بعد عقوبات الخزانة.. "فخ إعلامي" يسقط "فلاي بغداد" بالقاضية.. خدمت الاحتلال وتملك عقدا مع الجيش الأميركي.. إليك مشاركتها في أرباح الخطوط الجوية
انفوبلس/ تقارير
"الجيش الأميركي متعاقد ويانة، ننزل بقاعدة عين الأسد وبأربيل ونجيبهم ونوديهم ومدلليهم"، بهذه الكلمات صرّح مدير أمن الطيران في شركة فلاي بغداد نمير القيسي بعد العقوبات الأميركية التي فُرضت على الشركة، مؤكدا أن "فلاي بغداد" كانت دائما تنقل مسافرين أمريكان وأنها استغربت العقوبات التي فُرضت عليها. فكيف خدمت الشركة الأمريكان وكيف تمت الإطاحة بالشركة؟ وما الأرقام التفصيلية لمشاركتها في أرباح الخطوط الجوية العراقية؟
*خلفية
في الأسبوع الماضي، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركة "فلاي بغداد" للطيران ومديرها التنفيذي بزعم مساعدة الحرس الثوري الإيراني، وهو ما نفته الشركة.
وحسب بيان لوزارة الخزانة الأميركية، اتهمت واشنطن شركة فلاي بغداد ومديرها التنفيذي بشير عبد الكاظم علوان الشيباني بتقديم المساعدة لفيلق القدس المسؤول عن العمليات الخارجية للحرس الثوري الإيراني، وكذلك "للمجموعات الموالية له في العراق وسوريا ولبنان".
*معلومات جديدة.. "فلاي بغداد" خدمت الأمريكان!
وبعد نحو أسبوع من فرض العقوبات الأميركية، وما لحقه من نفي الشركة وتنديدها بإجراء الخزانة ومن ثم تعليق جميع رحلاتها الجوية، ظهرت معلومات جديدة إلى العلن تفيد بأن الشركة خدمت قوات الاحتلال، بل كانت تملك عقدا مع الجيش الأميركي.
المعلومات أدلى بها مدير أمن الطيران في شركة فلاي بغداد نمير القيسي يوم أمس، عندما قال في تصريح متلفز، إن "الشركة كانت دائما ما تنقل الجنود الامريكان على متن طائراتها إلى القواعد الأميركية في العراق".
وأضاف السلامي، إن "فلاي بغداد كانت تملك عقدا مع الجيش الأميركي يقضي بنقلهم إلى القواعد الأميركية في العراق". متسائلا: "مَن ينقل الامريكان كيف من الممكن أن يقدم على نقل أسلحة تابعة لإيران والفصائل؟".
وأشار السلامي إلى، أن "شركة فلاي بغداد كانت دائما ما تهبط في قاعدة عين الأسد بالأنبار وفي القواعد الأميركية بأربيل لنقل الجنود الأمريكان وكذلك نقل القطعات الأميركية".
*لا علاقة للشركة بالفصائل
وبشأن علاقة "فلاي بغداد" بالفصائل العراقية وصحة المزاعمات الأميركية، يقول الصحفي العراقي أحمد الحسيني، إن "المالك الحقيقي لأسهم شركة فلاي بغداد شخص اسمه أحمد أسد وهو رجل أعمال من النجف الأشرف وهو صاحب مركز وجامعة البيان".
وأضاف، "هو كذلك أحد شركاء شركة البُعد الرابع والتي قامت بأول مشروع استثماري في محافظة النجف الأشرف للبيوت الجاهزة والذي اسمه قرية الغدير الأولى والثانية، ولدى هذه الشركة مشاريع كبيرة جدًا في العراق".
وتابع، "كان لدى أحمد عبد الصاحب الحكيم (ابن عم السيد عمار الحكيم) بعنوانه الشخصي حصة في إدارة فلاي بغداد لم تتعدَّ الـ 10% من الأسهم، وقد قام ببيع حصته في 2018 إلى أحمد أسد ليصبح الأخير مالكها الوحيد".
