امتحانات المتفوقين والمتميزين تشهد إقبالاً متزايداً رغم المعايير "الصارمة".. معلمة: كانت أسئلة تعجيزية!
انفوبلس/ تقرير
بثمانية آلاف متميز وأربعين ألف متفوق، أعلنت وزارة التربية/ المديرية العامة للتقويم والامتحانات، اليوم الثلاثاء 15 آب/ أغسطس 2023، انطلاق اختبارات الذكاء والتنافسي للقبول في مدارس المتميزين والمتفوقين وثانوية كلية بغداد اليوم، بعد أن وفّرت لهم الوزارة المستلزمات اللوجستية كافة.
انطلاق اختبارات الذكاء والتنافسي للقبول في مدارس المتميزين والمتفوقين وثانوية كلية بغداد
الوزارة في بيان ورد لـ"انفوبلس"، قالت إن "الاختبارات جرت بانسيابية عالية دون معوقات تُذكر حسب التعليمات والضوابط المحددة مسبقاً مشيراً إلى امتحانات المتفوقين التي بدأت في تمام الساعة التاسعة صباحا واختبار القدرات العقلية للمتميزين في الثامنة صباحا والذي استمر لمدة عشرين دقيقة أعقبها استراحة ليكمل بعدها التلاميذ الاختبارات التحصيلية لمادة اللغة العربية واللغة الإنجليزية والعلوم والرياضيات متمنياً التوفيق والسداد لطلبتنا الأحبة".
لكن وفي منشور على الفيس بوك، قالت المعلمة الجامعية لدى وزارة التربية لمى القيسي، إن "ما حصل اليوم في أسئلة العلوم التحصيلي، هو تخبّط آخر إضافة إلى حذف فرع مطلوب في الامتحان الوزاري".
وأضافت، إنه "لا توجد خطة شاملة لاستيعاب الأعداد الهائلة للمتقدمين على مدارس المتفوقين والمتميزين، بدلا من أن تكون هناك أسئلة فكرية وحتى لو كانت صعبة لتختبر قدرة الطالب على اجتيازه لها واستحقاقه للمقعد في مدارس المتفوقين والمتميزين.. كانت أسئلة تعجيزية غير مطلوبة أصلاً.. ولو كان درسها الطالب في العطلة لا يستطيع أن يضمنها لأنه سنة كاملة لم يطّلع عليها ولم تمر عليه كمادة امتحانية.. فكيف يحفظها؟.. والضحية دائما وللأسف التلميذ المتفوق.
حددت وزارة التربية مؤخراً، تعليمات إجراء الاختبارات للمتقدمين إلى مدارس المتفوقين والمتميزين.
التعليمات ادناه:
تعليمات 2
وأثار قرار وزارة التربية بتحديد معدل 95 بالمئة لقبول طلبة السادس الابتدائي في مدارس المتفوقين هذا العام مؤخراً، استياء وسخط أولياء الأمور وأهاليهم الذين طالبوا بإعادة النظر بهذا المعدل.
وبعد ذلك، قررت وزارة التربية مؤخراً، تقليل معدلات الاختبارات للتقديم على مدارس المتفوقين. وذكرت الوزارة في بيان، أن "هيئة الرأي بالوزارة، قررت في جلستها الاستثنائية، السماح لتلاميذ الصف السادس الابتدائي الحاصلين على معدل (90) % فما فوق؛ للتقديم إلى اختبارات مدارس المتفوقين". وأضافت: "لا يُسمح لأي تلميذ بعد ذلك تقديم أي طلب استثناء بعد صدور هذا القرار".
ومؤخراً، أعلنت وزارة التربية، تعليمات وضوابط قبول الطلبة الحاصلين على معدل 90٪ في مدارس المتفوقين والمتفوقات.
*التعليمات والضوابط:
ـ أن يكون معدل البقاء في مدارس المتفوقين والمتفوقات 80% للعام الدراسي 2023 – 2024 .
ـ لا يحق للطالب التقديم إلى مدارس المتميزين وثانويات كلية بغداد والتقديم إلى مدارس المتفوقين والمتفوقات في آن واحد.
