القضاء يصدر أحكاماً بحق منفذي مجزرة الجيايلة دون حسم محاكمة "مجزرة البوبالي".. ما مصير الصلح العشائري الذي تم بوساطة العامري؟
انفوبلس/..
أصدرت محكمة جنايات ديالى، اليوم الثلاثاء، أحكاماً بحق ثلاثة مجرمين لقيامهم بارتكاب جرائم قتل عدد من المواطنين بينهم نساء في قرية "الجيايلة" في ديالى.
وذكر المكتب الإعلامي لمجلس القضاء الأعلى في بيان، أن "محكمة جنايات ديالى أصدرت حكماً بالإعدام بحق أحد المجرمين فيما أصدرت حكماً بالسجن المؤبد بحق مجرمَين اثنين آخرين".
وأضاف، أن "حكم الإعدام يأتي استناداً لأحكام المادة الرابعة /1 وبدلالة المادة الثانية /1 من قانون مكافحة الإرهاب فيما جاء حكم السجن المؤبد استناداً لأحكام المادة الرابعة /1 وبدلالة المادة الثانية/1 من قانون مكافحة الإرهاب واستدلالاً بأحكام المادة 132 /1 من قانون العقوبات".
حادثة "الجيايلة" ردة فعل لـ مجزرة "البوبالي" .
على الرغم من أن التأكيدات عن كون حادثة "الجيايلة" جنائية بعيدة عن أي أبعاد إرهابية، يؤكد سكان محليون وشهود عيان أنها رد فعل انتقامي لحادث (البو بالي) التي سبقتها في 20 كانون الأول 2022
وشهدت محافظة ديالى نزاعاً عشائرياً دامياً راح ضحيته العديد من المواطنين بينهم نساء، حيث اندلع النزاع بين عشائر قريتي الجيالية والبوبالي، واستُخدمت فيه مختلف أنواع الأسلحة، وبحسب شهود عيان فإن العشيرتين لديهما خلافات سابقة ولا يُعد هذا النزاع الأول بينهما، لكن بعض وسائل الإعلام روّجت بأن المعركة ناجمة عن دوافع طائفية، في ادّعاءٍ سرعان ما دحضه مستشار محافظ ديالى خضر العبيدي الذي أكد أن الحادث نزاع عشائري ولا يحمل أيَّ بُعدٍ طائفي.
وعلى الرغم من أن التأكيدات عن كون حادثة "الجيايلة" جنائية بعيدة عن أي أبعاد إرهابية، يؤكد سكان محليون وشهود عيان أنها رد فعل انتقامي لحادث (البو بالي) التي سبقتها في 20 كانون الأول 2022، والتي راح ضحيتها أكثر من 10 مدنيين بين ضحية ومصاب.
وكشف قائمقام قضاء الخالص بمحافظة ديالى عدي الخدران، في 20 كانون الأول 2022، عن تفاصيل الهجوم الإرهابي على قرية البوبالي، فيما أكد أن الهجوم أسفر عن استشهاد وإصابة 11 مدنيا.
وقال الخدران، إن "مجموعة إرهابيين يستقلون دراجات نارية هاجموا قرية البو بالي التي تقع في أطراف قضاء الخالص من ثلاثة محاور، حيث تُعد من القرى الزراعية والتي يقطنها مزارعين"، مبينا أن "العشرات من الأهالي هبّوا للتصدي للهجوم الإرهابي والذي كان بعضهم غير مسلح".
وأضاف، إن "العملية الإرهابية التي استمرت لمدة نصف ساعة أسفرت عن استشهاد 8 أشخاص وإصابة 3 بينهم شخص بجروح بليغة"، لافتا الى أن "القوات الأمنية قامت بعمليات تفتيش بحثاً عن الإرهابيين".
وأكد، إن "هناك أشخاصا مشتبه بهم يمكن التحقيق معهم لمعرفة الجناة". مبينا، إن "هناك بؤرا إرهابية قريبة من القرية لم تتم معالجتها سابقا".
محاكمة منفذي "مجزرة البوبالي" لم تُحسم
التأخير في حسم محكمة المتورطين في مجزرة البوبالي، قد يعكر صفو الصلح الذي حصل بين العشيرتين، والذي تم بوساطة من رئيس تحالف الفتح هادي العامري
لم تُحسم محاكمة منفذي مجزرة "البو بالي" التي وقعت قبل أشهر من حادثة "الجيايلة" التي أصدرت محكمة جنايات ديالى اليوم، حكماً بالإعدام بحق أحد المجرمين المتورطين فيها، وحكماً بالسجن المؤبد بحق مجرمين اثنين آخرين.
