تبادل رفات ضحايا الحرب بين العراق وإيران مستمر.. جهود بغداد أقل في إغلاق الملف
انفوبلس/ تقرير
لا يزال يتبادل العراق وإيران بين فترة وأخرى رفات ضحايا قضوا في حرب الثمانينيات القرن الماضي، التي مرّ على انتهائها أكثر من 3 عقود، لكن هنالك آلاف الضحايا المفقودين الذين لم يحالفهم الحظ ليجدوا طريقهم الى قبورهم النهائية ومثواهم الأخير وإلقاء أهلهم النظرة الأخيرة عليهم، فما آخر مستجدات هذا الملف؟
*المعلومات نفدت والعراق لا يعرف أين يحفر!
بعد أكثر من 20 عامًا على تحولها لمقابر ضمّت أجساد المفقودين من ضحايا الحرب العراقية الإيرانية، شهدت الحدود العراقية الإيرانية عمليات بحث موسعة طوال السنوات الماضية منذ 2003 وحتى الآن، لكن لا يزال هنالك آلاف الضحايا المفقودين الذين لم يحالفهم الحظ ليجدوا طريقهم الى قبورهم النهائية ومثواهم الأخير وإلقاء أهلهم النظرة الأخيرة عليهم بعد مرور ثلاثة عقود من فقدانهم.
وشهدت السنوات العشر الماضية عمليات بحث واستخراج وتبادل رفات ما بين الجانبين العراقي والإيراني، كانت معظم عمليات البحث هذه مدفوعة بمعلومات "مبعثرة" تعتمد على تاريخ المعارك وذاكرة الجنود والضباط ليتم البحث في مناطق معينة، وتمت من خلال هذه العمليات تبادل أكثر من 60 ألف رفات بين العراق وإيران، ما عدا ما تم العثور عليهم من عراقيين داخل الحدود العراقية، لكن ما يتم الاعتماد عليه من معلومات قد نفدت، ما أدى لتوقف عمليات البحث لحين العثور على معلومات جديدة للاستدلال على مناطق حدوث عمليات عسكرية أدت لموت جماعي للجنود للقيام بعمليات الحفر والبحث مجددًا.
*تأجيل عمليات البحث
مسؤول رفيع في وزارة الدفاع يقول، إن "عمليات البحث عن رفات حرب الثمانينيات بين العراق وإيران ضمن مناطق الشريط الحدودي في مواقع مندلي وقزانية ومحيط خانقين في ديالى متوقفة منذ فترة والآن تم تأجيلها الى 2024"، مشيرا الى أن "التأجيل جاء بسبب نفاد خزين المعلومات المتوفرة عن المواقع المحتملة لوجود الرفات سواء للعراقيين أو الإيرانيين والتي تعتمد في مجملها عن مسارات المعارك أو ما اختزنته ذاكرة الجنود والقيادات العسكرية أو أي معلومة تظهر بعض أسرار أماكن دفن الرفات وهي بالمئات".
ويشير المسؤول (طلب عدم ذكر اسمه) إلى أن "خط الشريط الحدودي شهد نحو 10 معارك قوية بين أعوام 1980-1988 وسط تضارب الأنباء عن عدد الضحايا بين العراق وإيران لكن كل الاحتمالات تؤكد سقوط الآلاف لايزال مصير الكثير منهم مجهولا لعدم العثور على رفاتهم لأن بعضهم دُفن في المواقع إثر القصف"، لافتا الى، أن "المئات من رفات الجنود العراقيين والإيرانيين تم انتشالها في السنوات الماضية من خلال خزين المعلومات، وتأجيل عمليات البحث مؤقتة ليتسنّى الوصول الى معلومات أخرى".
كم استلم العراق وإيران من الرفات!
تشير الإحصائيات الإيرانية الرسمية، الى أن الجانب الإيراني استلم رفات 47 ألف جندي إيراني، أما العراق فاستلم 20 ألف رفات من الجانب الإيراني. ويكشف مسؤول لجنة المفقودين في إيران، محمد باقر زادي، إن "عمليات التبادل تجري بإشراف وتعاون وزارتي الدفاع للبلدين، ومنذ ما بعد عام 2003 إلى اليوم جرى استلام رفات 47 ألف جندي إيراني، ولم يبقَ سوى رفات 2500 جندي داخل العراق".
ويضيف، إن "الجانب الإيراني سلّم العراق 20 ألف جندي، والباقي الآن 50 ألفاً في إيران، بحسب تبليغ الجانب العراقي"، مؤكداً أن "الجانب العراقي عثر أخيراً على مقبرة جماعية في منطقة الشعيبة بالبصرة لجنود إيرانيين، وكان عدد منهم معلومي الهوية".
وتتم عمليات التبادل من قبل اللجنة العراقية - الإيرانية المشتركة، التي اتفق البلدان على تشكيلها بهدف البحث عن رفات ضحايا الحرب، وبإشراف من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وكذلك بموجب "مذكرتي التفاهم الموقعتين بين العراق وإيران في العام 2008.
ومن المفترض أن يخضع رفات الجنود لفحص "دي أن إيه" من قبل دائرة الطب العدلي، لتسليمهم بعد ذلك لذويهم.
وقال مدير دائرة الطب العدلي زيد علي العام الماضي، إن الدائرة تفتقر كذلك إلى "المبالغ الكافية لشراء المواد المستعملة في إجراء الفحص"، رغم أنها مزودة بتقنيات حديثة.
ويُعد العثور على آثار الحمض النووي في الرفات المعرّضة للأمطار والحرائق وغيرها من العوامل لسنوات، أمراً صعباً، بحسب خبراء الطب الشرعي.
ووجهت للحكومات العراقية السابقة، اتهامات من قبل ذوي ضحايا الجنود العراقيين المفقودين بإهمال الملف، بشكل متعمد، وسط مطالبات بتدخل من قبل المنظمات الدولية لمتابعته.
ويتبادل العراق وإيران بين فترة وأخرى رفات ضحايا على إثر الحرب (حرب الخليج الأولى)، التي نشبت بين العراق وإيران في 22 سبتمبر/ أيلول 1980 وانتهت في 8 أغسطس/ آب 1988، وعُرفت بأنها أطول حروب القرن العشرين، والتي راح ضحيتها 3 ملايين إنسان بين قتيل وجريح من الطرفين، والتي اعترفت "الأمم المتحدة" عام 1992، بأن العراق بقيادة المقبور صدام حسين كان الدولة المعادية لإيران.
الجانب الإيراني أعلن رسميا عدم وجود أي أسير أو مفقود عراقي حي من الحرب
وحول حقيقة وجود مفقودين أحياء في السجون الإيرانية، قال ممثل مفوضية حقوق الإنسان العراقية مهدي التميمي سابقاً إن الجانب الإيراني أعلن رسميا عدم وجود أي أسير أو مفقود عراقي حي من الحرب، خلال اجتماع لجنة الصليب الأحمر الدولي عام 2014 في جنيف، وتم غلق الملف بصورة نهائية.
كما أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق أن ملف الأسرى والمفقودين بين الجانبين العراقي والإيراني قد أُغلق رسميا من قبل بغداد وطهران عام 2011، مشيرة إلى أن آخر وجبة تبادل أسرى بين البلدين تحت إشرافها تمت عام 2003.