انهيار جسر الفلوجة الحديدي يجسد فساد الحلبوسي في الانبار.. فتح تحقيق في الملف والأصابع تشير إلى حزب تقدم
المقاول يساوم "البرتقاليين" لغلق الموضوع
انهيار جسر الفلوجة الحديدي يجسد فساد الحلبوسي في الانبار.. فتح تحقيق في الملف والأصابع تشير إلى حزب تقدم
انفوبلس/..
"مشاريع ورقية" ربما هذا أدق توصيف للمشاريع الموجودة في الانبار، والتي صدّع حزب تقدم برئاسة محمد الحلبوسي رؤوس أهالي المحافظة بها، واخذها حجة لديمومة بقائه ودعم حزبه سياسياً، فما حدث مؤخراً من انهيار للجسر الحديدي الذي يربط الفلوجة بالرمادي خير دليل على فشل هذه المشاريع.
*التفاصيل
افاد مصدر محلي في محافظة الأنبار، يوم السبت الماضي، بانهيار أجزاء من جسر الفلوجة الحديدي الذي هو قيد الإنشاء مما اسفر عن اصابة عدد من العاملين فيه وغرق احدى الآليات، وذلك قبل افتتاحه بأيام.
وأشار المصدر، إلى سقوط جزء من الجسر الحديدي القديم لمدينة الفلوجة أثناء عملية تأهيله ما ادى إلى إصابة ثلاثة عاملين بجروح، وغرق آلية مخصصة للتبليط وسط نهر الفرات.
وأضاف المصدر أن الجسر يربط الفلوجة بمدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، وما يُسمى بطريق الرمادي القديم، عازيا سبب انهيار أجزاء من الجسر إلى رجوع شاحنة عليه.
في السياق، قال قائمقام الفلوجة خالد العيساوي، انه "لا توجد أي مشكلة فنية في الجسر، ولا يوجد أي حمل زائد لأي سيارة كانت تمر فوق الجسر"، لافتاً إلى أن "أحد أصحاب اللوريات العاملة في المقطع الثالث من الجسر، ضرب أحد أعمدة الجسر، أثناء صب مادة (الفلانكوت)".
من جهته، لفت المهندس المقيم على المشروع، صلاح إبراهيم، إلى أنه "بعد البدء بأعمال إكساء الممر الجديد من الجسر، عبرت جميع السيارات المحملة بالأسفلت إلى الجهة الثانية"، مضيفاً: "لكن نتيجة لرش مادة “الفلانكوت” فوق سطح الجسر، انزلقت إحدى السيارات وضربت أحد الأعمدة الرئيسية الحاملة للجسر".
وأوضح، أن "الحادث تسبب بخروج فضاء الجسر عن المساند الحاملة له، والحادث هو قضاء وقدر وليس مفتعلاً".
وأكد، أن "هذا المشروع ما زال في ذمة الشركة المنفذة ولم يتم استلامه حتى الآن، والشركة مسؤولة عن إعادة بناء الجسر".
*مقاضاة المتسببين
وما إن وقعت الحادثة، حتى خرج محافظ الانبار محمد نوري الدليمي، في زيارة تفقدية يوم السبت (13 نيسان 2024)، ليؤكد بأنه ستتم مقاضاة المتسببين والمقصرين بحادثة انهيار جسر الفلوجة الحديدي.
وحمل الدليمي، الشركة المنفذة لجسر الفلوجة الحديدي، مسؤولية الخسائر الناتجة عن انهياره. وقال "عندما تتم إحالة هكذا مشروع مهم إلى شركات غير متخصصة تكون النتائج سيئة".
واشار الى انه "من خلال التحقيقات الأولية اتضح أن إدارة المحافظة السابقة لم تختر شركة تنفيذ كفؤة ولديها أعمال مماثلة، كونها تعاقدت مع مكتب استشاري للمشروع من أقرباء المقاول ولم تختر مكاتب رصينة كمكاتب الجامعات".
واضاف ان "المشروع قيد التنفيذ وبذمة المقاول، والأضرار المادية من مسؤولية الشركة المنفذة وتتحملها بالكامل".
وتابع "ستتم محاسبة المقيم والاستشاري والمقاول والمسؤول عن إحالة المشروع إلى هذه الشركة خلال عام 2021، ومقاضاة المتسببين والمقصِّرين وردعهم ليكونوا عبرةً للآخرين".
*تحقيق
ويوم أمس الأحد، أصدر محافظ الانبار، محمد نوري، أمراً ادارياً بتشكيل لجنة تحقيقية خاصة لغرض تحديد ومحاسبة الجهة المسؤولة عن الفشل التنفيذي بأحد فضاءات جسر الفلوجة الحديدي بعد حادث انهيار جزء منه.
