انفوبلس تتقصى ما حدث داخل مطار بغداد.. 3 أسباب وراء الفوضى والخطوط الجوية بدائرة الاتهام
انفوبلس/ تقارير
فوضى ليست بالجديدة، واشتباكات بالأيدي قد تتكرر في قادم الأيام، إدارة المطار تلوم الخطوط الجوية، والأخيرة تصوب نحو سلطات الطيران، والنتيجة تأخر رحلات المسافرين وضجة واسعة ألزمت رئيس الوزراء على التدخل شخصيا. فماذا حدث داخل مطار بغداد بالضبط؟ وما هي الأسباب الثلاثة التي قادت إلى هذه الفوضى؟ انفوبلس تقصت حيثيات ما حصل بالكامل وفصّلته لكم في سياق التقرير الآتي.
ماذا حدث؟
صباح اليوم السبت، تناقل ناشطون على صفحات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر فيه اشتباك في الأيدي داخل مطار بغداد الدولي.
وذكر الناشطون، أن "إحدى صالات مطار بغداد شهدت اليوم حصول فوضى مع اشتباك بالأيدي بين مسافرين وأمن المطار على خلفية تأخر إحدى الرحلات الجوية".
وأضافوا، أنه “تم تأجيل عدة رحلات جوية في مطار بغداد منها المُتوجهة إلى إسطنبول والأردن وجدّة بأعذار مُختلفة، تارةً لسوء الأحوال الجوية وأخرى بسبب الإنترنت وتارةً بسبب عقوبات فُرضت على الطيارين وأخرى لعدم وجود طائرات أصلاً”.
مدير مطار بغداد: عطل إحدى طائرات الخطوط الجوية تسبب بالفوضى
وفي أول تعليق له على الفوضى، أعلن مدير مطار بغداد الدولي، حارث العبيدي، اليوم السبت، عن عطل فني في إحدى طائرات الخطوط الجوية العراقية أدى الى تأخر الرحلات، ما أثار الفوضى لدى المسافرين، مشيرا الى أن الأمور عادت الى طبيعتها لاحقا.
وقال العبيدي، في تصريح له تابعته شبكة انفوبلس، إنه "في ظل وجود عدد استثنائي من الرحلات الاضافية والتفويج العكسي للزوار فيما يخص إدارة مطار بغداد، الأمور تسير بانسيابية عالية ويتم تقديم كافة الخدمات في الصالات".
وأوضح، إن "عطلا فنيا في إحدى طائرات الخطوط الجوية العراقية من جهة او نقص في أحد الطواقم للرحلات المنفذة، أدى الى تأخر الرحلات تباعاً".
إدارة المطار تحمّل الخطوط الجوية المسؤولية
وواصل العبيدي حديثه عن مجريات ما حدث، وكشف عن أسباب التأخير في بعض الرحلات الجوية وما نتج عنه من فوضى داخل المطار خلال الساعات القليلة الماضية.
وأشار إلى ان "مطار بغداد ليست لديه أي مشكلة، وكل الخدمات المقدمة للمسافرين والشركات هي ممتازة وتجري وفق انسيابية عالية"، مبينا أن "الإشكال الذي حصل هو مع الخطوط الجوية العراقية، فهناك تأخر رحلات بسبب ربما يكون عطل فني في طائرة وهذا خارج الإرادة يؤدي الى تأخير بعض الرحلات".
وأضاف، إن "بعض الطواقم وبسبب الرحلات الإضافية والتفويج العكسي وصلت الى وقت محدد وفق القانون، حيث لا يستطيع قائد الطائرة أن يقود أي طائرة خارج هذا الوقت، وهذه أسباب خارج الإرادة".
ولفت إلى أن "ما حصل من مشاجرات وعمليات احتكاك داخل مطار بغداد الدولي أمر طبيعي"، مؤكدا أن "الحق مع المسافر حيث لديه التزام ومواعيد".
لجنة النقل تدخل على الخط
عقب ذلك، علَّقت النائب عن كتلة الصادقون ورئيس لجنة النقل والاتصالات زهرة البجاري، اليوم السبت، على توقف رحلات السفر في مطار بغداد.
