edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. الأخبار
  3. محليات
  4. العراقيون والسماء.. هروب إلى الكون من فوق السطح: هكذا بدأ كل شيء

العراقيون والسماء.. هروب إلى الكون من فوق السطح: هكذا بدأ كل شيء

  • 12 تموز
العراقيون والسماء.. هروب إلى الكون من فوق السطح: هكذا بدأ كل شيء

انفوبلس/ تقارير

في عالم يعج بالفوضى والانشغالات اليومية وضغوط الحياة المتسارعة، يبحث بعض العراقيين عن ملاذ آخر ليس في صخب المدن ولا في خضرة الحدائق، بل في مكان أبعد بكثير.. في السماء. عيونهم ترحل ليلاً إلى حيث النجوم تلمع بصمت، والكواكب تدور بانتظام، هناك حيث لا توجد فوضى، بل نظام كوني مذهل يشبه الموسيقى الصامتة.

إنه الفلك، عالم لا حدود له، يثير الدهشة ويبعث على التأمل، الكواكب التي تبدو بعيدة عنا، تصبح قريبة حين ننظر إليها من خلال تلسكوب، مجرد نظرة تكفي أحياناً لتشعر أن المسافة بينك وبينها تختفي، كأنما هي على مرمى فكر.

في العراق، باتت هواية الفلك تشهد اهتماماً متزايداً خلال السنوات الأخيرة، لا سيما بين الشباب، الذين وجدوا في مراقبة الأجرام السماوية وسيلة للهروب من واقع صاخب، ونافذة نحو فهم أوسع للكون،ورغم أن الأرض تبدو مركز كل شيء، إلا أن العراقي، كما يبدو، أصبح يبحث عن مركزه الخاص هناك.. في السماء.

تلسكوب عمّار.. باب إلى الهدوء

في محافظة الأنبار، يستعين عمّار الفهداوي (28 عاماً) بعدسة تلسكوبه الصغير ليعيد ترتيب حياته.

ويقول عمار: "كنت أظن أنني الوحيد المهتم بهذا المجال، حتى اكتشفت بالمصادفة أن أصدقائي أيضاً لديهم نفس الشغف". 

عمّار لم يكتف بمراقبة السماء من سطح منزله، بل بدأ يتوجه رفقة أصدقائه إلى الصحراء، باحثين عن مواقع بعيدة عن التلوث الضوئي.

غير أن الصحراء الأنبارية، المثالية للرصد الفلكي، ليست آمنة تماماً، فالمخاوف الأمنية لا تزال تحول دون تنظيم مخيمات منتظمة، خصوصاً في مناطق تُعدّ حتى اليوم غير مستقرة بسبب وجود جيوب لتنظيم داعش الإرهابي.

ويشير عمار إلى أنه تعلم كيف يحدد بداية الأشهر القمرية بنفسه، دون انتظار بيانات المؤسسات، "من خلال التلسكوب، صرت أعرف متى يظهر الهلال بدقة".

شيماء: الفلك دواء لملل كورونا

في بغداد، ومن على سطح منزلها، بدأت شيماء الموسوي (29 عاماً) رحلتها مع الفلك، لم يكن الأمر مخططاً له، ففي أيام الحجر الصحي عام 2020، صعدت إلى السطح طلباً لهواء نقي، فلفت انتباهها منظر السماء، إذ تقول: "شعرت بملل كبير، ولفتتني السماء، فقررت أن أشتري تلسكوباً وأبدأ أتعلم بنفسي".

اليوم، تمتلك شيماء تلسكوبها الخاص، وتتابع الكواكب والمجرّات، غير أنها تفضل ممارسة الهواية بشكل فردي، بسبب قلة مشاركة النساء في المخيمات الفلكية، والتي عادةً ما تكون مختلطة أو في أماكن نائية، ورغم ذلك، استطاعت إقناع عدد من صديقاتها باقتناء تلسكوبات، بعد أن أرتهم صوراً للقمر من جهازها الخاص.

