بارقة أمل لأُسر ضحايا نظام صدام من المغيبين.. بماذا وعدتهم مؤسسة الشهداء؟ وما أبرز إجراءات المؤسسة للتوصل إلى جميع الرفات؟
انفوبلس/ تقارير
أعادَ عثور مؤسسة الشهداء على رفات شقيقَي الشيخ عامر الكفيشي المعدومين عام 1986، الأمل إلى أُسر ضحايا نظام الطاغية صدام بالعثور على أبنائهم، حيث تقول السلطات العراقية إنه بين عامي 1980 و1990، فُقد أكثر من مليون شخص لا يُعرف مصير غالبيتهم في ظلّ نظام الطاغية آنذاك، في حين تؤكد اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن العراق واحد من الدول التي تضم أكبر عدد من المفقودين. فما هي الجهود التي تقوم بها مؤسسة الشهداء بهذا الشأن؟ وما عدد المقابر الجماعية في العراق؟ وما هي الخطوات الخاصة بالتنقيب عن تلك المقابر التي أعلنت عنها المؤسسة؟
*العثور على رفات شقيقَي الشيخ عامر الكفيشي
اليوم الثلاثاء، أعلنت مؤسسة الشهداء العثور على رفات شقيقي الشيخ عامر الكفيشي المعدومَين عام 1986. إعلان مَنح الأمل لأُسر ضحايا نظام صدام عَلّهم يعثرون على رفات ذويهم أيضا.
وشاركت دائرة المقابر الجماعية في مؤسسة الشهداء في تشييع رفات الشهيدَين علي ومحمد عبد الله الكفيشي اللذَين استُشهدا ودُفنا في المقابر الجماعية التي خلّفها النظام البعثي المقبور.
من جانبه، قال شقيق الشهيدَين الشيخ عامر الكفيشي، إن الطاغية صدام أقدم على إعدام شقيقه عام 1986 بسبب رفضهما الخضوع لأوامره.
وأكد الكفيشي، أن "شقيقيه رفضا أن يسيرا في ركاب الطاغية وآلا على نفسيهما أن يكونا في خط الإسلام"، مشيرا إلى أن "الطاغية صدام قدمهما إلى محكمة صورية والتي حكمت بإعدامهما بعد أن تعرضا لتعذيب شديد جدا".
وأضاف، إن السلطات البعثية أقدمت أيضا على اعتقال جميع أفراد أسرة أخويه بما فيهم النساء والأطفال"، لافتا إلى أن "شقيقيه تقدما الى خشبة الإعدام وهما بكامل إصرارهما على رفض الطاغية صدام".
*جهود مؤسسة الشهداء
تؤكد مؤسسة الشهداء، أن أكثر من خمسمئة وسبعين قبرا للشهداء تم افتتاحه مؤخرا من قبل دائرة شؤون المقابر الجماعية في المؤسسة وذلك استمرارا للبحث والتنقيب عن المقابر الجماعية التي خلّفها النظام المباد في العراق.
ويقول مدير دائرة حماية شؤون المقابر الجماعية ضياء الساعدي، إن ضمن خطط مؤسسة الشهداء هو فتح قبور الشهداء في مقبرة الكرخ الإسلامية وأخذ نماذج عظمية.
ويضيف الساعدي في تصريح له اليوم الثلاثاء، "لغاية الآن تم فتح ما يقارب خمسمئة وسبعين قبرا للشهداء"، مبينا أن "هذه العملية استغرقت وقتا طويلا كونها تحتاج إلى أن تكون هناك عينات دم مرجعية مقابل النموذج العظمي".
وتابع، "لا زال لدينا عدد كبير من القبور لم تُفتح لغاية الآن، لكن العمل مستمر والمؤسسة عازمة على أن تنهي هذا الملف".
وأكد الساعدي، أن "هناك إجراءات أخرى بإشراف من قبل رئيس المؤسسة تتمثل بتخصيص المقاطعة 12 في مقبرة الكرخ الإسلامية لغرض تسييجها وبناء قبور للشهداء".
وبيّن مدير دائرة حماية شؤون المقابر الجماعية، أن "مقبرة الكرخ الإسلامية تضم الكثير من رفات الشهداء وجميعها موضوعة ضمن خطط المؤسسة لغرض فتحها خلال الأيام القليلة القادمة".
*دور مؤسسة الشهداء في البحث عن المقابر الجماعية
وبهذا الشأن، تؤكد مؤسسة الشهداء أن أعمالها الخاصة بالبحث عن المقابر الجماعية مستمرة في كل أرجاء البلاد.
وتوضح المؤسسة، أن جميع الفرق داخلها وبإشراف رئيس المؤسسة عبد الإله النائلي تعمل على البحث عن رفات الشهداء، متعهدة بالوصول إلى أكبر قدر ممكن منها وفضح انتهاكات النظام البعثي المباد.
وتشترك عدة جهات عراقية رسمية في ملف فتح المقابر الجماعية التي يتم العثور عليها بين وقت وآخر في مناطق واسعة من البلاد، أبرزها "مؤسسة الشهداء" ووزارتا الصحة والداخلية ومجلس القضاء، من خلال لجنة مشتركة بين هذه الجهات، تتولى عملية فتح المقابر واستخراج الرفات والتحقق من هويات القتلى، وكذلك العمل على معرفة الجهة المتورطة بالجريمة.
ويضم العراق قرابة 200 مقبرة جماعية، أغلبها في مدينة الموصل، وتمكنت السلطات من فتح نحو نصف تلك المقابر، في حين تُوجَّه انتقادات حادة للحكومات العراقية المتعاقبة، والتي قامت بإهمال الملف رغم مناشدات أهالي المفقودين، ومطالباتهم بالبحث عن رفات ذويهم.
*بارقة أمل
كان نتاج القتال الدامي خلال الحرب العراقية الإيرانية العبثية والتي استمرت 8 سنوات (1980-1988) مئات الآلاف من القتلى والأسرى والمفقودين، ولكن رجوع بعض الأسرى بعد انتهاء الحرب، شكّل بارقة أمل لأهالي المفقودين في احتمال بقاء ذويهم على قيد الحياة.
وسجّلت بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بهذا الملف رواجاً ومتابعة من قبل الكثير من عائلات المفقودين، وهي تعرض صورا لجنود عراقيين أسرى لدى الجانب الإيراني ممن سُجِّلوا في عداد المفقودين.
وحول حقيقة وجود مفقودين أحياء في السجون الإيرانية، يقول ممثل مفوضية حقوق الإنسان العراقية مهدي التميمي، إن الجانب الإيراني أعلن رسميا عدم وجود أي أسير أو مفقود عراقي حي من الحرب، خلال اجتماع لجنة الصليب الأحمر الدولي عام 2014 في جنيف، وتم غلق الملف بصورة نهائية.
وأضاف التميمي، إن طلبات كثيرة ترد إلى المفوضية لتحديد مصير المفقودين خلال الحرب العراقية الإيرانية، ويتم البحث عنهم في سجلات المفقودين الأموات، بعد اليأس تماما من وجود أحياء.
من جهتها، أصدرت مفوضية حقوق الإنسان العراقية بيانا في 24 يونيو/ حزيران 2019، نفت فيه نفيا تاما وجود أي معلومات عما أُشيع بشأن ورود صور أو مقاطع فيديو أو أسماء عن الأسرى والمفقودين.