"تهكير" شاشة إعلانية في بغداد بعد خلاف مالي.. ماذا تعرف عن "خفايا" ملف المساحات الإعلانية؟
انفوبلس/ تقرير
شهدت العاصمة بغداد، في ساعة متأخرة من مساء أمس السبت 19 آب/ أغسطس 2023، حادثة "غريبة" لم تحصل من قبل، حيث أقدم شخص على "تهكير" إحدى الشاشات الإعلانية وعرض فيلم "إباحي" عليها، فيما أعلنت وزارة الداخلية، القبض على من قام بذلك الفعل.
تهكير إحدى شاشات العرض في العاصمة بغداد وبث عليها محتوى "إباحي"
وفُوجئ أهالي العاصمة بغداد، بعرض "فيلم إباحي" عبر إحدى الشاشات الإعلانية الضخمة في ساحة عقبة بن نافع بمنطقة الكرادة، نتيجة عملية اختراق قام بها شخص، ما أثار استياء الأهالي ودفع الجهات المعنية إلى إطفاء تام لجميع شاشات العرض الإعلانية في العاصمة.
وكشفت مصادر أمنية رفيعة المستوى، اليوم الأحد 20 آب/ أغسطس 2023، التفاصيل الكاملة للحادثة التي أثارت "غضب" أهالي العاصمة بغداد، مطالبين بإنزال العقوبات "الصارمة" على من قام بهذا الفعل "المُشين".
المصادر قالت لـ"انفوبلس"، إنه في تمام الساعة 23:30 من مساء أمس السبت، وصل نداء الى المفارز الأمنية المنتشرة في تقاطع عقبة بن نافع بمدينة الكرادة بالعاصمة بغداد، بعرض لقطات "غير أخلاقية" على إحدى الشاشات الإعلانية التابعة إلى شركة "بروميديا" للدعاية.
وأضافت، إنه "بعد ملاحظة ذلك، تم فصل التيار الكهربائي وإطفاء الشاشة، وتشكيل فريق عمل بإمرة مدير استخبارات ومكافحة إرهاب بغداد الرصافة ومدير قسم استخبارات ومكافحة إرهاب الرصافة الرابعة وضابط استخبارات الكرادة لمعرفة حيثيات القضية والتوصل للفاعلين"، مشيرة إلى أنه "بعد المتابعة لساعات وفي تمام الساعة 2:30 من فجر اليوم الأحد، تم التوصل إلى عجلة نوع سيراتو رصاصي مشكوك بها ضمن محل الحادث كانت متوقفة قرب الشاشة لفترة (14) دقيقة".
وبينت، إنه "تم جمع المعلومات عن العجلة وتزويد فريق العمل بالعائدية الخاصة من قبل السيطرة المركزية وصاحبها حيث تبين أنها تعود للمدعو كرار حسين زبون عسل حلاوه السليم يسكن في بغداد – الكرادة يعمل في نصب شاشات"، لافتة الى أن "فريق العمل قام باستدعاء المهندس المختص بنصب الشاشات المدعو عمر حميد إبراهيم علي البركيبة لغرض جمع المعلومات الكافية عن الشخص أعلاه (كرار)".
المتهم لدية خلاف مالي مع صاحب الشركة "بروميديا للدعاية" واعترف صراحةً عن قيامه بنشر المقاطع الإباحية
وتبين، أن المدعو (كرار حسين زبون) يعمل في نصب الشاشات ولدية خلاف مالي مع صاحب الشركة (بروميديا للدعاية) المدعو (فاضل علي الملقب ابو علي)، وأن كرار لديه إمكانية التوصل إلى عرض الشاشة، وفقا للمصادر.
وذكرت المصادر، أنه "تم استحصال الموافقات القضائية الأصولية وإلقاء القبض على المتهم أعلاه حيث اعترف صراحةً عن قيامه بنشر المقاطع الإباحية بسبب خلافات مالية مع صاحب الشركة". مردفة، أنه "تم تسليم المتهم أصولياً بكتاب إحالة الى قسم التحقيقات لجنة تحقيق الرصافة".
وقال المدون ياسر الجبوري في تغريدة تابعتها "انفوبلس"، "تدرون ان الشركة الي لازمة كل شاشات العرض والاعلانات في بغداد هي ملك علي العگيلي صاحب جامعة التراث".
وكانت الحكومة قد قررت في مطلع شهر كانون الثاني الماضي، حجب المواقع الإباحية في العراق. حيث كان في شهر أيلول 2015، قد صوّت مجلس النواب العراقي لصالح قرار يلزم وزارة الاتصالات بحجب المواقع الإباحية الموجودة على شبكة الإنترنت، إلا أن القرار لم يتم تفعيله بشكل تام.
*القانون العراقي
بدوره، بين الخبير القانوني، علي التميمي، عقوبة نشر فديو مُخل بالحياء عبر شاشة الإعلان. ويقول التميمي، في حديث لـ "انفوبلس"، إن "قانون العقوبات العراقي عاقب في المادة 403 بالحبس لمدة لا تزيد عن سنتين وبالغرامة أو بإحداهما على كل من قام بصنع أو استيراد أو الحيازة على صور أو افلام وغيرها وكانت مخلّة بالحياء وكذلك في حالة عرضه على الجمهور ويعتبر ضرفاً مشدداً إذا كان الهدف هو إفساد الأخلاق".
ويضيف، إن "التحقيق الجنائي هو الذي يثبت إذا كان الفعل متعمداً أو لا من خلال معرفة القصد الجنائي للفاعل وهل يوجد شركاء من عدمه وهل توجد أطراف متورطة في ذلك". ويذكر الخبير القانوني: "يمكن للجهة المتضررة من جراء الفعل إذا كان الفعل فردي أن تطالب بالعقوبة الجزائية بالإضافة الى التعويض عن الضرر المعنوي وفق القانون المدني العراقي".
ويوضح التميمي، "أما معرفة هل هو متعمد في فعله أم لا وهل كان خطأ أم إهمال هذا يثبته التحقيق من خلال انتداب خبراء في مجال البث والإعلام تنتدبهم محكمة التحقيق ومن خلال تقريرهم نكون أمام الوصف القانوني للجريمة".
وفي الآونة الأخيرة، ازدادت اللوحات الإعلانية من أحجام مختلفة في شوارع العاصمة بغداد وكذلك المباني الحكومية والأهلية "الشاهقة" وأعمدة المصابيح.
وتعود هذه المساحات الإعلانية الى دائرة أمانة بغداد، لكن تقوم الشركات المختصة بالتعاقد معها وأخذها للاستثمار.
وتستحوذ شركة بروموميديا (Promomedia) العراق التابعة لمجموعة JGroup، على معظم المساحات الإعلانية في العاصمة بغداد والعراق، ومن أبرزها مساحات صالة بغداد لاونج (Baghdad Lounge) في مطار بغداد الدولي. كما أن شركة نخلة بابل هي أيضا لديها الكثير من المساحات الإعلانية في العاصمة بغداد والعراق أجمع.
وعن الأرباح التي تجنيها الشركات المختصة في المساحات الإعلانية فقد تحقق أرباحا "طائلة"، حيث تختلف حسب الأماكن الحيوية وكذلك عدد ساعات ظهور الإعلان. وتُقدر من مليون إلى 25 مليون دينار عراقي أو أكثر للمساحة الإعلانية الواحدة.
والعاصمة بغداد تشهد "تهافتاً" على المساحات الإعلانية خلال فترة الانتخابيات سواء كانت برلمانية ومحلية.