أما بشير الشيباني، وفق الحسيني، "فهو المدير التنفيذي للشركة، ولا يمتلك فيها أسهماً، لكنه صاحب قرارات نقل الأسلحة والمعدات الحربية من بغداد الى سوريا ولبنان. ووزارة الخزانة الأمريكية وضعت المدير التنفيذي عوضاً عن مالك الشركة الفعلي في قائمة العقوبات.. هل هناك تفسير لهذا القرار الغريب؟".
وبحسب مصادر أخرى، فإن "الشركة مملوكة لأحمد أسد وشقيقه عباس أسد، وهما رجلا أعمال من النجف ولا علاقة لهما بالفصائل لا من قريب ولا من بعيد".
*مشاركة "فلاي بغداد" في أرباح الخطوط الجوية العراقية
خلال عام 2022 نقلت شركة فلاي بغداد 961,948 مسافرا في 10218 رحلة إلى 32 مطارا دوليا غير المطارات العراقية في 15 دولة. وبحسب الاقتصادي أنس يوسف فإنه لو تم الافتراض أن "كل رحلة تنفق رسوما إجمالية للدولة 5000 دولار عدا الوقود (رسوم مسافرين + أجور الاقتراب والهبوط والكمرك وغيرها من رسوم الحركة الجوية) فيصبح الإجمالي التقريبي ما يزيد عن 50 مليون دولار فقط عن رسوم الحركة الجوية، وهو إيراد يدخل الى الخزينة المركزية للدولة. تضاف إليه رسوم وضرائب أخرى يصل مجموعها الكلي بحسب تصريح المستشار الجوي للشركة والناطق الرسمي لها أمام الإعلام إلى 300 مليون دولار، أي أكثر من 450 مليار دينار عراقي".
وأوضح يوسف، إن "أهم الانعكاسات على سوق النقل الجوي في العراق هو أن أسعار التذاكر شهدت ارتفاعا ملحوظا تتراوح بين 35% في بعض القطاعات وصولا إلى 85% في قطاعات أخرى بسبب الزخم الذي خلّفه القرار بشركة فلاي بغداد واضطرار المسافر الى البحث عن شركة بديلة للسفر مما ولّد ضغطا بسبب انخفاض العرض، ولضعف مرونة العرض والطلب في سوق النقل الجوي سيستمر هذا الارتفاع لحين وصول آلية السوق إلى التوازن الجديد بعد محاولة الشركات المنافسة الاستحواذ على حصة فلاي بغداد في السوق وسد النقص الحاصل".
*شركات منافسة أطاحت بها
ووفق متابعين للشأن المحلي، فإن هناك سبع شركات للسفر في العراق واحدة منها شركة فلاي بغداد، وبينما ذهب بعضهم إلى أن بعض هذه الشركات المنافسة أطاح بها، لم يستبعد الآخر هذا الخيار لكنه عزا السبب الأول إلى انتهاء مصلحة الولايات المتحدة مع الشركة التي خدمتهم طوال السنوات الماضية.
ورغم ادّعاء مدير أمن مطار "فلاي بغداد" بوجود شركة أميركية تدقق عمل الشركة أربع مرات خلال السنة، إلا أن اقتصاديين رأوا أن التنافس بين الشركات في العراق أدى الى الإطاحة بـ "فلاي بغداد" وكذلك انتفاء حاجة واشنطن للشركة.
*مفاجأة واستغراب
وقالت شركة "فلاي بغداد"، "تفاجأنا بالقرار الأمريكي، ونحن اجتزنا الاختبار الأمني من الشركة الأمريكية KPJ ويتم التدقيق علينا 4 مرات في السنة".
وتابعت: "لدينا عقود مع الجانب الأمريكي في نقل موظفيها ورعاياها ومستخدميها والشركات الساندة الأمريكية"، واصفةً وقع القرار بـ "الصاعق".
وأعربت الشركة عن "استغرابها من قرار الإدارة الأمريكية رغم اتّباع الإجراءات الموصى بها من سلطة الطيران المدني دون خروقات"، بحسب الشركة.