلاء المقدسة وعزا ذلك الأمر خلال مقابلة سابقة له إلى عدة اعتبارات.
يؤكد الشهيد السيد داغر الموسوي، أن اختيار محافظة كربلاء كمركز له ولسيد الشهداء بعد جفاف الأهوار أتى لكون المدينة مقدسة ويتوافد عليها ملايين الزائرين ولذلك كانت هناك سهولة في التخفي بينهم.
أيضا يعزو الشهيد الموسوي الانتقال إلى كربلاء إلى سبب آخر، وهو كثرة البساتين في المدينة والتي كانت توفر غطاءً للمجاهدين لتنفيذ عملياتهم ضد قوى الشر التابعة للنظام المباد.
*عملياته ضد الأجهزة القمعية ودوره في الانتفاضة الشعبانية
لقد عُرف السيد داغر الموسوي بدوره البطولي في مقارعة النظام المباد، حيث شكّل خلال الانتفاضة الشعبانية عام 1991 خلايا قتالية لمقارعة الأجهزة القمعية، وتمكن رفقة المجاهدين معه من تكبيدها خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات.
ويؤكد السيد داغر، أن من أبرز العمليات التي أوجعت البعثيين، هي إقدامه ومجاهديه بتدمير الحفارة الوركاء التي كانت تستعد لتجريف الأهوار، فضلا عن عمليات صد الهجوم الكيمياوي في الـ1993، مؤكدين تكبيد البعثيين خسائر كبيرة في وقتها.
*انخراطه في صفوف الحشد الشعبي
واصل القائد الشهيد السيد داغر رحلته الجهادية حتى مع سقوط النظام البعثي، وكان له دور بارز في عمليات التحرير عقب اجتياح عصابات داعش البلاد.
يؤكد السيد داغر، أن تشكيل لواء المنتظر جاء بعد الفتوى المباركة للسيد السيستاني، حيث تم التحول الى العمل الجهادي بالكامل وانخراطه في صفوف الحشد الشعبي لدحر الجماعات الإرهابية.
ويضيف الشهيد الموسوي، لقد استجاب لنا آلاف الشباب خلال إعلاننا تشكيل لواء المنتظر، لكن ضعف قدرات الدولة آنذاك حال دون التحاق العديد منهم.
ويقول الشهيد السيد داغر الموسوي، إن أول قاطع استلمه بعد تشكيله اللواء المنتظر كان قاطع اليوسفية وتحديدا في عرب جاسم التي تقع جنوب بغداد حيث كانت داعش الإرهابي قد وصلت هناك بالفعل.
وأشار السيد الموسوي آنذاك، "لقد مسكنا خطا معقدا يضم بساتين كثيفة ولو تمكن داعش من عبوره لوصلوا الى قلب بغداد خلال نصف ساعة، لكننا كنا بالمرصاد وأفشلنا جميع محاولات التقدم صوب العاصمة".
ويؤكد الشهيد الموسوي، أن لواء المنتظر أعطى في هذا الخط فقط 17 شهيدا وأكثر من 70 جريحا، لكنه تمكن بذات الوقت من دحر وإفشال جميع محاولات داعش بالتقدم نحو بغداد.
*الشهيد سيد داغر ومسلسل أمطار النار
يعتبر مسلسل أمطار النار من أضخم الأعمال الدرامية العراقية على صعيد الملحمة التأريخية من حيث المضمون ومواقع التصوير وعدد الممثلين والإمكانيات المالية التي دعمت هذه التجربة الهامة في تأريخ الدراما العراقية.
كتب المسلسل صباح عطوان وأخرجه هاشم أبو عراق بعد اعتذار المخرج عزام صالح عن الاستمرار لأسباب (صحية) وقام بأدواره الرئيسية عواطف السلمان وميمون الخالدي وكاظم القريشي وعبد الجبار الشرقاوي وعبد الرزاق سكر.
وما يشدّ المشاهد في المسلسل هو تلك الرمزية الرائعة التي تلبّست ذاكرة الكاتب لتصوغ تماهيا رائعا بين جهادية المقاومة والكفاح المسلح والإرث العراقي الحافل بتلك الجهادية وبين رموز العمل الذين هم شخوص واقعيون عاشوا فترة معينة بل كانوا ضحايا مرحلة سياسية من تاريخ العراق الحديث وبين شخوص ملأت التاريخ عطرا جهاديا.
لقد أراد الكاتب أن يضع الجميع أمام تماس تاريخي من نوع آخر، فأعطى الكاتب عطوان شخصية (سيد مرهج) ابن الأهوار إيحائية رائعة ومتماهية مع شخصية الإمام الحسين (ع) التاريخية كأنما يريد أن يؤكد بأن واقعنا السياسي لم يتغير وإنما يتجدد بنفس الوتيرة ومن خلال تداعياته تبرز الأنياب التي تلتهم دائما الفقراء والأبرياء بلا هوادة، فكربلاء الحسين وتجفيف الأهوار هما جريمتان لا يمكن لطبيعة التاريخ ومساحتها الزمانية أن تغير شيئا من واقع المأساتين فالحزن ذاته والظلم ذاته وقوة الإرادة والنضال والجهادية ذاتها بل إن اللحظات الأخيرة استحضرت الموقف والإصرار وهي تستقبل الموت كولادة يرسم مسيرة طريق جديد للتحرر.
يؤكد بعض المتابعين والنقاد، أن الكاتب صباح عطوان أجاد بكتابة المسلسل بل إنه اقتبس شخصية سيد مرهج فيها من شخصية السيد المجاهد داغر الموسوي نظرا للشبه الكبير بين الأدوار المقدمة، فسيد داغر هو مجاهد الأهوار الكبير وما عرضه الكاتب ما هي إلا ملاحم بطولية في الأهوار فضلا عن تجسيد "سيد مرهج" لشخصية شبيهة بشخصية السيد داغر وهو ما ذهب برأي النقاد إلى أن عطوان اقتبس تلك الشخصية من الشهيد المجاهد السيد داغر الموسوي.