وجاء في وثيقة مذيلة بتوقيع نوري، ما نصه: " استناداً إلى الصلاحيات المخولة لنا بنص المادة 10/ أولاً من قانون انضباط موظفي الدولة والقطاع العام رقم 14 لسنة 1991 المعدل، ولغرض تحديد ومحاسبة المقصرين بخصوص الفشل التنفيذي بأحدد الفضاءات اثناء تنفيذ مشروع (إنشاء الممر الثاني لجسر الفلوجة الحديدي) والمحال بعهدة شركة الأوتار الفضية للمقاولات العامة بموجب العقد المرقم 204 لسنة 2021، تقرر تشكيل لجنة تحقيقية.. لإجراء التحقيق الإداري فيما يلي:
1. كيفية اختيار الشركة وإحالة المشروع إليها وتحديد المقصرية من عدمها.
2.كيفية اعتماد المكتب الاستشاري (تيجان) ومدى خبرتهم في مجال الاشراف على تنفيذ الجسور وبيان مقصريتهم من عدمها.
3. تشكيل دائرة المهندس المقيم ومدى مقصريتهم من عدمها".
وطالب المحافظ، بـ"إصدار التوصية اللازمة بذلك خلال مدة 72 ساعة".
وفي هذا الصدد، توعدت لجنة النزاهة في مجلس محافظة الانبار، باجراءتحقيق في حادث انهيار جسر الفلوجة الحديدي.
رئيس لجنة النزاهة سعد غازي المحمدي، اصدر بياناً، يوم السبت (13 نيسان 2024) بشأن حادثة إنهيار جسر الفلوجة الحديدي. وقال إن "حادثة إنهيارجسر الفلوجة الحديدي لن تمر مرور الكرام، وسنشكل لجنة تحقيقية بحق هذه الحادثة، ونحيل المقصرين الى اللجان التحقيقية لاتخاذ الاجراءات القانونية بحقهم".
وأضاف رئيس لجنة النزاهة ان "ما حصل اليوم لا يمكن كحكومة محلية ان نتهاون به، وسوف يتم محاسبة كافة المقصرين، ولا يمكن ان نتهاون مع المتسببين من المقاول والشركة الاستشارية والمهندس المقيم".
المحمدي، لفت الى أن "منهج الحكومة المحلية الحالية هو الاعمار وتصحيح الاجراءات الخاطئة في الاجراءات التعاقدية التي ادارها المحافظ السابق الذي يعطي المشاريع المهمة لمن ليست لديهم الخبرة الكافية وليست لديهم اعمال مماثلة، وانما يعطي المشاريع حسب المجاملات والمصالح الشخصية"، حسب قوله.
*انتقادات تطال "تقدم" والحلبوسي
في السياق، انتقد ناشطون وسياسيون في محافظة الأنبار، انهيار الجسر الحديدي في مدينة الفلوجة بعد فترة قصيرة من إعلان نائب المحافظ جاسم العسل الذي ينتمي لحزب "تقدم" إنجازه.
وقال النائب السابق عن محافظة الأنبار أحمد السلماني، إنه "لم يكن سقوطًا للجسر بقدر ما كان سقوطًا للوهم ولكذبة اسمها الأعمار".
واوضح في منشور له على فيس بوك، أن "كذبة الأعمار، طالما نُسجت حولها دعايات زائفة جعلت من الأقزام عمالقة".
من جانبه حمل الناشط المدني سيف خنفر "حزب تقدم الذي يحكم محافظة الأنبار مسؤولية انهيار الجسر الحديدي الذي لم يسقط في أعتى الظروف التي مرت على الفلوجة".
واضاف، أن "وهم الأعمار وخداع الناس قد بات منكشفًا، ويجب محاسبة المقصرين، لأنه كاد أن يكون كارثة إنسانية تتسبب بسقوط العشرات من الضحايا".
واوضح أن "قادة تقدم يتبجحون علينا بـ(كذبة الأعمار)، ولكن مشاريعهم عبارة عن ترقيع ووهم يبيعونه للمواطن في محاولة لخداع الناس".
*فضيحة
المراقب للشأن المحلي في الانبار، أزهر الجميلي، كشف عن أن "مقاول جسر الفلوجة المختفي طلب من أحد اصدقائه تسليم وثائق وصور إلى هيئة النزاهة في بغداد تثبت استلام الرشوة من قبل القيادي بحزب تقدم ونائب المحافظ الفني (جاسم العسل) والذي كان يخبره في مكالمات هاتفية مسجلة ان هذه المبالغ هي لقيادات وزعامات الأنبار التقدمية ويبعث بتهديد انه إذا تم اعتقاله سيقلب الطاولة".
ولفت الجميلي، إلى أنه "الان يجري الضغط على المحافظ لطمطمة الأمر ولحد الان بعده صامد".
يذكر أن الجسر الحديدي بالفلوجة يربط مركز المدينة بالمناطق الغربية منها، وتعرض الجسر الى عمليات إرهابية من قبل "داعش" بواسطة عجلة مفخخة أدى الى تدمير أجزاء منه وسقوطه بالنهر.