العراق يتحرك نحو "الكود الزلزالي" فهل يُنذر ذلك بمستقبل خطر؟.. انفوبلس تستعرض التفاصيل
على الجميع الالتزام به في البناء
العراق يتحرك نحو "الكود الزلزالي" فهل يُنذر ذلك بمستقبل خطر؟.. انفوبلس تستعرض التفاصيل
انفوبلس/..
يتجه العراق لإنجاز الكود الزلزالي الخاص به، ليساعد ذلك في عمليات البناء الحديث والأبنية الجديدة، وسوف توزع على مؤسسات الدولة كافة بمجرد مصادقة وزارة التخطيط الخرائط الزلزالية.. فما هو هذا الكود؟ وكيف يجب الالتزام به من الجميع في البناء؟ وهل ينذر بمستقبل زلزالي خطير؟
*الكود الزلزالي
والكود الزلزالي هو مجموعة من القوانين والأنظمة والاشتراطات التي تُصنف المباني المُقاومة للزلازل.
ويلجأ العلماء إلى مراقبة نشاط صفائح الأرض عبر احتساب "الكود الزلزالي"، وهو عبارة عن أبحاث معمقة لحالة طبقات الأرض والصِدام بينها.
وتحدد نتائج الكود مواقع إنشاء السدود وإنتاج النفط، وتأسيس المدن والأبنية بصيغة تقلل أضرار الزلازل.
*العراق يتحرك
وأنهت الهيئة العامة للأنواء الجوية، الخرائط الزلزالية الخاصة بالعراق، وتنتظر مصادقة وزارة التخطيط عليها، من أجل اعتمادها في البناء الحديث مستقبلاً، مبينة أنها شكلت لجاناً لإنجاز الكود الزلزالي الخاص بالبلاد.
وقال مدير إعلام الهيئة عامر الجابري، في حديث للصحيفة الرسمية، إن "الهيئة تعمل على (الكود) الزلزالي وشكّلت لجاناً بهذا الشأن، وهنالك تصاميم لخرائط زلزالية تم إرسالها لوزارة التخطيط للمصادقة عليها ليكون هنالك (كود) زلزالي يساعد في البناء الحديث والأبنية الجديدة، وسوف توزع على مؤسسات الدولة كافة".
وأضاف، "كما تعمل الهيئة من خلال اللجان بخصوص الموديلات التنبؤية الجوية التي تنفرد بحالة العراق في الفترة المستقبلية، خاصة أن العراق يعتمد على التنبؤات والموديلات العددية مع المركزين الأوروبي والأميركي".
وبيّن، أن "ارتفاع درجات الحرارة لا يؤثر في حدوث الهزات الأرضية، وأن العراق يقع ضمن الخط الزلزالي الحدودي الذي يربط بين الجارتين إيران وتركيا".
*الأجهزة المستخدمة في الرصد الزلزالي
ويعتمد العراق على 3 أنواع من الأجهزة المستخدمة للرصد الزلزالي، لكن هيئة الأنواء الجوية أكدت إبرام عقد مع شركة أميركية يتضمن إنشاء 11 محطة رصد زلزالي حديثة.
وقال مدير إعلام الأنواء عامر الجابري، في 12 شباط 2023، إن "العراق يمتلك شبكة رصد زلزالي تضم ست محطات رسمية تابعة لوزارة النقل وتقع في بغداد وكركوك والموصل وذي قار وواسط، فضلاً عن محطة الرطبة المتوقفة عن العمل بسبب الأضرار التي تسبب بها داعش".
وأوضح الجابري، أن "الزلازل تُقاس بأجهزة تسجل الترددات الناجمة عن زلزال أو انفجار أو أي ظاهرة أخرى تهز الأرض"، مبيناً أن "الجهاز يقوم بترجمة الحركة إلى موجات كهربائية يتم معالجتها وتسجيلها".
وأكد، أن "المحطات الزلزالية العراقية تضم ثلاثة أنواع من الأجهزة أولها جهاز قياس الترددات واسعة الطيف "Broad band"، والنوع الثاني هو جهاز قياس الترددات العالية أو الحقلية "Mini band"، أما الثالث فهو جهاز قياس الهزّات العنيفة "Strobing motion"، موضحاً أن "هذه الأجهزة تستخدم لقياس شدة الزلازل بعد حدوثها".
وكشف الجابري، أن "هيئة الأنواء أبرمت عقداً مع شركة "كينامتركس" الأميركية لاستحداث 11 محطة رصد زلزالي جديدة في عدة مدن عراقية منذ نحو شهر"، لافتاً إلى أن "المحطات الجديدة ستتضمن أجهزة حديثة ومتطورة في عملية قياس الهزات الأرضية".
