تسريب صور لجثة المقتولة "أم فهد" يثير تساؤلات عن مصدر تسريبها ومكان التصوير.. هكذا تعامل الرأي العام مع الخرق الأخلاقي
بين الأدلة الجنائية والطب العدلي
انفوبلس/..
أثارت صور مسربة لجثة مشهورة عراقية، عارية بالكامل، موجة غضب واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، عقب مقتلها بالرصاص في سيارتها ببغداد، الجمعة الماضية، على يد مهاجم مجهول.
ووسط تشكيل فريق عمل متخصص من قبل وزارة الداخلية العراقية، للتحقيق في ملابسات وفاة المشهورة "أم فهد"، واسمها الحقيقي "غفران مهدي سوادي"، تداول نشطاء صوراً لجثة أم فهد في مجموعات خاصة على واتساب بالعراق، بعد تصوير جثتها في مكان غير معلوم، قيل إنه ربما أثناء التشريح، داخل مرافق الطب العدلي.
وتفاعل رواد السوشيال ميديا مع الصور المنتشرة، واصفين الأمر بفضيحة أخلاقية طبية، إذ يقال إن الطبيب المختص بتشريح الجثمان قام بتصوير مناطق متفرقة من جسد الضحية، وإرسالها لبعض أصدقائه المقربين، ثم انتشرت على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وعبّر رواد السوشيال ميديا عن غضبهم، مطالبين بمعاقبة المسؤولين عن تسريب الصور، لانتهاك أخلاقيات المهنة وعدم احترام حرمة المتوفي.
وتوفيت (غفران مهدي سوادي)، الشهيرة بنشر يومياتها على وسائل التواصل الاجتماعي، يوم الجمعة الماضي، إثر إطلاق النار عليها من طرف أحد المسلحين، هاجمها في سيارتها بينما كانت تستعد لمغادرتها أمام منزلها في منطقة زيونة وسط العاصمة بغداد، مثلما أظهر مقطع فيديو كاميرات المراقبة.
وكانت مصادر أمنية، قد أشارت الى أن "المشهورة المدعوة بـ أم فهد قُتلت في العاصمة بغداد على يد مسلح داخل سيارتها، وقد حُكم عليها العام الماضي بالسجن لمدة 100 يوم، وذلك بسبب محتوى غير لائق قامت بنشره عبر شبكات التواصل الاجتماعي".
وفتحت أجهزة الأمن العراقية تحقيقًا بعد مقتل "غفران مهدي سوادي" الشهيرة بـ أم فهد، إثر تعرضها لعملية اغتيال شرق العاصمة بغداد، وذكر بيان لوزارة الداخلية العراقية، السبت، إنه تم تشكيل فريق عمل مختص لمعرفة ملابسات مقتلها.
مخاوف من انتهاك الخصوصية
تسريب صور لجثة "أم فهد" أثار مخاوف حول انتهاك حرمة الموتى وانتهاك الخصوصية الشخصية في العراق، فضلا عن انهيار قيم المهنة الطبية والوظيفية داخل المستشفيات في العراق.
تعتقد قطاعات واسعة من العراقيين، أن مجتمع مشهورات السوشيال ميديا، مرتبط بشكل وثيق بشخصيات نافذة في النظام السياسي والأمني، مما يشير إلى وجود خلل في الثقة ويشوب المشهد العام بالتشويش والتلاعب.
وطالب ناشطون من السلطات المعنية إلى بدء التحقيق في هذا الحادث وتحديد المسؤولين عن التسريب.
وتعكس هذه الحادثة الحاجة الماسة إلى وضع تدابير صارمة وقوانين فعالة تحمي حرمة الموتى وتعاقب على أي مخالفات في هذا الصدد.
التسريب في الأدلة الجنائية
وأكد مراقبون للشأن المحلي، أن "الصور ليست في الطب العدلي بحسب ما تبدو عليه، بل في مكان الحادث وفي الشارع، يبدو أنها الأدلة الجنائية هي التي التقطت الصور المخزية وليس موظفي الطب العدلي".
وأكد المراقبون، أن "طبيعة مكان الصور والجثة لا تشير الى أن الجثة قد وصلت في هذه المرحلة الى الطب العدلي، والصور قد تكون التُقطت عند نقل الجثة الى الأدلة الجنائية او في مكان الحادث بعد وصول الأدلة الجنائية اليها".
وفي أيار الماضي، أفرجت السلطات الأمنية، عن المشهورة "أم فهد"؛ التي جرى اعتقالها بتهمة "المحتوى الهابط"، بعد انقضاء مدة محكوميتها.
وحُكم على "أم فهد"، بالسجن 100 يوم بتهمة "المحتوى الهابط"، بعد إطلاق وزارة الداخلية حملة طالت العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في العراق.
في 26 أيار 2020، كانت المرة الأولى التي يرد فيها اسم "غفران مهدي سوادي" في وسائل الإعلام، وذلك بعد حادثة لامرأة تقود سيارة نوع "لاند كروز" وقامت بالتجاوز على دورية مرابطة للشرطة الاتحادية قرب المسرح الوطني لتبدأ بعدها مسيرة لشخصية مشهورة اسمها "أم فهد" دامت ثلاث سنوات و11 شهراً بالتمام والكمال وانتهت بمقتلها بطريقة غامضة أمام منزلها في منطقة زيونة بمسدس لقاتل بدراجة نارية كان ينتظر وصولها.