تفتيش المسؤولين للدوائر الرسمية في العراق.. جدل واسع وتساؤلات عن التغييرات التي حصلت بسببها؟
انفوبلس/ تقرير
يُثار في الآونة الأخيرة ـ يُسمّيها المراقبون بـ"الظاهرة" ـ وهي تفتيش المسؤولين الحكوميين والأمنيين للدوائر العراقية الرسمية، حيث بدأها رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، واشتهر بها وكيل وزارة الداخلية لشؤون الشرطة الفريق عادل عباس الخالدي وكذلك حسين العبودي المدير العام لتربية الرصافة الثالثة.
كيف بدأ بها السوداني؟
منذ تسلم محمد شياع السوداني، مهامّه رسميًا رئيسًا للحكومة العراقية وقائدًا عامًّا للقوات المسلحة العام الماضي، ولغاية الآن، قام بزيارة العديد من الوزارات والدوائر الرسمية وكذلك الامنية في بغداد والمحافظات الأخرى، آخرها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية والتي أعلن من خلالها دخول قانون التقاعد والضمان الاجتماعي حيز التنفيذ، وشمول 2,151,551 أسرة بإعانة الرعاية الاجتماعية، وهو أعلى معدل شمول في تاريخ وزارة العمل، بالإضافة الى لقائه عدداً من المواطنين، واستمع إلى احتياجاتهم وشكاواهم، ووجه الدوائر المعنية بسرعة معالجتها.
وقبلها وفي ظرف أسبوع، قام بزيارة مديرية المرور العامة في العاصمة بغداد، وتجول بجولة في أقسام المديرية متابِعاً مفاصل العمل في منفذ رقم 9 لمنح الإجازات، ومعمل اللوحات المرورية، وغرفة كاميرات المراقبة، وقسم الغرامات المرورية، كما التقى بالمراجعين واستمع إلى شكاواهم ووجّه بمتابعتها، وتسهيل سير الإجراءات.
وخلال الزيارة أصدر 12 توجيهاً، كما شدد على ضرورة مراجعة نسب الرسوم ومبالغ الفحص، مشددا على أن أعداد الضحايا في الحوادث المرورية تمثل مؤشراً خطيراً.
وعلى هذا النحو، يواصل السوداني زياراته الى الوزارات والدوائر الرسمية وكذلك الأمنية في بغداد والمحافظات الأخرى.
اشتهر بها عادل الخالدي وحسين العبودي
وعلى خطى السوداني، اتخذ وكيل وزارة الداخلية لشؤون الشرطة الفريق عادل عباس الخالدي والذي كُلّف بالمنصب في 2022، نفس المسار حيث يقوم بزيارات ميدانية "متكررة" لمراكز الشرطة والمديريات في بغداد وكذلك المحافظات، آخرها كانت زيارة الى مكتب مكافحة الإجرام ومركز شرطة الصالحية وقبلها موقع تسجيل مرور الحسينية، ومركز شرطة الشعب، وذلك بحسب ما رصدته "انفوبلس".
ومنذ مدة تتناول مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، فيدويات لحسين العبودي المدير العام لتربية الرصافة الثالثة، وهو يقوم بزيارة المدارس مع حركات وصفها مدونون بأنها "مسرحية هزيلة"، حيث يقوم بالانفعال على مديري هذه المدراس والموظفين والكادر التربوي.
وكتب أحد المدونين رداً على تصرفات العبودي، "بدلاً من هذه المسرحية الباهتة كان من الأجدر بك الوقوف على الأسباب والمشاكل وتقديم الدعم للمدارس المتهالكة واتباع إجراءات إدارية في حل المشكلة خيراً من اتباع أساليب مسرحية تفتقر للتربوية والمهنية".
بينما كتبت مدونة أخرى على منصة ((x، "كنت اعتقده مشهدا تمثيليا ولكن الموضوع طلع حقيقة، مدير تربية الرصافة الثالثة وهو يقوم بمشهد دراما وهو يتفقد المدارس في الرصافة لأجل الدعاية الانتخابية في مجالس المحافظات. يعني معقوله اليوم إلا شفت حال المدارس الحكومية؟".
ويرى مراقبون أن العبودي عبارة عن بطولات وإنجازات على صفحات التواصل الاجتماعي فقط لا غير، كما يكشف موظفون في تربية الرصافة الثالثة لـ"انفوبلس"، أن العبودي يقوم مثل هكذا تصرفات فقط أمام الكاميرات وبعدها يقوم بالاعتذار من المديرين والكادر التربوي.
وكانت هذه التصرفات والحركات مثار سخرية المعلقين على مواقع التواصل الاجتماعي وهو ما يعكس شعورا بأنها لا تشي بالحرص على متابعة شؤون المواطنين بقدر ما هي ترويج للانتخابات التي من المقرر إجراؤها في نهاية الشهر الحالي وكذلك يترصدون الفرص لكسب تعاطف الشارع العراقي.
وبحسب محليين ومختصين ومراقبين تحدثوا لـ"انفوبلس"، فإن زيارات المسؤولين للدوائر الرسمية وتفتيشها قد تكون خطوة بالاتجاه الصحيح لتتغير واقعها وهي ما يقوم بها رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني أو وزراء مهنيون، لأنها تظهر نتائجها بعد أيام من الزيارة".
لكن ما يقوم به المسؤولون والمديرون الصغار مع كم هائل من المصورين، ما هو الا خداع للعراقيين وللرأي العام عبر نشرها في مواقع التواصل الاجتماعي لغايات قد تكون سياسية أو غيرها، وفقا لما يقولونه.
كما أن تفتيش المسؤولين للدوائر الرسمية هو أحد أساليب مرشحي الانتخابات في العراق، والتي لاقت انتقاداً في العديد من المناسبات، حيث انساقت بعض دوائر الدولة لخدمة المرشحين الانتخابية وحملاتهم تحت تأثير السلطات الإدارية والقوى السياسية المتنفذة.