وأضاف، أن "الشركة الأميركية ستباشر بتنفيذ المحطات خلال الأسابيع المقبلة، وستتكون من 4 أجهزة قياس ترددات واسعة الطيف، و6 أجهزة لقياس الترددات الحقلية، والأخير لقياس الهزّات العنيفة".
وأجاب الجابري عن إمكانية حدوث زلزال في العراق قائلاً: "الاحتمالية موجودة لأن التصادم مع الصفيحة الإيرانية قائم من جهة الشرق، ومع الصفيحة الأناضولية شمالاً أيضاً، محدداً عدة مدن عراقية على خط الخطر وهي أربيل وديالى والكوت وميسان"،
لكنه أشار إلى أن "الصفيحة العربية هادئة حالياً واحتمالية حدوث الزلازل ضعيفة جداً".
*تعاقد إضافي مع شركات محلية
وفي 12 شباط 2023، أعلنت هيئة الأنواء الجوية والرصد الزلزالي، التعاقد مع إحدى الشركات المحلية لشراء 28 محطة حديثة للرصد الجوي ذات منشأ فنلندي.
ونقلت الصحيفة الرسمية، عن مدير إعلام الهيئة عامر الجابري، إن "الشركة نظمت دورات تأهيلية وتدريبية للملاكات الهندسية وموظفي الرصد لمدة أسبوع في الموصل، لتشغيل هذه المحطات".
وأضاف، أن "الأجهزة تم شراؤها ضمن مرحلة ثانية، إذ أصبح مجموع المحطات 33 محطة"، مبيناً أنها "ستسهم في توفير سجل بيانات مناخي لجميع المحافظات وتشكل مصدراً للمعلومات، كما ستساعد المتنبئ الجوي في إصدار التنبؤات أو التحذيرات المبكرة في الحالات الجوية القاسية بأقصى سرعة".
وبيّن الجابري، أن "جميع المحطات ترتبط بشبكة متكاملة لجمع البيانات على مدار الساعة في ذاكرة خاصة، واستخراجها وتدقيقها وتصنيفها واستخدامها في عملية التنبؤ الجوي للطقس والدراسات المناخية".
وأوضح، أن "الهيئة سبق أن باشرت كمرحلة أولى بنصب خمس محطات حديثة للرصد الجوي بمواصفات عالية بالتعاون مع شركة (بايزلا) الفنلندية، إذ تم نصبها في هيت وتكريت وتلعفر والموصل والرمادي، وتم خلال اليومين الماضيين تسلمها بشكل أولي بعد فحصها وتسجيلها"، مضيفاً أن "المحطات تأتي ضمن مشروع قرض البنك الدولي، وتم إنجازها بمرحلتين إحداهما إنشاء المحطات والأخرى تجهيزها".
*هل يطبق العراق الكود الزلزالي في التصاميم العامودية؟
بعد الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال غربي سوريا وحصد أرواح عشرات آلاف الضحايا، باتت الزلازل هاجسا مخيفا لدى العراقيين، لا سيما مع إحساس سكان المدن الشمالية بالهزات الأرضية الارتدادية وتساؤلاتهم عن وضع المباني والأبراج السكنية التي تزايدت وتيرة إنشائها بعد عام 2003.
وكتب المهندس الاستشاري والخبير الاقتصادي يعقوب الخضر، على تويتر مخاطبا وزير الأعمار والإسكان والبلديات: "حسب علمك، هل يطبق الكود الزلزالي Seismic Code في التصاميم الانشائية للمباني العامودية المرتفعة في العراق؟، وهل هناك من جهة رسمية تقوم بمراجعة تلك التصاميم الانشائية والمصادقة عليها؟، وهل تحضر أطراف من تلك الجهة عمليات الصب للتأكد؟".
ويقع العراق على الصفيحة العربية الملاصقة لكل من الصفيحة الإيرانية وصفيحة الأناضول، حيث تتأثر على مدار العام بالهزات الأرضية كما الحال في مدن السليمانية ومندلي وخانقين ومناطق أخرى وهي الأكثر تعرضا للهزات من غيرها من المدن مع محاذاتها للصفيحة الإيرانية الشرقية.
ويتطلّب بناء المجمعات السكنية في العراق الحصول على موافقات قطاعية من عدة جهات حكومية، أبرزها الهيئة العامة للإسكان التابعة لوزارة الإعمار والإسكان، إضافة إلى موافقة وزارة البلديات والهيئة الوطنية للاستثمار وأمانة بغداد وغيرها من الجهات الأخرى.
ويتحدث مهندسون عراقيون عن أن طريقة البناء العراقية لا تُؤخذ بالحسبان، احتمال الضربات الزلزالية لأنها نادرة الحدوث في العراق متوقعين أنه لو حصل ذلك فستكون الأضرار جسيمة.