ـ أن يجتاز الاختبار الوزاري (التحصيلي) بالمواد الدراسية (اللغة العربية، اللغة الإنكليزية، الرياضيات، العلوم) التي درسها التلميذ في الصف السادس الابتدائي للعام الدراسي 2022 – 2023 .
ـ سيكون موعد إجراء الاختبار التحصيلي يوم الثلاثاء الموافق 15 / 8 / 2023 في تمام الساعة التاسعة صباحاً وفي نفس المدرسة التي قدّم فيها الطالب.
وأوضح المكتب الوزاري حول مادة اللغة الفرنسية في مناهج مدارس المتفوقين والمتفوقات هي اختيارية وحسب توافر الملاكات التدريسية لها، علما أن هذه المدارس هي للفرع العلمي فقط.
نموذج هذه المدارس يُعدّ من أهم التجارب التعليمية الناجحة التي جاءت بنتائج إيجابية، واستطاع الكثير من طلابها حصد مراكز علمية متقدمة، وفقا لوزارة التربية التي أكدت الاستمرار بالتجربة مع تحسين الأداء وزيادة جودة المخرجات التعليمية لتلك المدارس بإضافة بعض الأمور الضرورية للارتقاء بها.
وتشهد مدارس المتفوقين والمتميزين في العراق، إقبالا يتزايد سنوياً ممن يحملون صفات تلك المدارس، ولكثرة أعداد الطلبة المتقدمين عليها كانت هناك مطالبات من أولياء الأمور بافتتاح مرادفة لها أو افتتاح صفوف على أقل تقدير لقبول الطلبة.
وقد وصفت لجنة التربية النيابية، العام الماضي، مــدارس المتفوقين بأنها (بدعة)، ودعت إلى إلغائها وإعادة الطلبة لمزاولة الدوام في المدارس الاعتيادية. وقالت رئيسة اللجنة زيتون الدليمي في (3 تشرين الثاني 2022)، إن "وزارة التربية مطالَبة بإعادة النظر بآلية القبول في هذه المدارس، فضلا عن متابعة المستوى العلمي لطلبتها، لأن أغلب القبولات تمت على حساب المعدل خاصة بعد منح استثناءات للبعض منها".
وأوضحت، إن "الطلبة يدرسون المناهج نفسها في المدارس الاعتيادية، وليس كما يحدث بالنسبة لمدارس المتميزين وكلية بغداد التي تتسم بطبيعة مناهجها وشروط القبول فيها". ودعــت الدليمي وزارة التربية إلـى "إلغاء هـذه المــدارس وإعادة طلبتها إلى المدارس الاعتيادية لخلق روح المنافسة بين أقرانهم ممن يملكون مستوى علمياً أقل بُغية الارتقاء بمستواهم وشـدّ عزيمتهم في الـدراسـة لتحقيق أفضل النتائج".
في المقابل، يزداد عدد المدارس الأهلية في العراق التي تُرهق تكاليفها الأهالي لكن كثيرين يعتبرونها ضرورية وسط تراجع مستوى التعليم في المدارس الحكومية التي تعاني من مشكلات كثيرة، منها نقص الكوادر التدريسية، والاضطرار إلى الاعتماد على الدروس الخصوصية لاستكمال المناهج وتلقينها في شكل صحيح، وتهالك المنشآت.
وتضطر الأُسر منذ سنوات إلى اللجوء إلى المدارس الأهلية، ما يفسّر الانتشار الكثيف للإعلانات الخاصة بها في شوارع العاصمة بغداد والطرقات العامة وتقاطعات المرور، ما يظهر أن الخدمات التعليمية في هذه المدارس لم تعد تقتصر على الطبقة الغنية فقط، فهي تمثل حاجة ضرورية لكثيرين، ما يضطر أولياء الأمور إلى اقتطاع أموال من ميزانيات معيشتهم لإدخال أبنائهم إليها. أما المدارس الحكومية فلا توفر التعليم الجيد، رغم وفرة المدرسين والمعلمين، وتفتقر إلى بنى تحتية مناسبة.