بين الطائفية والسرقة وتزييف التاريخ.. شريك خميس الخنجر محمد عياش الكبيسي يُفتي بحلّية "الشماتة" بشهداء الشيعة.. تعرف على تاريخه
انفوبلس..
بتاريخ مليء بالتحريض والإرهاب والمغالطات الدينية والتاريخية، ظهر القيادي في جماعة الإخوان المسلمين المقيم في الدوحة، محمد عياش الكبيسي بفتوى جديدة يحلل فيها "الشماتة" بحق شهداء الشيعة، وذلك استكمالاً لمواقفه المعادية للتشيع بكل أشكاله. فمن هو؟ وما علاقته بخميس الخنجر؟ وكيف سرقوا أموال التبرعات القطرية للنازحين؟
تحليل "الشماتة"
وفي تدوينة نشرها الكبيسي على صفحته في موقع "أكس"، قال: "هل يجوز لأمهاتنا وأخواتنا في حلب أو أدلب أو القصير أو درعا أن يشمتن ويظهرن الفرح بهلاك من شرّدهن وقتل أولادهنّ وإخوانهنّ؟". مضيفاً: "نعم والله يجوز . كما يجوز لأمهاتنا وأخواتنا في غزة أن يشمتن بهلاك أي صهيوني لعين ولو كان هلاكه بنيران صديقة أو بحجارة من السماء، فهذه فطرة الله التي فطر الناس عليها، فلا تلتفتوا لمن تلوثت فطرتهم بملوّثات السياسة الباهتة، وأنانية المشاعر المنحرفة".
وتابع: "هل هذه فتوى؟ نعم إنها فتوى وأنا العبد الفقير أتحمل مسؤوليتها أمام الله تعالى".
طائفية الكبيسي
وعلى الرغم من عدم ذكره الشيعة صراحةً في تدوينته، إلا أنه اختار المحافظات التي نشط فيها الإرهاب بسوريا وقاتلته الفصائل الشيعية بكل بسالة للمحافظة على البلاد وضمان عدم سقوطها بيد الإرهاب.
ومحمد عياش الكبيسي، هو أحد رجال الدين السنة العراقيين الذين برزوا بعد الاحتلال الأمريكي عام 2003، واقتصرت مواقفه في حينها على تبعية رجال مذهبه المشهورين بالفتنة والطائفية آنذاك، حتى جاء عام 2008 وهو العام الذي بدأت فيه الحرب الطائفية بالانتهاء، وبدأ فيه تنظيم القاعدة الإرهابي بالتقهقر، فقام بالاستقالة من منصبه كنائب الأمين العام لمجلس علماء العراق، وغادر البلاد برفقة المئات من رجال الطائفية في تلك الحقبة.
استغل الكبيسي انتماءه للإخوان المسلمين للجوء إلى دولة قطر، فعاش فيها واستمر بكتاباته وفتاواه المعتادة ضد الشيعة عموماً، وشيعة العراق وإيران خصوصاً.
تحامله على الشيعة
وربما يُعد رأي الكبيسي تجاه الاحتلال الأمريكي للعراق ومقاومته من أكثر آرائه المشهورة المثيرة للسخرية، حيث يرى أن الشيعة تعاونوا مع الاحتلال بينما قاومه السنة حتى طردوه من البلاد، ففي مقالة له، كتبها خلال الأيام الأولى لسيطرة داعش على مناطق واسعة من البلاد عام 2014، قال الكبيسي: "تفرض العقدة الطائفية نفسها في كل ورقة من أوراق الملف العراقي منذ سقوط بغداد على يد الغزاة الأميركان وإلى اليوم، حيث حصل انقسام حاد بين المكونات العراقية الرئيسية، فالشيعة تعاونوا مع الاحتلال واعتبروه فرصتهم التاريخية للانطلاق بمشروعهم الكبير والعابر للحدود القطرية والقومية، والكرد انحازوا لقوميتهم وإقليمهم وقد نجحوا ببناء تجربتهم الخاصة على مختلف الصعد، أما السنّة العرب فقد تحملوا وحدهم مقاومة الاحتلال حتى تمكنوا من طرده, في منازلة لم تكن متكافئة ولا متوازنة بكل المقاييس".
وأضاف: "ومع أن هذا الواقع لا يكاد يختلف عليه اثنان، غير أن الخطاب السياسي للسنة كان مرتبكا، فمنهم من يرى تسمية الوقائع بأسمائها فيقول: إنها مقاومة سنّية، ومنهم من يصر على تجاوز الوقائع الملموسة والمشاهدة ليقول: إنها مقاومة شعبية أو وطنية عامة! ثم يذهب ليلتقط حادثة من هنا وتصريحا من هناك ليعزز به موقفه، مع أن الشيعة لم يكتفوا بالوقوف على التل في تلك المنازلة, بل دخلت ميليشياتهم جنبا إلى جنب مع المارينز في الفلوجة والرمادي وكل المناطق السنّية, وبمباركة مراجعهم وقيادتهم المعتبرة".
