بعثات أجنبية في العراق لإنقاذ 300 موقع أثري مهدد بالغرق
انفوبلس/..
من المقرر أن تبدأ بعثات أجنبية وفريق فني أرسلته منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة "يونسكو" إلى العراق، أعمال التنقيب، في 300 موقع أثري في قلعة آشور القريبة من سد مكحول بمحافظة صلاح الدين، بعدما وضعت ضمن لائحة الخطر، إذ إنها مهددة بالغرق.
ويهدد سد مكحول الذي بدأت وزارة الموارد المائية العراقية أعمال إنشائه، لتوفير المياه لمحافظة صلاح الدين، بغمر العديد من المواقع الأثرية القريبة منه، وأكثر من 40 قرية مأهولة بالسكان، فضلاً عن 400 مشروع خدمي، منها مدارس ومستوصفات صحية وأسواق وعيادات.
ووفقاً لرئيس هيئة الآثار والتراث في وزارة السياحة العراقية، ليث مجيد حسين، فإنّ "الهيئة وجهت نداءات إلى منظمة يونسكو، بهدف إنقاذ المواقع الأثرية في سد مكحول". وبيّن، في تصريح لصحيفة الصباح الرسمية، اليوم السبت، أنّ "المنظمة استجابت، بإرسال فريق فني لتقييم الموقع مع عشرات البعثات الأجنبية التي ستباشر قريباً أعمال التنقيب في منطقة آشور والأماكن المحيطة بها، فضلاً عن إجراء عمليات المسح الآثاري المنظمة".
وأضاف أنّ "البعثات تدعمها الجامعة الأميركية في السليمانية التي تعمل حالياً في تلك المواقع المهمة"، مبيّناً أنّ "موقع قلعة آشور يمثّل عاصمة الإمبراطورية الآشورية، وهي تضم أكثر من 300 موقع أثري وضع ضمن لائحة الخطر، والمياه ستغمرها عند إنشاء السد".
وأضاف أنّه "تمّ الاتفاق مع وزارة الموارد المائية على القيام بأعمال التنقيب وإنقاذ المواقع عند توافر التخصيصات المالية، فضلاً عن إنشاء سور حول مدينة آشور التي تمثّل مركزاً دينياً وتجارياً لواحدة من أعظم الإمبراطوريات في العالم، لصد المياه عنها، بهدف المحافظة على الإرث الحضاري وإيجاد خطط بديلة للمحافظة على المئات من المواقع المهمة"، وأكد أنّ "المتضررين من الأهالي ومالكي الأراضي الزراعية والعقارات والبساتين القريبة من موقع إنشاء السد سيُعوّضون".
ويقدر علماء آثار أنّ 85 إلى 90% من المواقع الأثرية العراقية لا تزال غير مستكشفة. وتصل على فترات متقاربة بعثات أجنبية تعمل في التنقيب والاستكشاف في عدد من المحافظات، وقد اكتشفت العديد من المواقعة، كذلك حددت المخاطر التي تحيط بأخرى.
ولحقت بالمواقع الأثرية في العراق أضرار كبيرة لأسباب مختلفة، منها تعدي مواطنين وأحزاب سياسية على الأراضي التي تضم تلك المواقع، والإهمال الحكومي، فضلاً عن أنّ تنظيم داعش دمّر ما يقارب 80 موقعاً أثرياً في محافظة نينوى منذ سيطرته على المحافظة عام 2014 وحتى تحريرها عام 2017.