ويؤكد مراقبون أن "التأخير في حسم محكمة المتورطين في مجزرة البوبالي، قد يعكر صفو الصلح الذي حصل بين العشيرتين، والذي تم بوساطة من رئيس تحالف الفتح هادي العامري الذي ساهم في التدخل من أجل إطفاء الفتنة".
وكان رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، قد أكد في 29 كانون الأول 2022، مواصلة التحقيق بالجريمة الإرهابية في البوبالي، موضحاً، أن "التحقيق سيشمل الجوانب الفنية والمعلومات الاستخبارية"، فيما أوعز باتخاذ تدابير أمنية وخدمية ومتابعة التحقيق، مطمئناً الأهالي بأن دماء ضحايا الجريمة الإرهابية لن تمر دون عقاب ينال من المجرمين وتقديمهم للعدالة".
واستقبل السوداني وفداً من شيوخ عشائر ووجهاء قرية البوبالي في قضاء الخالص بمحافظة ديالى، التي تعرضت إلى هجوم إرهابي راح ضحيته عدد من المدنيين بين شهيد وجريح، حيث حضر اللقاء نائب قائد العمليات المشتركة وقائد القوات البرية وسكرتير القائد العام للقوات المسلحة.
تاريخ الخلاف ووساطة العامري
زيارة زعيم تحالف الفتح هادي العامري الى محافظة ديالى كانت مهمة جداً من أجل إطفاء الفتنة، فهناك من يريد إشعال الفتنة الطائفية من جديد
وكادت أن تكون حادثة "الجيايلة" في أطراف قضاء الخالص بديالى، شرارة لعودة الطائفية، لولا تدارك الأمر بسرعة فائقة من قبل القادة الأمنيين والسياسيين، وأبرزهم رئيس تحالف الفتح هادي العامري، الذي فتح قنوات تواصل مستمر مع العشائر في المنطقة، وبحسب ما أكد نواب ومحللون سياسيون فإن زيارة العامري منعت أي تداعيات لتطور الحادثة إلى اقتتال داخلي، بسبب المقبولية التي يحظى بها.
وقال النائب عن كتلة بدر النيابية كريم عليوي، إن "زيارة زعيم تحالف الفتح هادي العامري الى محافظة ديالى كانت مهمة جداً من أجل إطفاء الفتنة، فهناك من يريد إشعال الفتنة الطائفية من جديد، وهذه الأطراف تريد استغلال أي ظرف أمني لخلق هذه الفتنة".
وتعرضت قرية الجيايلة في قضاء الخالص بمحافظة ديالى، لهجوم أسفر عن مقتل 7 أشخاص بينهم امرأتان، وإصابة آخرين، وسرعان ما لمح ساسة من المكون السُني أن الجريمة أهدافها طائفية، الا أنها أثبتت لاحقا كونها جنائية وخلفيتها تنطلق من خلاف عشائري.
وقد انتشرت قوات الشرطة والجيش بين (البو بالي والجيايلة) لمنع وقوع أي رود أفعال انتقامية أو مجازر أخرى على خلفية الحادثة.
وأضاف عليوي، إن "زيارة العامري الى ديالى والاجتماع مع عشائرها، يهدف الى التهدئة ومنع أي اقتتال داخلي لأي سبب كان، وزيارته كانت ناجحة وهو مستمر في التواصل مع عشائر ديالى كافة والقيادات الأمنية والعسكرية، من أجل وضع حلول لمنع تكرار هكذا خروقات يراد الهدف منها إشعال الفتنة الطائفية الداخلية ما بين العشائر العراقية".
وبين، إن "القوات الأمنية والحشد الشعبي قادرة على ضبط الملف الأمني في عموم مناطق محافظة ديالى، وما يُروَّج عن انفلات الوضع الأمني في المحافظة، هدفها بث الشائعات لأغراض وأهداف سياسية ليس إلا وهذا الأمر أصبح مكشوفا لدى أبسط المواطنين".
وكان رئيس تحالف الفتح هادي العامري، قد وصل ٢١ شباط ٢٠٢٣ إلى ديالى، وزار مضايف عشيرتي العَزَّة والبوبالي، ودعا الطرفين إلى التهدئة وضبط النفس وعدم اللجوء إلى التصعيد وانتظار نتائج التحقيق وجعل القضاء والقانون هما الفيصل في حل النزاع.
يشار إلى أن مذكرات قبض صدرت بحق المتهمين بالحادثة، فيما صدرت تأكيدات بأنها رد فعل انتقامي لحادث (البو بالي) قبل أشهر عدة والتي راح ضحيتها أكثر من 10 مدنيين بين ضحية ومصاب.