تحشيد وشعارات سياسية لتظاهرات جديدة يسودها الغموض.. هل يقف التيار الصدري خلف احتجاجات سُلّم الرواتب؟
انفوبلس/ تقارير
"نود أن ندعم لكن إلى الآن لا توجد دعوة صريحة وواضحة عن المكان والزمان بالضبط ليتسنى لنا الوقوف معها".. بهذه الكلمات وأخرى أشد غرابة، عبّر الموظفون عن حيرتهم من التظاهرات المرتقبة يوم الأربعاء المقبل والخاصة بسُلّم الرواتب، حيث الغموض يسودها، لا مكان معلوما ولا زمان رسميا معتمدا أو معروفا، ما دفع الكثير منهم لطرح العديد من التساؤلات لعل أبرزها، هل عاد التيار الصدري لركوب موجة الموظفين؟ وهل هو من يقف وراء هذه التجمعات والدعوات للاحتجاج؟ ولِمَ الغموض هذا؟.
*تظاهرات غامضة
بـ"رمشة عين"، مُلِئت منصات التواصل الاجتماعي منذ أيام وإلى الآن بدعوات إلى الموظفين لغرض التظاهر والاحتجاج بهدف تعديل سُلّم الرواتب، لكن اللافت أن هذه الدعوات سادها الكثير من الغموض، فلا إعلان رسميا من قبل تنسيقية المتظاهرين كما في المرات السابقة، ولا مكان محددا لغرض التجمع، فكل الذي انتشر كان عبارة عن دعوات تحضيرية غلب عليها الطابع السياسي بعد طبع لافتات تطالب السوداني بالاستقالة من منصبه! متجاهلة المطالب الحقة للموظفين وهي تعديل سُلّم الرواتب.
*التيار الصدري وشهوة التظاهرات
ولأن رغبته في التظاهرات جامحة لا يقدر حتى هو بالسيطرة عليها، عاد التيار الصدري ليوضع موضع الشك بوقوفه خلف تلك التظاهرات، وبرهن ذلك تغريدة السياسي غالب الشابندر في أيار الماضي ومناشدته للصدر بالقول، "هل وصلك بيان أصحاب القضية؟ إنهم يتبنّون تظاهرات الموظفين الخاصة بسُلّم الرواتب ويقولون سنعطّل الدولة بالكامل، كيف لصاحب فكر منحرف وقضية باطلة أن يتبنّى حقا؟ هل ستتركهم يسبّبون الأذى للناس؟".
وأعلنت حركة "أصحابه المُنتجبين" الصدرية، المعروفين أتباعها بـ"أصحاب القضية" في بيان، بشهر أيار الماضي، نيّتها الخروج بتظاهرة
والاستعداد لإضراب شامل واعتصام لحين تعديل سُلّم الرواتب.
*هل تقف حركة "أصحابه المُنتجبين" الصدرية خلف الاحتجاجات؟
الحركة أعلنت في بيان رسمي قبل شهرين من الآن تبنيها لتظاهرات الموظفين المطالبين بتعديل سُلّم الرواتب، وجاء في بيانها آنذاك "يا أبناء أمتنا الصابرة المحتسبة، لقد تكاثر الظلم ووصل حدودا لا يمكن السكوت عنه في ظل الحرب العلنية والخفيّة التي يشنّها أحزاب السلطة على صاحب قضيتنا سماحة الإمام المُفدّى القائد مقتدى الصدر (دام ظله) خصوصا بعد اعتزاله العمل السياسي، ألا أن أصحابه المُنتجبين لن يعتزلوا المطالبة بحقوق هذهِ الأمة، كونها من أهم متبنّيات الإمام الصدر (ع) والتي لا يحيد عنها وسخّر حياته الشريفة من أجلها".
وتابع بيان الحركة، "إذ إننا من الواجب الوطني والتكليف الشرعي والديني نُعلن تبنّي ملفّ تعديل سُلّم رواتب الموظفين، ونؤكد هنا أن مصالح الأمة الحقّة هي من الأهداف الرئيسية لأصحاب الإمام المُفدّى القائد مقتدى الصدر (دام ظله)".
وتساءل مراقبون عن سبب صمت الصدر أو منصاته الرسمية وشبه الرسمية عن بيان هذه الحركة المحسوبة على تياره بالرغم موقفه قبل نحو شهر منهم الذي رفض فيه ادعاءاتهم العقائدية دون التطرق لتحركاتهم الأخرى.
وفي الوقت الذي رجّحوا فيه وجود تحركات للصدر وتياره بشكل غير معلن للتغلغل في هذه التظاهرات بشكل تدريجي تمهيداً لقيادتها في الفترة المقبلة وتوسيع مطالبها لدرجة تمكنه من العودة إلى الساحة السياسية عبر طريقه المفضّل، ساحات الاحتجاج.
*مراقبون: التيار يهدف العودة إلى العمل السياسي من بوابة الاحتجاجات
التحشيد الغامض للتظاهرات، والدعوات الشعارات السياسية التي تتخللها في كل مرة، دفع العديد من المراقبين إلى "الجزم" بأن ما يحدث هو تمهيد لعودة التيار الصدري إلى المشهد السياسي مستغلا بذلك الموظفين ومطالبهم الحقة المشروعة.
المراقبون أكدوا، أن التيار الصدري يقف وراء تظاهرات يوم الأربعاء المقبل، ويحرص على عدم تبنّيها رسميا لإبعاد الشبهات عنه، لكن رغبته الجامحة بركوب جميع أحداث البلاد تحول دون امتناعه عنها لاسيما مع الغموض الكبير التي ساد الدعوات إليها ولا زال يسودها.