وتابع: "بعد ملف المقاومة جاء ملف آخر وهو ملف الحراك، حيث انتفضت المحافظات السنية الست (بغداد والأنبار وديالى والموصل وصلاح الدين وكركوك)، ورغم كل الجهود الاستثنائية التي بذلها بعض السنة الحالمون بالوحدة الوطنية لتحريك شيء ما في الجسد الشيعي إلا أن محاولاتهم انتهت إلى لا شيء، وتبين للقاصي والداني أن الاتصالات والوعود من قبل بعض المراجع أو شيوخ القبائل من الشيعة (العروبيين) أو (الوطنيين) لم تكن سوى دعاية مضللة لا وزن لها على الأرض، أو أن المجتمع الشيعي قد لفظهم وانحاز بقوة إلى مراجعه وقياداته الطائفية المعروفة".
دعم داعش
وفي مطلع عام 2014، نشر الكبيسي مقالا دعم فيه "الحراك" في محافظة الانبار، والذي تطور بعد أشهر قليلة ليصبح إعلان خلافة سنية إرهابية تسعى لاحتلال ما يمكنها احتلاله من أراضي العراق وجيرانه.
وقال الكبيسي: "لا زالت انتفاضة الأنبار -في زخمها الأكبر- تتحرك تحت عنوان (الدفاع عن النفس ورد الصائل المعتدي)، وهو ما يعني إدانة واضحة لجيش المالكي الذي استخدم كل إمكانياته وأسلحته الهجومية ضد ساحات الاعتصام السلمي والقبائل الحاضنة والمستضيفة لها بذريعة وجود أسلحة ومسلحين داخل الساحات، وبعد الاقتحام لم يتمكن المالكي من إثبات ادعاءاته ولو بقطعة سلاح واحدة، مما يعني أنه كان عازما على العدوان وفض الاعتصامات المدنية بالقوة".
وأضاف إن "السلاح الذي استخدمه الجيش لقتل المدنيين هو سلاح أميركي، وهذا خرق للقوانين الأميركية الخاصة بتصدير السلاح، وكان من المفترض أن تتم محاسبة المالكي أو شموله بقانون الحظر –على الأقل- إلا أن المفاجأة كانت بمسارعة البيت الأبيض لتزويده بقائمة جديدة من الأسلحة والمخصصة لمعالجة حالات التمرد، وهذا يؤكد وجود الإذن الأميركي بالعدوان إما لمعاقبة هذه المحافظة على مواقفها السابقة من الاحتلال، وإما لتهيئة الأرض لمشروع جديد قد يصل إلى تغيير جذري في خارطة المنطقة كلها".
وتابع: "لقد آثر ثوار الفلوجة التفرغ التام لقوات المالكي والتصدي لها على معالجة إشكالية داعش، وقد حققوا بهذا تفوقا نوعيا على قوات المالكي، لكن ما ذا لو تحركت قوات (الصحوة) من الرمادي ومعها الأجهزة الأمنية التي أعادت تنظيم صفوفها لطرد داعش من الفلوجة؟ إن تقسيم الجهد وتوزيع المهام لا مناص منه عاجلا أو آجلا، وكلما ترك فراغ ما في الساحة فإنه مرشح لأن يملأ بطرف جديد ويحتاج إلى معالجة جديدة".
سرقات برفقة الخنجر
في عام 2021، حدث خلاف كبير حول الحصص المالية بين أقطاب تحالف عزم الذي يتزعمه خميس الخنجر، ليقوم أحد قيادات التحالف ممن لم يمنحه الخنجر شيئاً من العطاء القطري، بفضح معلومات لأول مرة حول "السُرّاق الثلاثة" داخل الأوساط السنية، خصوصاً في محافظة الأنبار، حيث دار الحديث تلك الأيام، عما فعله القيادي في جماعة الإخوان المسلمين المقيم في العاصمة القطرية الدوحة، محمد عياش الكبيسي، وشقيقه مصطفى عياش الكبيسي, بالأموال التي خُصصت للمحافظات المحررة.
وداخل دواوين ومضايف أهل الغربية وصلاح الدين ونينوى والمحافظات الأخرى، تُتداول قصة الأخوين عياش وخميس الخنجر، والتي بدأت "بتحرك القيادي في جماعة الإخوان المسلمين محمد عياش الكبيسي، والذي يعمل رئيساً لقسم العقيدة في جامعة قطر".
وبحسب مقربين منه، فإن "محمد عياش يملك علاقات واسعة مع أمراء دولة قطر، الذين يمولون جماعات الإخوان المسلمين في بلدان (مصر وتونس والعراق والأردن)، وبقية دول المنطقة، لذلك استغل محمد عياش علاقته مع أمراء قطر وطلب منهم تمويل جهات معينة داخل العراق وخلق نفوذ قوي للإخوان المسلمين مستغلين الأوضاع والاحداث الاستثنائية داخل العراق".
