تصنيف عراقي لأفضل مؤسسات التعليم العالي يُصدّر جامعة بغداد حكوميا وجامعة العميد أهليا.. على ماذا اعتمد؟ وما أبرز معاييره؟
انفوبلس/ تقارير
التصنيف العراقي للجامعات، هو تصنيف وطني لمؤسسات التعليم العالي الحكومية والأهلية، يعتمد على معايير الجودة العالمية، ويهدف إلى تقييم أداء الجامعات العراقية وتحسين جودتها وتعزيز تنافسها على المستويات المحلية والإقليمية والدولية. وفي آخر تصنيف أجرته وزارة التعليم العالي في العراق لأفضل المؤسسات التعليمية بالبلاد، جاءت جامعة بغداد في صدارة الجامعات الحكومية، في حين حلّت جامعة العميد بصدارة الجامعات الأهلية. انفوبلس سلّطت الضوء على هذا التصنيف وستفصّل معاييره وترتيب الجامعات وأبرز التحديات التي تواجهه.
*تصنيف التعليم لأفضل المؤسسات التعليمية
اليوم الاثنين، أعلنت وزارة التعليم العالي نتائج التصنيف العراقي للجامعات للعام الدراسي 2023.
وذكرت الوزارة في بيان ورد لشبكة انفوبلس، أنه "حرصاً على تطوير البيئة التعليمية وقياس مؤشرات الأداء المؤسسي والبرامجي ومسار البحث العلمي، تعلن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي نتائج التصنيف العراقي للجامعات للعام 2023".
وأضاف البيان، أن "هذه النسخة التي أنجزها جهاز الإشراف والتقويم العلمي تتضمن تقييم 95 مؤسسة حكومية وأهلية على وفق معايير الاعتماد المؤسسي 20%، والتصنيفات العالمية 10%، وفاعلية البحث العلمي 30%، وخدمة المجتمع 5%، والنضوج الرقمي 2%، وأعضاء الهيئة التدريسية 10%، والجوائز 5%، والطلبة 5%، والبنى التحتية 5%، والتنوع والتعاون الدولي 5%، والصحة والسلامة المهنية 3%".
*بغداد في صدارة الحكومية والعميد بصدارة الأهلية
وأشارت وزارة التعليم إلى أن "نتائج التصنيف أظهرت جامعة بغداد بالمرتبة الأولى ثم جامعة بابل والجامعة التكنولوجية على مستوى الجامعات الحكومية، فيما حققت جامعة العميد المرتبة الأولى على مستوى الجامعات والكليات الأهلية وجاءت جامعة المستقبل بالمرتبة الثانية ثم الجامعة الإسلامية بالمرتبة الثالثة".
*معايير التصنيف
يعتمد التصنيف العراقي للجامعات على خمسة معايير رئيسية، هي:
ــ البحث العلمي: يشمل هذا المعيار عدد الأبحاث المنشورة في المجلات العلمية المحكمة، وعدد الاقتباسات لهذه الأبحاث، وعدد الجوائز العلمية التي حصلت عليها الجامعة.
ــ الجوائز والتكريمات: يشمل هذا المعيار عدد الجوائز والتكريمات التي حصل عليها أعضاء هيئة التدريس والطلاب في المسابقات العلمية والثقافية.
ــ المؤشرات الأكاديمية: يشمل هذا المعيار مؤشرات مثل معدلات التحصيل الدراسي، ومعدلات التخرج، ومعدلات قبول الطلاب في الدراسات العليا.
ــ المؤشرات الإدارية: يشمل هذا المعيار مؤشرات مثل البنية التحتية للجامعة، والخدمات الطلابية، وكفاءة الإدارة.
ــ المؤشرات الدولية: يشمل هذا المعيار مؤشرات مثل عدد الطلاب الدوليين، والتعاون الدولي بين الجامعة ومؤسسات التعليم العالي الأخرى.
*الجامعات العراقية في التصنيفات العالمية
تشارك العديد من الجامعات العراقية في التصنيفات العالمية لمؤسسات التعليم العالي، مثل تصنيف QS العالمي، وتصنيف THE العالمي، وتصنيف Webometrics العالمي.
وفي تصنيف QS العالمي لعام 2023، احتلت جامعة بغداد المرتبة 801-1000، والجامعة المستنصرية المرتبة 1001-1200، وجامعة الكوفة المرتبة 1001-1200، وجامعة بابل المرتبة 1201+، وجامعة البصرة المرتبة 1201+.
وفي تصنيف THE العالمي لعام 2023، احتلت جامعة بغداد المرتبة 701-800، والجامعة المستنصرية المرتبة 1001-1200، وجامعة الكوفة المرتبة 1201+، وجامعة بابل المرتبة 1201+، وجامعة البصرة المرتبة 1201+.
وفي تصنيف Webometrics العالمي لعام 2023، احتلت جامعة بغداد المرتبة 1571، والجامعة المستنصرية المرتبة 1601+، وجامعة الكوفة المرتبة 1601+، وجامعة بابل المرتبة 1601+، وجامعة البصرة المرتبة 1601+.
*التحديات
كانت الجامعات العراقية، في السابق تواجه العديد من التحديات التي تؤثر على أدائها، ومنها ضعف التمويل الحكومي، لاسيما في زمن الحكومة السابقة، فضلا عن الفساد والمحسوبية اللذان كانا يؤثرا بشكل كبير على العدالة والشفافية في العملية التعليمية، إضافة إلى ضعف البنية التحتية، حيث كانت العديد من الجامعات العراقية تعاني من ضعف البنية التحتية مما يؤثر على جودتها، ولكن هذه التحديات والمصاعب بدأت بالتلاشي بعد أن أَولت الحكومة اهتماماً خاصة بالتعليم في الوقت الحالي تبرهن بدخول العديد من الجامعات العراقية إلى التصنيف العالمي.
*عملية بولونيا وتطوير نظام التعليم في العراق
في أغسطس الماضي، قال وزير التعليم العالي الدكتور نعيم العبودي، إنه "ليس من السهل أن تتخذ البلدان قراراً بتطوير النظم التعليمية لديها لأن هذا النوع من القرارات في جميع دول العالم يرتبط بعمليات معقدة ومتعددة الأوجه تتأثر بعوامل وديناميكيات اجتماعية، وثقافية، واقتصادية وتكنولوجية وحتى سياسية".
وتابع العبودي، "وإذا كان ثمة تلازم بين تطور النظم التعليمية والاحتياجات والتطلعات المتغيرة للمجتمعات، فإن تقادم مؤسساتنا التعليمية في العراق وإبعادها القسري على مدى عقود من الزمن بسبب الصراعات والحروب العبثية عما يحصل من تطور في نظم التعليم العالي في العالم قد أدى إلى إحداث فجوة بين قدرة جامعاتنا ومتطلبات الجودة الأكاديمية".
وأتم، "ومن هنا بات لزاماً التفكير في إيجاد حلول حقيقية لإصلاح بنية مؤسساتنا الأكاديمية من خلال الإفادة مما يجري في العالم من مبادرات إصلاحية في صناعة التعليم العالي، مما استدعى منا الذهاب إلى تطبيق التجربة الأوروبية في إصلاح التعليم العالي التي يطلق عليها (عملية بولونيا) التي بدأ تنفيذها في أوروبا منذ نهاية تسعينيات القرن المنصرم، لتبدأ معها مجموعة من الإصلاحات الجوهرية في أُطر التعليم العالي والقرارات الديناميكية التي أحدثت تغييراً هاماً في الأنظمة التعليمية الأوروبية".