تنظيم طلّابي يتبع الحزب الشيوعي.. التعليم العالي تحظر أنشطة اتحاد الطلبة العام في الجامعات، تعرف على الأسباب
انفوبلس..
بعد ورود معلومات مهمة من الأمن الوطني، قررت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إيقاف نشاطات تنظيم "اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق" وحذرت من تأثيره سلباً على العملية التعليمية ومن إمكانية استغلاله لأمور تمس سمعة الحرم الجامعي.
وجاء في وثيقة (سرية وعاجلة) صادرة عن مكتب وزير التعليم العالي نعيم العبودي، وموجهة إلى الجامعات كافة والمجلس العراقي للاختصاصات الطبية، ما نصه: بناءً على المعلومات الواردة إلينا من قبل جهاز الأمن الوطني العراقي حول وجود تنظيم بعنوان (اتحاد الطلبة في جمهورية العراق) يُعنى بالشريحة الطلابية ويقوم بعمل (ندوات، مؤتمرات، مهرجانات، زيارات) مما يؤثر سلباً على سير العملية التعليمية، فضلاً عن إمكانية استغلال مثل تلك التنظيمات وتوظيفها لاحقاً لتمس سمعة الحرم الجامعي، وعليه:
وجّه وكيل الوزارة لشؤون البحث العلمي عن وزير التعليم بتاريخ 24/5/2023 ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة وتوجيه تشكيلاتكم بالتبليغ عن مثل تلك التنظيمات والتشكيلات غير الرسمية التي تخص شريحة الطلبة وعدم السماح لها في الجامعات، حرصاً على هذه الشريحة المهمة ومنعاً من استغلالها وحفاظاً على سير العملية التعليمية بالشكل الأمثل.
مصدر مطلّع كشف لـ"INFOPLUS" أسباب قيام الوزارة بإيقاف نشاطات الاتحاد، مبيناً أن للأخير توجهات سياسية تتعارض مع الشريحة التي من المفترض أنه يمثلها.
ولفت المصدر إلى أن اتحاد الطلبة في جمهورية العراق هو أحد التشكيلات غير العلنية للحزب الشيوعي العراقي، وعلى الرغم من كونه حزباً رسمياً في العراق وغير محظور، إلا أن القانون العراقي يمنع استغلال شرائح المجتمع لتمرير أجندات سياسية وخصوصاً شريحة الطلبة، مشيراً إلى أن الانتماء السياسي مسموح به لكل المواطنين بغض النظر عن توجهاتهم، ولكن غير المسموح هو جرّ شريحة كاملة إلى توجه سياسي معين دون علمهم وتحت مسميات وعناوين وطنية عامة.
كيف يعرّف الاتحاد نفسه؟
وبحسب الموقع الرسمي لـ"اتحاد الطلبة في جمهورية العراق"، فإنه: منظمة طلابية مهنية وطنية ديمقراطية جماهيرية غير حكومية مستقلة، تُعنى بالشأن الطلابي ورفع مستوى الوعي الثقافي والديمقراطي لدى الطلبة والمساهمة الفاعلة في تطوير قطاع التربية والتعليم والبحث العلمي.
تأسس الاتحاد في 14 نيسان 1948 في مؤتمر السباع الخالد الجماهيري العلني وتشكلت هيئاته عبر انتخابات جرت في معظم كليات ومعاهد وثانويات العراق تحت اسم اتحاد الطلبة العراقي العام، ورفع شعاره المركزي (في سبيل حياة طلابية حرة ومستقبل أفضل).
يضم الاتحاد في عضويته الطلبة كافة الراغبين بالعمل الطوعي في صفوفه بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أو القومية أو الدينية، وتغير اسم الاتحاد وذلك في المؤتمر الوطني الثاني الذي انعقد بعد ثورة 14 تموز 1958 ليصبح (اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية).
انتمى الاتحاد إلى اتحاد الطلبة العالمي وساهم بنشاط في الفعاليات كافة واحتل مواقع قيادية بحيث شغل منصب السكرتارية كما شغل منصب نائب الرئيس، واستضاف الاتحاد في الستينيات المؤتمر السادس لاتحاد الطلاب العالمي في بغداد.
ناضل الاتحاد ويناضل من أجل حقوق الطلبة المهنية والأكاديمية في توفير ظروف علمية ونقابية واجتماعية ومعيشية متطورة، وبسبب الظروف السياسية تواصلَ عمل الاتحاد وتنظيماته بشكل سرّي داخل العراق وحقق نجاحات عديدة في سبيل تحقيق مطالب الطلبة المهنية والوطنية، وجرّاء اشتداد حملة الملاحقات والاعتقالات ضد أعضاء الاتحاد في بداية السبعينيات اتخذت السكرتارية قراراً بتجميد نشاطه على جميع الأصعدة وبصورة مؤقتة.
أعادَ الاتحاد وجود تنظيماته السرية في الجامعات والمعاهد العليا فيما ساهم العديد من أعضائه في الكفاح المسلح في كردستان، أما في الخارج فقد استعادت فروع الاتحاد في أكثر من ثلاثين بلداً نشاطها.
وبعد سقوط نظام صدام حسين، سارع أعضاء الاتحاد إلى إعادة نشاط الاتحاد في جميع المؤسسات التعليمية للعمل على إقامة حياة طلابية على أُسس ديمقراطية، ومن أجل الدفاع عن حقوق الطلبة الأكاديمية والمعيشية وفي سبيل توحيد جهود الحركة الطلابية العراقية والتقدم على طريق بناء العراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد.
لاتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق فروع في الخارج كما أنه عضو مؤسِّس في لجنة التنسيق العليا بين المنظمات الشبابية والطلابية في كردستان «فدراسيون» والتي تضم أغلب المنظمات الطلابية والشبابية التي تشكلت إبّان الانتفاضة العراقية في التسعينيات.
يتكون اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق من فروع الاتحاد في كل محافظات العراق والخارج إضافة إلى الاتحاد العام لطلبة كردستان العراق، وللاتحاد علاقات ثنائية متميزة مع العديد من المنظمات العربية والعالمية.