واتفق معهم على أن يكون التمويل تحت عنوان (دعم أهل السنة في العراق).
ويروي المقربون من الخنجر وعياش خلال نشرهم فضائحهم في دواوين ومضايف أهل السنة أن "الحقيقة هي دعم من يبايعهم على الولاء لجماعة الإخوان بدعم من قبل الإخوين عياش حيث لديهم مشروع تخريبي يريدون تحقيقه في العراق".
ويضيفون "هنا قدّم محمد عياش، خميس الخنجر للقطريين، لكي تمر الأموال عن طريقه، كونه رجل أعمال ولا يلفت انتباه الآخرين إذا قام بالمهمة وحده".
ومضت القيادات داخل تحالف عزم، التي لم تكشف عن اسمها إلى الآن، بالقول "وافق القطريون على مقترح محمد عياش الكبيسي، وذهب الكبيسي للخنجر وأخبره بأن الموافقة قد تمت وأنه من سيتسلم الأموال".
وأضافت، "لكن الكبيسي اشترط على الخنجر أن يكون أخاه مصطفى عياش مساعدا له ووكيلاً ليعرف كل شاردة وواردة ويكون على اطلاع بتفاصيل صرف الأموال".
وقالت "وفعلا وافق الخنجر على الفور وأصبح مصطفى الكبيسي مساعدا للخنجر تحت غطاء مدير عام مؤسسة الخنجر العلمية، احيانا واحيانا تحت غطاء مدير المكتب التعليمي وبدأت الأموال تضخ للخنجر تحت عناوين عدة منها ابتعاث الطلبة السنة الى الخارج من اجل الدارسة".
وأكملت القيادات، إن "هذا الجانب خصص له مئات الملايين من الدولارات من قبل الأمراء القطريين، لكن ما تم صرفه لا يتجاوز ١٠٪ من المبالغ المخصصة من قطر لهذا الشأن، ليسرق الخنجر ومصطفى الكبيسي ٩٠٪من هذه المبالغ".
وتابعت، "حتى الطلبة الذين تم ابتعاثهم، تركوهم في منتصف الطريق، والكثير منهم ترك دراسته وعاد للعراق".
وجاءت الوجهة الثانية لسرقة الأموال القطرية كالآتي: "فعن طريق تمويل اعتصامات المحافظات السنية تم تخصيص مبالغ بمئات الملايين من الدولارات استلمها الخنجر لتمويل الاعتصامات لمدة عام كامل في الانبار ونينوى وكركوك وبغداد وديالى ولكن الخنجر لم ينفق منها الا الفتات وسرق بقية الأموال التي دفعتها قطر".
وبعد اجتياح التنظيم الارهابي داعش، للمحافظات السنية، بسبب الفوضى التي صنعتها ساحات الاعتصام وتمويل الجماعات المتطرفة والمتشددة من المراهقين وكبار السنة والضباط السابقين الناقمين على الوضع في البلد، وعلى اثر تعرض الملايين من أهل السنة إلى موجات نزوح هائلة بعد تدمير منازلهم.
وخصصت قطر لدعم اكثر من ثلاثة ملايين نازح مبلغا يُقدَّر بمليار ونصف المليار دولار تسلمها خميس الخنجر وخدع القطريين بسلة غذائية لكل عائلة قيمتها ٧ دولارات فقط أي ما يعادل ١٠ آلاف دينار عراقي، والتهم الباقي هو والأخوان مصطفى ومحمد عياش كالعادة".
بعدها توجه الأخوان عياش وخميس الخنجر، الذين شكلوا مافيات وعصابات داخل المناطق المحررة تهدد كل من يقف ضد مشاريعهم التخريبية وكل من يحاول كشف اسرارهم، إلى "سرقة أموال مدارس النازحين والتي اطلق عليها مدارس الرصافي النموذجية".
وبحسب المصادر، فإن "هذه المدارس خصصت لها قطر أكثر من مليار دولار عدا رواتب الطلبة الدارسين فيها، فقد خصصت قطر لكل طالب مبلغا شهريا له ولعائلته قدره ٥٠٠ دولار، لم يدفعها الخنجر، بل ابتلعها هو والأخوان عياش وموّلوا بها عصاباتهم ومافياتهم داخل المحافظات السنية".
وتؤكد القيادات التي كشفت هذه المعلومات ونشرتها انها "مستعدة لمواجهة خميس الخنجر بكل ما تم كشفه، كونه لم يفِ بوعده ولم يمنحهم جزءاً من الأموال التي عمد على سرقتها طيلة السنوات السابقة".
بدورهم يؤكد شيوخ عشائر المحافظات السنية، أن "خميس الخنجر غير غائب عن أذهان أبناء المحافظات المحررة فهم يدركون جيداً مدى إرهابه وخبثه وفساده، وهم يعملون ليل نهار على عدم السماح له بالعودة إلى البرلمان مجدداً كونه سيكون رصاصة الرحمة التي تُطلق ضد المغيبين والمظلومين من أبناء المناطق السنية".