العراق ينفق مئات الملايين على لحوم الخنزير.. ماذا تعرف عن كواليس الاستيراد؟ ومَن يستهلكه؟
انفوبلس/ تقارير
في بيانات صادمة نُشرت مؤخرا، احتل العراق المرتبة الـ141 عالميا في استيراد لحوم الخنزير، وأنفق في عام 2021 أكثر من مليار دينار لهذا الغرض وسط استهجان كبير وتساؤلات عديدة حول مصير هذه اللحوم وإلى أين تذهب ولمن. انفوبلس تقصّت عن الموضوع وتوصلت إلى أرقام صادمة عن حجم الاستيراد سنويا مع شرح أبرز الطروحات والتي رجحت وجود عمليات غسيل أموال من قبل التحالف الدولي يقف وراء هذا الكم الهائل من الاستهلاك.
*حجم ما يستهلكه العراق
أصبح إعلان البيانات الإحصائية والأرقام المتعلقة بحجم ما يستورده ويستهلكه العراق سنويا من بعض المواد الغذائية والبضائع، عرضة للاستغراب من قبل المواطنين، بالرغم من انهم يستهلكون هذه البضائع بشكل مستمر، الا ان تحويلها الى ارقام، يجعلهم مستغربين ويعتقدون أن الأرقام المعلنة أكبر من حجم ما يتم استهلاكه فعليا ويتواجد في الأسواق.
وبينما ينطبق هذا على بضائع يتم استهلاكها بكثرة بالفعل مثل منتج "الاندومي"، ربما يصبح اعلان ارقام عن حجم ما يستورده العراق من لحم الخنزير أمرا اكثر استغرابًا.
ولا تتوفر بيانات كثيرة وواضحة عن حجم ما يستورده ويستهلكه العراق من لحم الخنزير، لكن يشير مرصد التعقيد الاقتصادي العالمي، الى ان العراق استورد في عام 2021 لحم خنزير بقيمة 808 آلاف دولار، أي بأكثر من مليار دينار عراقي.
*المرتبة 141 عالميا
ونتيجة لذلك، أتى العراق في المرتبة 141 عالميا بأكبر مستورد للحم الخنزير عالميًا، واحتل لحم الخنزير المرتبة 738 بين أكثر المنتجات المستوردة في العراق. وفق مرصد التعقيد الاقتصادي العالمي.
وتشير البيانات الى ان العراق استورد لحم الخنزير بشكل أساسي من هولندا بـ765 الف دولار، وكوريا الجنوبية بأكثر من 24 الف دولار، وألمانيا بنحو 13 الف دولار، والولايات المتحدة بنحو 7 آلاف دولار.
*عشرات الأطنان سنويا
وفي مراجعة تاريخية، يشير موقع "سيلينا" المختص بالإحصاء الزراعي العالمي، إلى أن العراق في 2015 استورد لحم خنزير بكمية 127 طنا، وفي 2016 47 طنا، وفي 2017 بـ74 طنا، وفي 2018 بـ115 طنا، وفي 2019 قفز الاستيراد الى 186 طنا، وفي 2020 انخفض الى 90 طنا، وفي 2021 قفز الى 117 طنا.
ما يجعل عام 2019 هو الأعلى، ولكن عقب انتشار كورونا واغلاق المنافذ انخفض الاستيراد بشكل كبير.
*إلى أين يذهب ولمن؟
ويعلّق خبراء الزراعة على مصير لحم الخنزير المستورد بالقول، إن التقارير والإحصاءات تحسب كمية استيراد العراق للحم الخنزير وهذا لا يدل بيع لحم الخنزير بعد الاستيراد كلحم غنم كونه أصلا أغلى من لحم الغنم.
ويؤكد هؤلاء، أنه يتم استيراد لحم الخنزير وبيعه كلحم خنزير لأن هناك طلب عليه لاسيما في الفنادق والمطاعم السبع نجوم والبارات.
ويرون، أن الكثير من اللحم المستورد للخنزير في العراق يذهب إلى القواعد الأميركية في البلاد، وبعض العمالة الأجنبية.
*غسيل أموال
يقول مراقبون بهذا الشأن، أن لحوم الخنازير تعتبر محرمة من أغلبية الشعب العراقي وهم المسلمون، لذلك تثار الشكوك حول عمليات غسيل أموال قد تستغل بهذا الجانب أو أنها تستهلك من قبل القوات الأجنبية في التحالف الدولي حسب بعض الطروحات.
ويرى هؤلاء، أن المبالغ المنفقة على لحوم الخنزير كبيرة جدا ولا يمكن انفاقها لغرض الاستهلاك فقط، ولهذا فإن القوات الأجنبية متمثلة بالتحالف الدولي محط شك كبير باستغلالها لهذا الجانب وممارسة غسيل الأموال في العراق.
*واقعة الخطوط الجوية الشهيرة
في عام 2022، تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، منشورات وصور، تتحدث عن "تقديم وجبات تحتوي لحم الخنزير على رحلة قادمة من ألمانيا إلى العاصمة العراقية بغداد.
لكن إدارة شركة الخطوط الجوية العراقية سرعان ما نفت وأوضحت في بيان لها أن "الصورة المتداولة لا تحتوي على شعار الشركة المعتمد في جميع وجباتها المقدمة للمسافرين"، ووصفت المعلومات المتداولة بشأن ذلك بـ"الكاذبة".
وبحسب الخطوط الجوية العراقية فقد "تأخر وصول الطائرة المخصصة لنقل الجالية العراقية بسبب سوء الأحوال الجوية مما اضطرها الى إسكان المسافرين فندقيا على نفقة الشركة".
وجاء ذلك بالتزامن مع موسم أعياد رأس السنة في أوروبا، حيث بادرت إدارة الفندق بتوزيع وجبات طعام وهدايا رمزية لجميع النزلاء بينهم مسافري الخطوط الجوية العراقية، وفقا للبيان.
وبعد التأكد تبين أن الوجبة التي نُشرت صورتها هي ذاتها التي تم توزيعها من قبل الفندق "ولا صلة للشركة بها"، حسب بيان الخطوط الجوية العراقية.
لكن مدونين خالفوا بيان الخطوط الجوية آنذاك، وأكدوا احتواء الوجبات على لحم خنزير ولهذا عدّوا تقرير مرصد التعقيد الاقتصادي العالمي بالواقعي وأن هناك خفايا تحدث خلف الكواليس لا يعلمها غالبية الشعب.