بسبب اكتشاف زواجه السري.. طبيب يقتل زوجته الطبيبة وعائلتها في أربيل.. تعرف على القصة الكاملة

انفوبلس..
يوم الخميس الماضي شهدت محافظة أربيل جريمة بشعة ترتقي لكونها مجزرة، نفذها طبيب بحق زوجته الطبيبة ووالدها ووالدتها وشقيقتها، بسبب عدم رجوعها معه لمنزله، لاكتشافها بأنه متزوج من امرأة غيرها سراً، الأمر الذي فتح ملف السلاح المنفلت في كردستان، فما التفاصيل؟
رسالة مؤلمة
وفي ضوء الجريمة التي هزت المجتمع الكردستاني والعراقي على حدٍ سواء، كشف الدكتور هريم كمال، النجل الوحيد لعائلة قضى معظم أفرادها في حي فرمانبران بمدينة أربيل، تفاصيل المذبحة التي تعرضت لها أسرته على يد صهرهم، واصفاً الجريمة بأنها "مجزرة".
ويقول كمال في رسالة خاصة بالحادث، باللغة الكردية، اليوم السبت، (نقلاً عن شهود وتفاصيل من المحققين بالإضافة إلى اعترافات القاتل)، إنّ والده لفظ أنفاسه الأخيرة وهو يردد: "قد قتلنا جميعاً".
وفي التفاصيل، يوضح أن الجاني الذي وصفه بالوحش، وهو طبيب متزوج من شقيقته الكبرى (سناء)، طالب زوجته بالعودة معه إلى منزلهما بعد خلاف بينهما، لكنها رفضت، ما دفعه إلى إشهار سلاحه في وجهها.
ويشير كمال المفجوع بإسرته إلى أن شقيقته سناء (طبيبة توليد وأمراض نسائية) كانت لطيفة للغاية ومهتمة بالعائلة، فيما شقيقته الأخرى سناريا (طبيبة الموجات فوق الصوتية وطالبة بورد) حاولت ثنيه عن إطلاق النار، لكنه بادر بإطلاق الرصاص عليها أولاً لتسقط مصابة في رقبتها، وبعد ذلك، قام بإطلاق النار على سناء، التي أُصيبت برصاصات قاتلة في صدرها.
ويضيف، أن القاتل عاد ليطلق النار مجدداً على سناريا وهي في حضن والدتها، ما أدى إلى إصابة الأم برصاصات اخترقت جسدها من الخلف.
ويؤكد هريم، أن والدته كانت "روح العائلة"، تبهج المجالس بحسن كلامها وتضفي جواً من الألفة.
ويتابع كمال، أن الأب ـ وهو معلم مخضرم قضى نحو 40 عاماً في التدريس ـ تلقى رصاصات قاتلة أيضاً على الرغم من طلب شقيقته "سهند" بألّا يخرج وإلا يواجه نفس مصير الضحايا ألا وهو القتل.
"سهند توسلت بالقاتل مراراً وناشدته أن يتوقف عن إطلاق النار، قائلةً: "أرجوك كفى، قد قتلتهم جميعاً'. غير أنّ توسّلاتها باءت بالفشل بعد أن استبدل الجاني مخزن سلاحه ليصوب رصاصه نحو ابنتي العائلة، لافين ابنة سهند، وكارين ابنة سابو، فأصاب الأولى في رجلها ونجت الثانية رغم إطلاق النار على ظهرها"، يقول هريم كمال.
ويضيف النجل الوحيد للعائلة أنّ القاتل غادر المنزل تاركاً خلفه جثث كل من والديه وشقيقتيه، مشيراً إلى أن آخر كلمات نطقتها شقيقته سناريا كانت وصية إلى شقيقتها "سوما" للعناية بأطفالها، فيما لفظ والده أنفاسه الأخيرة مردداً: قد قتلنا جميعاً". أمّا شقيقته الكبرى سناء ووالدته، فقد فارقتا الحياة دون أن تنطقا بكلمة.
"يا الله قلوبنا مجروحة وتتألم"، بهذه الكلمات يختم هريم كمال رسالته، بعد مجزرة دموية أودت بحياة معظم أفراد عائلة.
تفاصيل الجريمة
ويوم أمس الجمعة، تمكنت أسايش أربيل، من القبض على طبيب أقدم على قتل زوجته و3 من أفراد عائلتها بسبب خلاف عائلي.
وأفاد مصدر أمني أن "طبيبا أقدم على قتل 4 أشخاص من أفراد عائلته في حي فرمانبران مساء الخميس".
وأضاف أن "القوات الأمنية ألقت القبض على المتهم بعد ساعات من قيامه بالجريمة، وتم تقديمه للتحقيق لكشف ملابساتها".
وأوضح المصدر أن "القاتل هو الدكتور سيروان محمود، إذ أقدم على مهاجمة منزل والد زوجته في مدينة أربيل ما أدى إلى مقتل 4 من عائلة واحدة ومن بين الضحايا زوجته، التي تعمل طبيبة أيضاً ووفق المعلومات حدثت الجريمة بسبب مشاكل عائلية".
مصادر محلية أشارت بدورها إلى أن زوجة المتهم كانت تعمل طبيبة أيضاً، وأن المشكلة بسبب زواج القاتل من زوجة ثانية سراً. وأن الجاني أطلق النار من مسدس كان يحمله معه.
السلاح المنفلت في كردستان
يسجل السلاح المنفلت وحوادث القتل تزايدا ملحوظا في إقليم كردستان مؤخرا، ومرارا تُتهم محافظات وسط وجنوب العراق بأنها محافظات عشائرية وهناك سطوة فيها للسلاح المنفلت، على عكس ما موجود في إقليم كردستان من تقدم مدني وحضاري يفوق نظيره في المدن العراقية الأخرى، إلا أن الفترة الأخيرة شهدت زيادة كبيرة في حوادث القتل والنزاعات العشائرية المتكررة وفي جميع مدن الإقليم.
فمنطقة مثل قضاء خبات التابعة لمحافظة أربيل لا يمر يوم إلا وتشهد نزاعا عشائريا تُستخدم فيه مختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، بحسب السكان.
وليس الحال بقضاء سيد صادق أو جمجمال في السليمانية بأفضل مما موجود عليه في أربيل.
فقد شن شخص هجوما على عائلة زوجته، قبل عامين تقريبا، وذلك بعد خصام بينهم، واستُخدم في هذا النزاع مختلف الأسلحة، ولولا تدخل قوات الآسايش الكردية لحصلت مجزرة كبيرة.
وفي عام 2022، رأى عضو حزب العدل الكردستاني ريبوار محمد أمين، أن حصر السلاح المنفلت في يد سلطات الإقليم أصبح "ضرورة ملحّة جدا".
وقال محمد أمين، إن "حوادث القتل والمشاكل العشائرية والاجتماعية تزايدات خلال الفترة الأخيرة، وأصبح من الضروري وضع حد لهذه التصرفات".
وأضاف، أن "قرار وزارة الداخلية بمصادرة السلاح غير المرخص في الإقليم خطوة مهمة، لكنها تحتاج إلى عمل كبير".
وأشار إلى أن "حيازة السلاح من قبل عناصر الأحزاب وحمايات المسؤولين يجب أن يتم وفقا لقانون، لكي يقلل من السلاح المنفلت الذي انتشر مؤخرا بشكل كبير، في مدن إقليم كردستان".