الشعب الكردي يتحدى "القمع والترهيب" ويتوعد بتظاهرات عارمة في الإقليم
انفوبلس/..
لم تفلح محاولات حكومة إقليم كردستان وأحزاب السلطة، بإسكات وقمع أصوات الشعب الكردي المنادي بالتغيير، واقالة الفاسدين ومحاسبتهم، وايقاف عمليات الفساد والحد منها، وتوزيع الثروات على أبناء الشعب الكردستاني بشكل عادل ونزيه، بعد أن لوّحت أوساط شعبية وسياسية بإعادة الاحتجاجات خلال الأيام القليلة المقبلة، مؤكدين عدم خشيتهم من عمليات القمع الذي مُورس بحقهم من قبل القوات الأمنية التي قتلت واعتقلت العشرات من المحتجين خلال التظاهرة السابقة والتي تم اجهاضها بالقوة.
وحملت التظاهرات الأخيرة التي انطلقت في الأسبوع الماضي وجابت عدداً من مدن الإقليم، مطالب عدة أبرزها محاسبة الفاسدين وانهاء حكم العوائل الكردية (البارزانية والطالبانية) فضلاً عن تحديد موعد للانتخابات، بعد أن يتم تشريع قانون جديد، بدلاً من السابق الذي وصفوه بأنه السبب بتمادي وزيادة نفوذ الأحزاب الحاكمة، وبالأخص الحزب الديمقراطي برئاسة مسعود البارزاني، إلا أن ذلك لم يكن ضمن مسمع ومرأى الأحزاب، التي تنصّلت عن تحقيق كلا المطلبين.
وكشف عضو حراك الجيل الجديد ريبوار محمد، عن عودة قريبة للتظاهرات بمدن إقليم كردستان، مؤكداً انها “لن توقفها الانتهاكات والتعدي السافر ومحاولة إسكات الأصوات المطالبة بحقوقها” حسب قوله.
وكتب ناشطون أكراد على مواقع التواصل الاجتماعي قولهم، “إذا اعتقدت أحزاب السلطة الحاكمة في كردستان، انها استطاعت إيقاف التظاهرات وإنهائها، عبر سياسة الاعتقالات والتجاوز وتخويف الناشطين واستخدام التهديد والقوة المفرطة، فهي واهمة جدا”.
وعملت القوات الكردية خلال التظاهرات السابقة على اعتقال العشرات من الصحفيين والناشطين بسبب مشاركتهم وتغطيتهم للتظاهرة.
ولوّح القيادي في حراك الجيل الجديد صلاح داود، بالعودة الى التظاهرات في حال قيام الأحزاب الكردية بالاتفاق على قانون انتخابات في الإقليم غير منصف.
وقال داود، في تصريح صحفي إن الجيل الجديد يراقب الأوضاع، وفي حال لم تجرِ الانتخابات بموعدها المقرر سيكون لنا حديث آخر. وأضاف، أنه لن نقبل بمحاولة اختطاف السلطة مرة أخرى من خلال قانون الانتخابات الحالي وسنعود للتظاهر بالوقت المناسب.
بدوره، أكد أستاذ العلوم السياسية الدكتور محمد الخفاجي، أن الشعب الكردي عانى ومازال يعاني من الوضع المأساوي الذي يعيشه، بسبب فساد أحزاب السلطة واستحواذها على جميع موارد الشعب وقوته، وهذا الأمر قد جعل من الشعب لا يبالي من عمليات القمع الممنهج بحقهم.
وقال الخفاجي، في تصريح صحفي: “هناك أوساط اكاديمية وشعبية لا تبخل بأي دعم يُقدم للتظاهرات، وهذا ما ستعجز عن مواجهته أحزاب السلطة وأجهزتها القمعية”.
وأضاف، أن ما تسبب باستمرار القمع والاعتقالات والقتل بحق الناشطين الكردستانيين، هو السكوت عليه من قبل الأمم المتحدة، التي سخّرت تقاريرها الكاذبة المزيفة على العراق خلال تظاهرات تشرين الأول 2020 الماضي في محافظات الوسط والجنوب.
جدير بالذكر، أن حكومة المركز برئاسة مصطفى الكاظمي، هي الأخيرة قد تنصلت عن التدخّل أو التعبير عن دعمها للشعب الكردي في تظاهراته السلمية، ضد أحزاب السلطة والفساد المالي والإداري.