تظاهرات مريبة في البصرة وذي قار.. تزامن "عفوي" أم صراع مع المحافظين؟
انفوبلس/ تقارير
تظاهرات متزامنة في كل من البصرة وذي قار، تارة تطالب بتعديل سلم الرواتب، وتارة أخرى تطالب بتحسين الخدمات، لكن هذه المطالب سرعان ما تحولت من سلمية إلى عنيفة، بعد إقدام المتظاهرين على قطع الشوارع وإغلاق السيطرات وإضرام النيران بديوان مبنى محافظة ذي قار، فما سرّ تلك الفوضى؟ وهل عاد الصراع مع المحافظين الى تعكير صفو الحياة هناك؟
تظاهرات ذي قار
اليوم الاثنين، شهدت محافظة ذي قار، تظاهرات حاشدة للمطالبة بملحق الاستثناء وتعديل سلم الرواتب.
وتظاهر العشرات من الخريجين أمام مبنى ديوان محافظة ذي قار وسط مدينة الناصرية للمطالبة بشمولهم بملحق الاستثناء الخاص بالتعيينات الحكومية.
لاحقا، تطورت التظاهرات الى قيام المتظاهرين بقطع الشوارع القريبة وحرق الإطارات فيها احتجاجا على عدم الاستجابة لمطالبهم، الأمر الذي دفع قوات مكافحة الشغب إلى النزول واستخدام الغاز المسيل لتفريق المتظاهرين.
حرق لبوابة ديوان المحافظة
واصلت الأحداث تطورها، وبعد قطع الشوارع وحرق الإطارات، أقدم المتظاهرون على حرق مدخل بوابة ديوان محافظة ذي قار.
وقال مراسلنا، إن "العشرات من الخريجين أصحاب الاستثناء نظموا تظاهرة أمام مبنى ديوان المحافظة"، مبينا أن "التظاهرة تحولت من سلمية إلى عنيفة تخللها إحراق مدخل مبنى ديوان المحافظة".
وأضاف، إن "خطوة المحتجين بإحراق مدخل الديوان، أدت لحصول صِدام مع القوات الأمنية واستخدام الغاز المسيل للدموع".
وسبق أن تظاهر عشرات الخريجين في ذي قار احتجاجاً على قرارات رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أثناء زيارته للمحافظة، بعد استثنائه أكثر من 4 آلاف خريج من أبناء مركز المحافظة، لغرض التعيين ضمن تعيينات الـ9 آلاف درجة.
قائد شرطة ذي قار متفاجئ
عقب تطور الأحداث بشكل لافت، قال قائد شرطة ذي قار، "تفاجأنا بحدوث أعمال شغب من قبل بعض المندسين داخل التظاهرات السلمية".
وأضاف، إن "احتكاكا حدث مع بعض المشاغبين في التظاهرات وتم اعتقالهم بعد تدخل القوات الأمنية".
وأشار إلى أن "سلامة المتظاهرين السلميين من أولوياتنا والحفاظ على أرواحهم هو واجبنا".
وبيّن قائد الشرطة، إن "المتظاهرين أصحاب مطالب حقة واستلمنا طلباتهم وسننقلها إلى المسؤولين".
تظاهرات البصرة
في السياق ذاته، تظاهر الآلاف من مواطني محافظة البصرة عند مدخل المحافظة، اليوم الاثنين، للمطالبة بتعديل سلم الرواتب بشكل عاجل، فيما قاموا بقطع الطريق الرئيسي إلى البصرة ذهاباً وإياباً، مهددين بالاستمرار في التظاهر ونصب الخيم والاعتصام.
وقال مراسلنا، إن "الآلاف من مواطني محافظة البصرة تظاهروا، صباح اليوم، مطالبين الحكومة بتعديل سلم الرواتب بشكل عاجل، حيث قاموا بقطع الطريق الرئيسي إلى البصرة ذهاباً وإياباً، مهددين بالاستمرار في التظاهر ونصب الخيم والاعتصام".
وذكر المتظاهرون، أن “التظاهرات السابقة لم تسفر عن أي تنفيذ للمطالب، ما دفعهم إلى اتخاذ خطوات تصعيدية”، مبينين أن “الرواتب الحالية التي تتراوح بين 200 ألف و300 ألف دينار لا تكفي لمعيشة شخص واحد في ظل غلاء الأسعار وتكاليف الحياة المرتفعة".
وناشد المتظاهرون، رئيس الوزراء بالإيفاء بوعده السابق والنظر في هذه المطالب بشكل جدي”، مؤكدين أن “الوضع الاقتصادي الصعب يتطلب تدخلًا فوريًا لتحقيق العدالة الاجتماعية وتحسين ظروف المعيشة".
كما شهدت تظاهرات البصرة أيضا، بحسب مقطع مصور حصلت عليه شبكة انفوبلس، اشتباكات بين القوات الأمنية والمتظاهرين، إذ أظهر المقطع قيام أحد الضباط وهو يقوم بضرب متظاهر بعد اعتداء الأخير عليه.
إغلاق سيطرة السدرة
إلى ذلك، أغلق متظاهرون غاضبون، طريق سيطرة السِدرة المدخل الرئيسي للبصرة على الطريق الدولي، ومنعوا مرور الشاحنات والسيارات القادمة من بغداد وبقية المحافظات.
وأحاطت بهم قوات مكافحة الشغب واستخدمت خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين لكنهم رفضوا الانسحاب.
ما سرّ التزامن؟
لقد أثار تزامن التظاهرات في البصرة وذي قار وما تخللها من أحداث وأعمال شغب، جملة من التساؤلات عن سرّ ذلك التزامن.
وبهذا الصدد، رجّح مراقبون عودة الخلافات على المناصب مع المحافظين وبالتالي عكسها على الشارع واستغلاله عن طريق دسّ بعض العناصر في التظاهرات بغية إثارة الفوضى.
وقال أحد المدونين، "يبدو أن تزامن التظاهرتين ليس صدفة، فخلاف البعض مع العيداني ما زال قائما، وخلاف الآخر تفجر في ذي قار بعد فضيحة شبكة التجسس".
وكتب آخر، "لقد بدأت التظاهرات بالانحراف عن مطالبها مجددا، فالمطالبة بتعديل سلم الرواتب في البصرة استهدفت بطريقة مبطنة المحافظ ومجلس المحافظة، كذلك المطالبة بالتعيينات في ذي قار أخذت منحى آخر".