وتضيف شيماء: "بعد ما صارت عندي هاي الهواية، تغيرت نفسيتي، صرت أهدأ وأتأمل أكثر قبل اتخاذ أي قرار".

وتروي شيماء حادثة طريفة حصلت معها ذات ليلة: "كنت أراقب القمر، وفجأة مرت طيارة، فكرتها مركبة فضائية أو شيء غريب، خفت وهربت من السطح وبقيت أسبوع ما أرجع له".

مخيّمات بين النجوم

المصور الفلكي حيدر ستار، أحد أبرز رواد هذا المجال في العراق، أسس صفحة "تلسكوب العراق"، وهي اليوم من أكبر المنصات الرقمية المختصة بعلم الفلك في البلاد، إلى جانب التوعية، ينظم ستار وفريقه مخيمات قصيرة خارج المدن، يرصدون خلالها الأحداث الفلكية كخسوف القمر أو ولادة الهلال، بتمويل ذاتي من الهواة والأصدقاء.

عادةً ما تُقام هذه المخيمات في أماكن مثل بحيرة الرزازة، حيث الظلام التام والبُعد عن المدن يمنحان صفاءً بصرياً مثالياً، التمويل في الغالب يقتصر على توفير مستلزمات أساسية كالمأكل والمبيت، وتنقل المشاركين، لكنهم أحياناً يتلقون دعوات من شركات خاصة للمشاركة في فعاليات دعائية أو مهرجانات فنية.

يرى ستار أن تطور الفلاتر البصرية خفّف الحاجة إلى الخروج من المدن، إذ بات من الممكن حجب التلوث الضوئي ومتابعة الكواكب من قلب المدينة.

ويمتلك ستار صفحة خاصة لبيع المعدات الفلكية وتعليم استخدامها، كما يُقدّم دورات للهواة حول أساسيات الرصد السماوي.

حين يكون التأمل علاجاً

أحمد لؤي، شاب من بغداد، اختبر ضغوطاً نفسية قاسية، إلى أن نصحه صديق بشراء تلسكوب، لم يكن الأمر سهلاً في البداية، لكنه وجد في تلك العدسة الصغيرة بوابة لراحة داخلية طالما بحث عنها.

يقول لؤي: "كل ما أحس بضغط نفسي، أصعد للسطح وأراقب فجوات القمر، بهدوء عجيب، يخليني أفكر بعظمة الكون".

يشارك لؤي أصدقاءه اليوم في مخيمات فلكية خاصة، غالباً ما تقام في مزرعة قريبة من الراشدية، شرقي بغداد. "إنها هواية تساعد على الاسترخاء"، يقول مبتسماً.

سعد الراوي (38 عاماً)، هو الآخر وجد في الفلك ملاذاً علاجياً بعد إصابته باضطرابات في نبضات القلب، نصحه الأطباء بتقليل التوتر. فصعد ذات ليلة إلى سطح منزله، وكان القمر مكتمل الإشراق.

شعر براحة نادرة، فقرر اقتناء تلسكوب احترافي من ماركة Celestron، بحدود 250 دولاراً، ثم تدرج لاحقاً إلى معدات أكثر تطوراً.

يقول سعد: "صرت أتساءل، هل نحن وحدنا في هذا الكون؟ هذه الهواية تنقلني إلى أزمان قديمة، إلى أيام أجدادنا الذين رفعوا رؤوسهم ليلاً، بحثاً عن المعنى".

من الهواية إلى الجذور التاريخية

علم الفلك ليس غريباً عن العراقيين، بل متجذر في عمق تاريخهم،فحضارة وادي الرافدين هي من أرست أولى قواعد هذا العلم قبل نحو 4 آلاف عام.

وبهذا الصدد، قال الباحث مصطفى الغزي في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، إن البابليين هم أول من لاحظ العلاقة بين القمر والمد والجزر، ووضعوا تقويماً قمرياً متقدماً.

كما أن البابليين اخترعوا الإسطرلاب، وقسموا السماء إلى أبراج ثابتة، وحددوا لكل برج 30 يوماً، وهو نظام ما زال مستخدماً حتى اليوم.

