تحرشات بالمواكب الحسينية في ذي قار تتحول الى مواجهة "محدودة" تنذر بالتكرار.. ماذا حدث؟
انفوبلس/ تقرير
شهدت محافظة ذي قار، ليلة أمس السبت 26 آب/ أغسطس 2023، توتراً أمنياً، حيث أقدمت مجموعة على مهاجمة المواكب الحسينية التي تقدم الخدمة لزوار الأربعينية المليونية على الرغم من وجود عناصر أمنية في مدينة الناصرية بحُجج سياسية.
إطلاق نار قرب المواكب الحسينية في محافظة ذي قار
وكشفت مصادر محلية، اليوم الأحد 27 آب/ أغسطس 2023، عن تفاصيل ما جرى قرب المواكب الحسينية في محافظة ذي قار. وذكرت المصادر لـ"انفوبلس"، أن "بعض الأشخاص من حركة تشرين أرادوا الاعتداء على بعض المواكب الحسينية في مدينة الناصرية وسط وجود القوات الأمنية المنتشرة هناك لحُجج وأسباب سياسية".
وأضافت، أن "أصحاب المواكب الحسينية قاموا بالتصدي لهم بشكل حازم، كما حصل إطلاق نار فيما أن أبناء المواكب رفعوا دعاوى كثيرة ضدهم"، لافتة الى أن "العناصر المهاجِمة الآن يُرسلون وفودا للوساطة وسحب الدعاوى التي رُفعت ضدهم".
*مدونون يكتبون
وعلق العديد من المدونين والنشطاء عبر حساباتهم الشخصية حول هذه الحادثة، فقد قال المدون محمد الحسن في تغريدة على منصة تويتر، "هتلية وسفلة تشرين يعتدون على موكب حسيني في ذي قار. ولكم سرابيت اولاد الرفيقات، شغلكم بالمطعم التركي ط٦ شجابكم على المواكب".
فيما كتب المدون زهير قاسم في تغريدة أيضاً، "على الطريقة البعثية مرتزقة تشرين يهاجمون المواكب الحسينية التي تقدم الخدمة لزوار زيارة الأربعين المليونية في الناصرية يجب وضع حد لهؤلاء السفلة والمنحطين من ابناء الرفيقات وعلى القوات الامنية والشعب العراقي التصدي لهم بكل قوة".
كما قال الإعلامي العراقي والناشط علي فاهم في تغريدة، "مجموعة من التشارنة يعتدون على خدام موكب حسيني بالناصرية ويثيرون الفوضى بطريق زائري زيارة الاربعين المليونية".
ونشرت المدونة درة حيدر تغريدة قالت فيها، "بالنسبة لمخلفات وبقايا فضلات تشرين. هذا اليصعد الكروة على الزوار وهذا اليعتدي على موكب حسيني او يستفز ابو الموكب وصاحبة محتوى هابط تستهزئ ...هاي كلها مجرد فقاعة امام هذا الحدث العظيم. لا تعيروهم اي اهتمام. فالقافلة تسير وكلاب يزيد تنبح".
وبحسب مراقبين، فإن هذه الجماعات كانت تحاول إثارة الفتنة والفوضى بالتزامن مع زيارة الأربعين، داعين الى اتخاذ الإجراءات القانونية كافة ضدهم.
ولم يصدر أي تعليق من الحكومة المحلية والجهات الأمنية المختصة، حول مجريات ما حصل في ذي قار وكشف حقيقة الأمر والأهداف المُراد بها من ذلك.
وحركة "تشرين"، تأسست إبّان الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها المحافظات العراقية وأبرزها العاصمة بغداد في عام 2019.
كما شهدت ذي قار مؤخراً، نشاطا جديدا لـ"جماعة القربان" في قضاء سوق الشيوخ، وأثارت خلال الأيام الماضية الرُّعب بصفوف المجتمع المحلي بعدما أقدم أحد أفرادها على الانتحار شنقاً مؤخراً بواسطة حبل داخل أحد المواكب الحسينية في القضاء المذكور.
وبالتزامن مع هذا، تستقبل محافظة ذي قار منذ أيام، الزائرين القادمين من المناطق الجنوبية المتّجهين سيرا على الأقدام الى مدينة كربلاء المقدسة لإحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) في العشرين من شهر صفر.
وذكر باسم هاشم رئيس هيئة المواكب الحسينية في ذي قار، أن "المواكب الحسينية في قضاء الناصرية استقبلت الآلاف من الزائرين سيرا على الأقدام صوب كربلاء المقدسة لإحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام)"، مشيرا الى أن "أكثر من 2000 موكب خدمي متوزعين على ثلاث محاور تبدأ من قضاء الجبايش الى منطقة الهويشلي الحدودية مع محافظة المثنى".
وتابع، أن "هذه المواكب تعمل على توفير الخدمات كافة الخاصة بالزائرين، من الطعام والشراب والمبيت إضافة الى تأمين الحماية لهم من قبل شرطة المحافظة"، لافتا الى، أن "معظم الزائرين هم قادمون من محافظتي البصرة وميسان، وأن هناك زوارا من جنسيات أجنبية".
وبدأت حشود زوار الأربعينية بالتوجه نحو كربلاء من مختلف المحافظات العراقية ومن خارج البلاد قبل أكثر من عشرة أيام، لأداء مراسم الزيارة التي ستبدأ في الخامس من شهر أيلول/ سبتمبر المقبل. كما يدخل ملايين الزائرين سنوياً خلال شهري محرم وصفر العراق لأداء زيارة الأربعين الى مدينة كربلاء.
لم تعد زيارة أربعين الإمام الحسين (عليه السلام)، حدثاً محلياً أو إقليماً، بل تجاوزت الحدود وأصبحت حدثاً عالمياً تتداوله وسائل الاعلام الغربية وتسلط الضوء عليه، حتى وصفت الصحيفة الأشهر في بريطانيا "الاندبندت"، زيارة الأربعين بأنها "أعظم تجمع ديني في العالم، وتفوق حج المسلمين إلى مكة بنحو خمس مرات من حيث عدد الزائرين".