وقالت البجاري، في تدوينة على منصة إكس تابعتها شبكة انفوبلس، إن "رحلات مطاري بغداد والبصرة توقفت بسبب عدم وجود طواقم أو تجاوز طواقم الطيران ساعات الطيران المسموح بها وبأمر من سلطة الطيران".
وأضافت، إن "السؤال موجه إلى الجهات المعنية: لماذا تُقر الرحلات إذا لم يكن هنالك طواقم طيران؟".
وأشارت إلى، أنه "ينبغي أن يكون هنالك طواقم متوفرة وكذلك أن يكون هنالك تعاون بين سلطة الطيران والخطوط الجوية خدمة للصالح العام".
مصدر يحسم الجدل: هذا هو سبب الفوضى
بالمقابل، كشف مصدر مطلع، اليوم السبت، عن سبب الفوضى التي شهدها مطار بغداد الدولي صباح اليوم السبت.
وأوضح المصدر، أن الاضطرابات جاءت نتيجة زيادة عدد الرحلات الجوية ومنح مواعيد غير مضبوطة للمسافرين، مما أدى إلى تأخير ثلاث رحلات وتسبب في حدوث زخم وفوضى داخل المطار، وصلت إلى حد الاعتداء على المسافرين الذين طالبوا بحقوقهم.
وأشار إلى أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني قد أصدر توجيهًا عاجلاً بتشكيل لجنة للتحقيق في أسباب تأخير الرحلات وتحديد المسؤولين عن ذلك، مبينا أن بعض المسافرين قد اضطروا للبقاء في المطار بسبب قلة الرحلات وتخصيص الطائرات للزائرين الأجانب.
كما أفاد المصدر، بأن رئيس سلطة الطيران المدني العراقي، بنكين ريكاني، تسلم ملف هذه الأزمة، وذلك بتوجيه من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، حيث تم فتح تحقيق فوري لمعرفة المسؤولين عن هذه الفوضى.
وبين المصدر، أن الأسباب وراء هذه الأزمة تعود إلى سوء التخطيط وعدم احتساب الساعات اللازمة للرحلات الجوية، فقد تم دمج رحلات "الجاتر" الخاصة بالمواطنين مع رحلات الزيارة الأربعينية بالإضافة إلى الرحلات الاعتيادية، مما أدى إلى تجاوز الطيارين حاجز الـ100 ساعة طيران، وهو ما يُعد مخالفة لقانون الطيران.
وأضاف المصدر، أن مديري الخطوط الجوية ومدير عام المطارات كانوا مسافرين، ولم يكن هناك أي مسؤول ميداني لمتابعة الأزمة وحلها سوى ضباط من وزارة الداخلية.
محيبس يشكل لجنة تحقيقية
في غضون ذلك، أعلن وزير النقل رزاق محيبس السعداوي، تشكيل لجنة تحقيقية برئاسة الوكيل الإداري للوزارة من أجل الوقوف على ملابسات تأخر رحلات السفر في مطار بغداد الدولي.
جاء ذلك خلال ترؤسه اجتماعا للخطوط الجوية العراقية انعقد داخل المطار بحضور مستشار رئيس الوزراء لشؤون النقل والجمارك والمنافذ الفريق سامي السوداني.
أزمة رغم استعادة الطائرات الجاثمة!
قبل يومين، أعلنت وزارة النقل، إعادة الطائرة (12) من طائرات الخطوط الجوية العراقية الجاثمة للخدمة من جديد.
وذكرت الوزارة في بيان، أن "إدارة شركة الخطوط الجوية العراقية نجحت في إعادة الطائرة من طراز B737-800 الى الخدمة لتكون الطائرة (12) والسادسة من ذات الطراز التي تُعاد للخدمة بعد إنجاز أعمال الصيانة عليها ومطابقتها للمواصفات واللوائح المعتمدة عالمياً."
المفارقة، أن حديث وزارة النقل عن استعادة الطائرات الجاثمة لم يتطابق مع واقع الخطوط الجوية وما حدث اليوم من فوضى دليل على ذلك، أما أسباب عدم التطابق ذلك فيعود إلى سوء التخطيط وفشل رئيس سلطة الطيران المدني بنكين ريكاني من إدارة السلطة عقب توليه إدارتها مؤخرا.