ويضيف الغزي: "الفلك عندهم لم يكن علماً فقط، بل طقساً دينياً، إذ عبدوا الأجرام السماوية، وجعلوا لكل إله رمزاً كوكبياً، فالقمر مثلاً هو الإله سين، والمريخ هو نرغال".

بين الماضي والمستقبل

على الرغم من هذا الإرث الفلكي العريق، يمتلك العراق اليوم قسماً أكاديمياً واحداً لعلوم الفلك والفضاء، افتُتح عام 1998 في كلية العلوم بجامعة بغداد، ورغم تخرّج أعداد من الطلبة سنوياً، إلا أن غالبيتهم يجدون أنفسهم بلا فرص عمل حقيقية.

بدوره، يشير محمد ناجي عبد الحسين، وهو أستاذ قسم، إلى أن مناهجهم تدمج بين الفلك والفيزياء والرياضيات والاستشعار عن بعد، لكنهم يفتقرون إلى دعم الدولة، ويكافحون للحفاظ على المعدات القديمة وتشغيل التلسكوبات المتوفرة، التي تتراوح قيمتها بين 400 و30 ألف دولار.

يضم القسم تلسكوبات من نوعي الكاسر والعاكس، إضافة إلى أجهزة إسطرلاب، ومقاييس إشعاع حراري، وخريطة فلكية إلكترونية، ويعمل الأساتذة على تدريب الطلبة بشكل عملي، رغم قلة أعدادهم، إذ لا يتجاوز عدد الطلبة المسجلين سنوياً 40 طالباً.

ويرى عبد الحسين أن الهواة أكثر التزاماً من الطلبة، لأنهم يحبون هذا العلم لذاته، وليس لغرض الحصول على شهادة فقط. ويؤكد ضرورة الفصل بين علم الفلك والتنجيم الذي لا يمت للعلم بصلة.

عراق النجوم المنسي

الحديث عن مستقبل الفلك في العراق لا يمكن فصله عن ماضيه القريب، ففي عام 1989، أطلقت بغداد صاروخ "العابد" المخصص لحمل الأقمار الصناعية، ضمن مشروع طموح لم يُكتب له الاستمرار، كما امتلك العراق عدة مراصد، مثل مرصد الشماسية في الجنوب، ومرصد كورك في الشمال، ومرصد البستاني شمال بغداد، والقبة الفلكية في حديقة الزوراء، لكن معظم هذه المواقع تعرضت للنهب بعد عام 2003 وتحولت إلى أطلال مهجورة.

  • فعاليات “تلسكوب العراق” الفلكية
    فعاليات “تلسكوب العراق” الفلكية

يحاول قسم الفلك الآن، مع الفرق التطوعية، إعادة الحياة إلى هذه المراصد، وتشجيع الأجيال الجديدة على الاهتمام بهذا العلم، وتنظيم الفعاليات، والدورات، والمهرجانات الفلكية، ضمن محاولات لإحياء رابط عميق كان قائماً بين العراقيين والسماء.

اليوم، قد لا تبدو السماء أقرب، لكنها بالتأكيد أصبحت أكثر حضوراً في حياة مَن قرروا أن ينظروا نحو الأعلى.. بحثاً عن السكينة، أو المعنى، أو الحلم.

أخبار مشابهة

جميع
ضجيج بغدادي وعبق تاريخي.. ساحة الخلاني: قلب مدينة بغداد النابض.. وأسرار تاريخية تحت رمال الساحة الشهيرة

ضجيج بغدادي وعبق تاريخي.. ساحة الخلاني: قلب مدينة بغداد النابض.. وأسرار تاريخية تحت...

  • اليوم
التخطيط: معدلات التضخم الشهري والسنوي تشهد انخفاضاً في العراق

التخطيط: معدلات التضخم الشهري والسنوي تشهد انخفاضاً في العراق

  • اليوم
بسبب شروط السلامة.. أمانة بغداد تُغلق عشرات الأبنية في العاصمة

بسبب شروط السلامة.. أمانة بغداد تُغلق عشرات الأبنية في العاصمة

  • اليوم

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة