بمساعدة أمريكية.. بريطانيا تبتلع إيرادات الخطوط الجوية العراقية بعد صفقة "مدوية"
انفوبلاس/بغداد
لم يكن يوما التواجد الغربي داخل العراق ذات منفعة مطلقا، ولم يكن التواجد الأمريكي والبريطاني بدواع الاستثمار ذات عائدة ربحية على العراق أبدا، فدائما ما عمدتا "المملكة والولاية" إلى التغلغل داخل النفوذ العراقي وابتلاع ثرواته عبر مختلف السبل والذرائع، والتي كانت أخرها صفقة بريطانية مدوية حطّت على إيرادات أهم قسم في الخطوط الجوية العراقية بمباركة ودعم داخلي من السفارة الأمريكية في العراق.
"مينزز" والخطوط الجوية العراقية
على غفلة وببنود لم تفقه عنها شيء، أعلنت وزارة النقل العراقية تعاقدها مع شركة "مينزز" البريطانية لغرض تطوير الخدمات الأرضية والمناولة الخاصة بخدمات الوقود المقدمة للطائرات، في خطوة غير مدروسة تسببت باستحواذ الشركة البريطانية على أهم قسم في الخطوط الجوية العراقية، حيث جاءت نسبة الشركة البريطانية من هذه الاتفاقية 70% في حين أكتفت الخطوط الجوية العراقية بنسبة الـ30% المتبقية، في صفقة وصفت بالمؤامرة على الخطوط الجوية العراقية.
*هدر بملايين الدولارات نتيجة العقد
بحسب وثائق رسمية، ستتحمل الخطوط الجوية العراقية مبلغ قدره اربعة وخمسون مليون وستمائة واربعة الاف وثمنمائة واربعون دولار أمريكي كل سنه المتمثل بنسبة الشركة المتحده الـ٧٠٪ من واردات الخدمات الارضية والشحن الجوي والوقود وبالارقام والتفاصيل الدقيقة وكانت سنة ٢٠١٨ مثال للواردات التي عمل القياس على أساسها وهناك تفاصيل ومخالفات عديده أخرى تم تثبيتها على مسودة العقد حينها.
*الدور الأمريكي في الاستحواذ على الخطوط الجوية العراقية
لم تكن أمريكا بعيدة عن كل ما يحدث في العراق، بدءا من الحروب مرورا بالتدخلات السياسية وصولا إلى الاقتصاد، وهذا ما حدث بالفعل بعد أن أمرت الولايات المتحدة الأمريكية وزير النقل العراقي ناصر الشبلي بالتوقيع مع شركة سايبر الأمريكية بدل شركة سيتا المعروفة عالميا والتي تشكل حوالي 90 ٪ من أعمال شركات الطيران في العالم.
*تحذير نيابي من خطورة الصفقة
عضو مجلس النواب جمال المحمداوي حذر بشدة من خطورة الصفقة، حيث أكد أن "شعبة الخدمات الأرضية التابعة لشركة الخطوط الجوية كانت تقوم بالخدمات المذكورة آنفا وأنها تقدم تلك الخدمات للطائرات العراقية مجانا في حين ستقدم الخدمات من قبل شركة مينزز لقاء مبالغ مالية تصل سنويا إلى أكثر من ( 41،152،925)$ للسنة الواحدة على أساس عدد رحلات سنوي يبلغ (9،209) رحلة من وإلى مطار بغداد".
وتابع المحمداوي "بذلك فإن شركة الخطوط الجوية ستفقد ايراد الطائرات الأجنبية (28،092،730)$ يطرح منه نسبة (13٪) الخاصة بالخطوط الجوية العراقية والتي تبلغ ( 3،652،054)$ وبذلك يكون صافي ايراد الطائرات الأجنبية (24،440،675)$ في حين أن الإيرادات الواردة من الطائرات العراقية (41،152،925)$ ولذا يكون مجموع الإيرادات من الطائرات العراقية والأجنبية (65،593،597)$ وبطرح المصاريف التشغيلية التقديرية البالغة (4،500،000)$ يكون الباقي (61،093،597)$ وعند طرح حصة الخطوط الجوية البالغة (30٪) وهي (18،328،079)$ عندها يكون صافي المبلغ الذي يتم دفعه إلى شركة مينزز الذي يساوي (70٪) هو (42،765،517)$".
وأشار الى ان "ايرادات الشحن الجوي ستفقد شركة الخطوط الجوية العراقية (70٪) من إيراداتها، اما بخصوص إيراد الشحن الجوي خاص عن نقل شحنات البنك المركزي فإنها ستفقد ما يصل إلى (50 ٪) من الإيرادات، اما بشأن ايرادات المناولة الأرضية للوقود فإن شركة الخطوط الجوية العراقية ستدفع إيرادات الطائرات الأجنبية من الوقود (4،300،000)$ و ايرادات مناولة الطائرات العراقية من الوقود (10،309،000)$ ومجموع ذلك (14،609،000)$، فيما كانت المناولة الأرضية للوقود تقدم للطائرات العراقية مجانا من قبل شعبة الوقود في شركة الخطوط الجوية".
وأوضح أن "مجموعة ما تدفعه شركة الخطوط الجوية العراقية عن جميع الخدمات تساوي (54،604،840)$. وأكد أن قيام شركة الخطوط الجوية العراقية التعاقد مع شركة مينزز البريطانية ودفع (70٪) من الإيرادات يعد هدرا في المال العام ولا يتناسب مع ظروف العجز المالي في ميزانية الدولة حيث لا مبرر لدفع تلك المبالغ إلى شركات أجنبية عن خدمات تقوم تقوم بها شركة الخطوط الجوية دون أي مشاكل وبكفاءة جيدة".
وحمل المحمداوي وزارة النقل وإدارة شركة الخطوط الجوية العراقية "كامل المسؤولية عن هذا الهدر".
*أبرز مصائب العقد وآثاره على العراق
١.سابقا.. الخدمات الأرضية والمقدمة للخطوط الجوية العراقية في مطار بغداد "مجانية" أما حاليا تسدد الخطوط الجوية العراقية بحدود (٤١ مليون) دولار سنويا للشركة المشتركة لقاء الخدمات التي كانت مجانا، وبواردات سنوية تقدر بحدود 28 مليون دولار لقاء الخدمات الارضية اليوم اصبحت هذه المبالغ لشركة منزز والطامة الكبرى ان الخطوط اصبحت تدفع ملايين الدولارات لقاء الخدمات المقدمة لطائراتها في
مطار بغداد بعد ان كانت هي من تقدمها للاخرين.
٢. سابقا.. يدخل إيراد إلى خزينة الحكومة العراقية مبلغ بحدود( ٢٥ مليون) دولار سنويا لقاء تقديم الخدمات الأرضية اضافة الى مبالغ الوقود للطائرات غير العراقية، أما حاليا يذهب هذا المبلغ للشركة المشتركة (٧٠٪ منزيز و٣٠٪الخطوط).
٣. حصة الخطوط الجوية العراقية (١٨ مليون ونص ) دولار قيمة الـ ٣٠٪ من المبلغ أعلاه وهو (٦١ مليون) دولار (والذي كان سابقا يدخل خزينة الدولة).
٤. سابقا.. بحدود(٤ مليون) دولار تدخل إيرادات للحكومة العراقية من عمليات الشحن الجوي، حاليا.. قيمة ٣٠٪ للخطوط بحدود (مليون ٥٠٠ الف) دولار فقط.
٥. سابقا.. خدمات الوقود تدر على ميزانية الدولة مبلغ بحدود (٤ مليون دولار سنويا) وطائرات الخطوط مجانا (( صرفياتها بحدود ١٠ مليون دولار))، أما حاليا.. حصة الخطوط من ٣٠٪ (صفر) بل ستدفع ٧٠٪ من قيمة صرفيات طائرات الخطوط والتي تقدر بـ (٧ مليون دولار) إلى الشركة البريطانية.
6- ستدفع الخطوط الجوية العراقية مبلغ قدره (٥٥ مليون دولار) للشركة البريطانية والتي كانت سابقا تدخل خزينة الحكومة.. المعنى، لا يوجد أرباح للخطوط بقيمة ٣٠٪ وإنما تدفع الخطوط من إيرادات الدولة لتغطي أرباح الشركة البريطانية مقابل صرفيات طائرات الخطوط".
*تظاهرات منددة بالعقد
لكونه عقدا مبهما يحمل في طياته بنود لا يمكن تمريرها بسبب ثقلها على العراق، تظاهر العشرات من موظفي شركة الخطوط الجوية العراقية، اعتراضاً على بنود هذا العقد، مؤكدين ان احتجاجاتهم، جاء لما في هذا العقد من غبن لحقوق الخطوط الجوية وهدر أموال بمليارات الدنانير.
وطالب المتظاهرون "وزارة النقل بإلغاء التعاقد مع شركة "مينزز" البريطانية الخاص بالخدمات الأرضية في مطار بغداد الدولي.
*خلاصة
بشكل رسمي، فأن سلطة الطيران المدني العراقي باعت محطة الخطوط الجوية العراقية، بموظفيها والمعدات الارضية والخدمات الارضية ووقود الطائرات والشحن الجوي الى البرهان السارق الذي لم يدفع أموال المعدات الارضية والتأمين الى حد هذه اللحظة، تبعية البرهان آلى أمريكا وبريطانيا، ما يعني ان حضارة 75 سنة الخطوط الجوية العراقية قد ذهبت.