العراق ينجز الربط الكهربائي مع تركيا والأردن.. حصة الأسد للرطبة والإقليم فماذا عن الوسط والجنوب؟
انفوبلس/ تقارير
بعد الربط مع الأردن الذي دخل حيز التنفيذ في أواخر آذار الماضي، دخل الربط الكهربائي بين العراق وتركيا حيز التنفيذ أيضا صباح اليوم الأحد، حيث سيغذي الربط الأول أحمال منطقة الرطبة القريبة من الحدود مع المملكة الهاشمية، بينما ستستخدم كهرباء الثاني لـ3 مناطق شمال العراق، وهذه أبرز المخاوف الحقيقية من بقاء كهرباء الوسط والجنوب على حالها بينما ستكون كهرباء "الرطبة والإقليم" دون انطفاء تقريبا. فما هي تفاصيل "الربطين"؟ وما الذي سيتغير من واقع الإنتاج؟
افتتاح مع الأردن قبل تركيا
قبل الخوض في تفاصيل الربط الكهربائي بين العراق وتركيا والذي دخل حيز التنفيذ صباح اليوم الأحد، ينبغي التذكير بالربط مع الأردن والذي دخل حيز التنفيذ في الـ31 من آذار الماضي.
مدير عام شركة الكهرباء الوطنية في الأردن أمجد الرواشدة، ذكر أن "الخط سيكون مشتركا بين محطتي الريشة الكهربائية الأردنية ومحطة الرطبة العراقية، على جهد 132 كيلو فولت، لتغذية أحمال منطقة الرطبة القريبة من الحدود مع الأردن".
ووقع الأردن والعراق في فبراير/ شباط الماضي وثيقة لتزويد الجانب العراقي بالطاقة الكهربائية، بقدرة 40 ميغاواط في المرحلة الأولى.
كما وقع البلدان مذكرة تفاهم في ديسمبر/ كانون الأول 2018، للتعاون في مجال الكهرباء وإنشاء شبكة ربط كهربائية.
وفي سبتمبر/ أيلول 2020، وقع البلدان عقد بيع الكهرباء، من خلال إنشاء خط نقل هوائي كمرحلة أولى يربط محطة تحويل الريشة في الجانب الأردني، ومحطة تحويل القائم في الجانب العراقي بطول 6 كلم شرق الأراضي الأردنية و330 كلم غرب الأراضي العراقية.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول من العام ذاته، وضع رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة، ونظيره العراقي آنذاك مصطفى الكاظمي، حجر أساس لمشروع ربط كهربائي بين البلدين.
الربط مع تركيا
بعد التذكير بالربط مع الأردن، لنأتي الآن إلى الربط مع تركيا، حيث أفتتح رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم الاحد، مشروع خط الربط الكهربائي العراقي– التركي.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، في بيان مقتضب ورد لشبكة انفوبلس، أن "رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، افتتح اليوم مشروع خط الربط الكهربائي العراقي– التركي".
تفاصيل الربط مع تركيا
بالحديث عن تفاصيل الربط الكهربائي مع تركيا، أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم الأحد، أن الربط العراقي التركي يعد خياراً استراتيجياً للطاقة مستقبلاً، فيما أشار إلى موعد إنجاز الربط الكهربائي الخليجي.
وقال مكتب السوداني في بيان، إن "رئيس الوزراء ثمّن خلال افتتاح مشروع خط الربط الكهربائي العراقي– التركي، الجهود المبذولة من قبل طواقم وزارة الكهرباء، لاسيما العاملين في الشركة العامة لنقل الطاقة الكهربائية/ المنطقة الشمالية، في استكمال هذا المشروع المتلكئ منذ عام 2004، بعد أن أُنجز بعمل متواصل في تشييد محطات ثانوية، وخطوط ناقلة، والتفاهمات مع الجانب التركي".
وأشار السوداني، إلى "أهمية إقامة ربط يمتد إلى الشبكة التركية، ومنها إلى الجانب الأوروبي، وهو ما يعد خياراً استراتيجياً للطاقة مستقبلاً، ويأتي ضمن رؤية البرنامج الحكومي للربط مع دول الجوار، تمهيداً إلى الربط قبل نهاية هذا العام مع هيئة الربط الكهربائي الخليجي، ليستكمل العراق تواصله مع منظومة الطاقة الإقليمية بما يسمح بالتنوّع والتبادل في مختلف ظروف ذروة الأحمال الكهربائية".
هل سيتغير الإنتاج؟
من جانبه، قال وزير الكهرباء، زياد علي فاضل خلال الافتتاح: إن "مشروع خط الربط الكهربائي (العراقي – التركي) يغذي المنطقة الشمالية، وهو يغذي المنطقة الوسطى بـ300 ميغاواط".
يذكر أن المشروع اشتمل على إنشاء محطة الكسك التحويلية (400 كي في)، واستخدام الأسلاك الحرارية فائقة الدقّة للمرّة الأولى في تشييد الخط البالغ طوله 115 كلم، وكذلك مدّ خط (132 كي في) وصولاً إلى تلعفر، ونصب مكثفات استقرار الجهد.
وسيسمح الخط بنقل 300 ميغاواط من تركيا إلى العراق لتزويد محافظات؛ نينوى، صلاح الدين، كركوك أثناء زيادة الأحمال.
ويجري حديث عن المرحلة الثانية من هذا المشروع الذي سيحقق الاستقرار العالي لشبكة الطاقة الكهربائية، وأيضاً يجري العمل على المرحلة الثانية من الربط الكهربائي مع المملكة الأردنية، بحسب المتحدث باسم وزارة الكهرباء.
الإقليم والرطبة.. حصة الأسد
بدأ خط الربط الكهربائي بين الأردن والعراق في توصيل الإمدادات في مارس/ آذار الماضي، ليزود الشبكة في غرب العراق بقدرة 40 ميغاواط.
ووفقا لبيان تابع لوزارة الكهرباء، فإن الكهرباء المستوردة عبر خط الربط، الذي يبلغ طوله 115 كيلومترا، ستستخدم لتوفير الإمدادات لـ3 مناطق شمال العراق.
ويستورد العراق حاليا ما بين ثلث و40% من الإمدادات من الكهرباء والغاز من إيران، لكنه لا يزال يعاني من انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع، خاصة في أشهر الصيف الحارة عندما يرتفع الطلب على الكهرباء لأغراض التبريد.
ماذا يعني ذلك من الناحية النظرية؟ إليك الإجابة, سيغذي خط الأردن غرب العراق وبالتحديد الرطبة في محافظة الانبار، فيما سيغذي خط تركيا شمال العراق أي مدن الإقليم، وهذا يعني أن كهرباء الوسط والجنوب ستبقى على مشاكلها – مع فارق بسيط -.
كذلك فإن الربط مع الأردن، سيعود بمنافع اقتصادية تدعم نظام الطاقة في المملكة الهاشمية، ويحمل فائدة كبيرة على عكس الفائدة التي سيحملها للعراق والتي ستكون مقتصرة على "الرطبة والإقليم" كما ذكرنا مع تغير طفيف في باقي المناطق – إن وجد – .